حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عبر منبر «منتدى أوسلو» الذي انطلق أول من أمس في العاصمة النروجية، روسيا من أن «صبر واشنطن قد ينفد وأنه بدأ ينفد بالفعل» حيال التصلّب في الملف السوري، موجهاً في الوقت نفسه انتقاداً لاذعاً ومباشراً لتُركيا بسبب ما أسماه «اختلاف الرؤية ومقاربات الحلول الممكنة». وأشار كيري الذي كان قد التقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إلى تقدّم في المسار الديبلوماسي قد يسفر عن «اتفاق ما» حول مرحلة انتقالية مقبلة في سورية. لكنه قال، في الوقت نفسه، أنه «لا يريد أن يعد بما قد يصعب الإيفاء به» في ظل الظروف الراهنة وتعدد الأطراف المعنية. وشدد كيري في جلسة عامة من المنتدى الذي انطلق بعنوان عريض هو «جدوى الوساطات في نزاعات بالغة التعقيد»، على ضرورة وضع المفاوضات السورية على السكة في شكل وشيك «لأن الأمور إن تُركت على ما هي عليه قد تمتد إلى ما لا نهاية». وقال أن «على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفــــي الواقع هو محدود جداً في ما يتعلق بمعـــــرفة ما إذا ستتم محاسبة (الرئيس السوري بشار) الأسد أم لا» حول النزاع في بلاده، وفــق ما نقلت «فرانس برس». وكان ظريف الذي تحدث في افتتاح المنتدى أول من أمس، أشار إلى أن الجميع بات مقتنعاً بأن لا حل عسكرياً في سورية وأن القضية «لا تتعلق بمصير شخص واحد»، لافتاً إلى أن بلاده تدعم «إصلاحاً دستورياً» أو ربما «نظاماً برلمانياً» في سورية، لكن ذلك يبقى رهن المفاوضات. ولفت كيري إلى أن استمرار الأعمال العسكرية وإمطار مناطق الشمال السوري بالبراميل ومنها مثلاً قصف المشافي، يُصعّب المهمة أكثر. لكنه توقف أيضاً عند تجاوزات يقوم بها بعض قادة الفصائل الذين يكررون خرق وقف النار، مشيراً إلى أن العدالة الانتقالية قد تشملهم مثلما قد تشمل الأسد. يذكر أن «منتدى أوسلو» يُعقد سنوياً بهدف جمع صنّاع القرار بخبراء وباحثين دوليين، وهو يخضع لمبادئ «تشاتم هاوس» في منع التغطية الإعلامية أو ذكر أسماء المتحدثين سوى لجلسات معينة.
مشاركة :