تضمّ مدينة الرياض نحو 12094 جامعا ومسجدا، معظمها تقيم صلاة التراويح، غير أن المساجد التي يحرص المصلون على شد الرحال إليها للاستمتاع بالأصوات الجميلة والروحانية لا يتجاوز عددها العشرات، حيث إن بعض الائمة انفرد بصوته الخاص.. وآخرون يحاكون أئمة الحرمين كذلك تحرص فرق المرور والأمن الصناعي على تنظيم السير وفك الاختناقات قرب هذه المساجد. ويتوافد آلاف من أهالي العاصمة الرياض خلال هذا الشهر الفضيل على المساجد الشهيرة بجمال أصوات أئمتها، والتي تزيد من الخشوع والسكينة ويفضل كثير من المصلين أداء صلاة التراويح بكل خشوع خلف هؤلاء الأئمة حتى إن بعض هذه الجوامع يصعب إيجاد موقف جوارها مما يضطر المصلين إلى البحث عن موقف قد لا يكون قريبًا مما يتطلب مسيرة طويلة على الأقدام للوصول إلى المسجد المطلوب. وقد أدت هذه الظاهرة إلى إرباك شوارع الرياض في الأحياء التي تقع فيها المساجد المتزاحم عليها والحقيقة الصوت الجميل يجذب المصلين، ولكن المتتبع يجد أن التجمع في مسجد معين يسبب معاناة متعددة الجوانب لسكان الحي المجاور للمسجد أو الجامع الذي يزدحم بالمصلين، حيث تزدحم الشوارع ويصعب المرور عبرها، كما تصعب حركة السكان داخل الحي وحسب مترددين على تلك المساجد فقد يصل عدد المصلين في بعضها إلى أكثر من 5000 آلاف مصلٍ. من جانبه قال إمام وخطيب جامع الأمير سلطان بن فهد شمال شرق الرياض فضيلة الشيخ د.ناصر الهويمل لـ «المدينة» إذا لم يترتب على الذهاب للمسجد الذي إمامه حسن الصوت مفسدة فلا حرج في الذهاب وممن أفتى بذلك سماحة شيخنا العلامة ابن باز وسماحة شيخنا ابن جبرين رحمهما الله. وأضاف على من رغب ترك مسجد الحي القريب والذهاب إلى مسجد آخر وأن يراعي عدم تضييع صلاة العشاء لأجل إدراك صلاة التراويح وعدم التعدي على حرمة الطرقات وتعطيل مصالح أصحاب البيوت القريبة من المساجد المكتظة وعدم الوقوف عند أبواب المنازل بغير إذن لأن في ذلك من المفاسد مع مراعاة حقوق أهالي الحي بعدم إزعاجهم.. وبيَّن الهويمل أن الصلاة في مسجد الحي فيه تحقيق للهدف الذي شرعت لأجله صلاة الجماعة من تفقد الجيران ومعرفة أحوالهم والاطمئنان عليهم ولا يحصل هذا لو ترك الصلاة في المسجد القريب وشدد على مراعاة آداب الطريق وعدم إيذاء المسلمين لأجل إدراك سنة. المزيد من الصور :
مشاركة :