تراجعت فوائد سندات الخزينة التي تستحق بعد عشر سنوات في بعض الدول إلى ما دون الصفر، وانخفض مردود السندات الألمانية إلى مستوى اعتبره المحللون السويسريون «ظاهرة مالية استثنائية» لم تشهدها ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي العادة عندما تطرح أي دولة من دول العالم سندات خزينتها للبيع في الأسواق الدولية، تقترض من المستثمرين الدوليين لتنفيذ عملية مالية ما، على أن تعيد دفع أموالهم مع فائدة معينة بعد فترة زمنية محددة. لكن، لدى الحديث عن فوائد سلبية لهذه السندات، يمكن القول إن المستثمرين هم الذين يدفعون الفوائد الى الدولة لإقراضها. علماً أن سويسرا واليابان سبقتا ألمانيا منذ نحو سنتين، في تقديم فوائد سلبية على سندات الخزينة. وهناك لائحة بأبرز خمس دول تعطي فوائد تفوق الصفر على سندات الخزينة التي تستحق بعد عشر سنوات، وهي الولايات المتحدة (1.591 في المئة) وإسبانيا (1.525 في المئة) وإيطاليا (1.479 في المئة) وبريطانيا (1.175 في المئة) وفرنسا (0.394 في المئة). في حين تبلغ فائدة السندات الألمانية 0.008 سلباً، واليابانية 0.185 في المئة، والسويسرية 0.528 في المئة. في ما يتعلق بسويسرا، يشير المراقبون إلى أن فوائد السندات تراجعت قبل سنة ونصف سنة إلى ما دون الصفر، بسبب نسف توازن سعر الصرف بين الفرنك السويسري واليورو الذي كان يبلغ آنذاك 1.20 فرنك في مقابل اليورو. وبما أن سويسرا دولة صغيرة جغرافياً وتعتمد بشدة على نشاطاتها المصرفية، فهي تتأثر بما يجري من أحداث حولها خصوصاً في منطقة اليورو. ويرى خبراء محليون أن على كل مَن يريد رسم توقعات حول الأحداث المالية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، تحليل ما يحصل في سويسرا أولاً. وبالنسبة إلى اليابان، يفيد مراقبون بأن تدهور فوائد سندات الخزينة لديها بدأ في شباط (فبراير) الماضي، إذ أرخى المصرف المركزي الياباني سياساته النقدية بعض الشيء، لكبح قوة الين الياباني في أسواق الصرف الدولية. ولم يسجل الخبراء أي خلل في التوازن بين سندات الخزينة الأميركية ونظيرتها الألمانية لجهة الفوائد. فيما يعود التراجع الطفيف في قوة فوائد السندات الأميركية، إلى السياسة الحالية المتشددة لمجلس الاحتياط الفيديرالي. إلى ذلك، يتوقف الخبراء في المعهد الاقتصادي الوطني في برن، عند تراجع فوائد سندات الخزينة الألمانية الذي يضع المصرف المركزي الأوروبي في وضع صعب. إذ لدى الأخير مشاكل في اتخاذ قرارات خاصة بشراء سندات الدول الأوروبية الآن، لأنها غير مربحة أبداً. علماً أن 75 في المئة من السندات الألمانية التي تستحق بعد ما بين سنتين و30 سنة، تعطي فوائد سلبية. وتصل قيمة السندات الموجودة في الأسواق الدولية إلى 810 بلايين دولار تقريباً. لكن 50 في المئة منها تقل فائدتها عن 0.4 في المئة.
مشاركة :