الحريري: سياسة «حزب الله» لعنة يدفع ثمنها ولن أسمح بتعرض لبنان لما يحصل في سورية

  • 6/18/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توقف زعيم «تيار المستقبل» اللبناني الرئيس سعد الحريري في كلمة ألقاها غروب أمس خلال مأدبة الإفطار التي أقامها في شتورة على شرف عائلات من زحلة والبقاع الأوسط وبعلبك، عند «حرب مجنونة طاحنة وحريق كبير مشتعل على الجانب الآخر من الحدود وعلى بعد كيلومترات معدودة، فيما هذه البقعة العزيزة من لبنان تنعم بالأمن والأمان والاستقرار». وقال: «حزين جداً لأنّ إخوتنا في سورية محرومون خير رمضان وبركته وأمنه، وسعيد جداً أن بلدنا وهذا البقاع الأبي بالذات لا يزال قادراً على تفادي لهيب حروب الجوار ولا يزال رمزاً للعيش الواحد والتآخي بين الطوائف والمذاهب». وشدد على أن «الوحدة الوطنية والعيش المشترك ممارسة يومية ومسؤولية وطنية». وقال: «يخطر في بالي كل من ينظّر ويزايد على خياراتنا الوطنية، أطلب منكم أن تدعوه ليأتي إليكم وتأخذوه من يده على بعد مرمى حجر من هنا، ليرى بعينه ماذا يحصل في سورية، ثم تعيدوه ليفطر معنا في هذه البقعة من لبنان. عندها قد تتضح له الصورة أن هذه النار إذا لحقت بنا وسمحنا لها أن تصل إلينا ما الذي يمكن أن يحصل». وقال: «في سورية، أصبح هناك نصف مليون قتيل و8 ملايين نازح ومهجّر ولا أعلم كم مئة ألف جريح وغريق ومعوق، ومئات البلدات والمدن المدمرة عن بكرة أبيها، والعالم مقسوم قسمين: قسم يشارك في قتل الشعب السوري مع المجرم بشار الأسد وقسم يتفرّج، وأقصى ما يفعله؟ بيان إدانة. أنا غير مستعد، لا من أجل مزايدات، ولا من أجل انتخابات ولا من أجل أي شيء في الدنيا، أن أسمح لأهلي أن يتعرّضوا هنا في البقاع وفي لبنان لما يتعرض له أخوتنا في سورية. هذه أمانة سلمني إياها رفيق الحريري ولست مستعداً، لا أن أفرط فيها ولا أن أفرط بكم». وأضاف: «أعلم هذا الكلام الواضح يصبح صعب القبول والتطبيق عندما يواجه بممارسات «حزب الله» وسلوكه في لبنان كما خارج الحدود. والحقّ يقال أنّ لبنان، بدءاً من الطائفة الشيعية الكريمة، يدفع أثماناً لا تطاق لخيارات، لا رأي فيها للبنان واللبنانيين ودولتهم. لبنان يعاني من مسلسل تورط الحزب وليس شيعة لبنان، في حروب لا نجني منها سوى المقاطعة والعقوبات ووقف الدعم عن مؤسساتنا الشرعية. والآن هناك مشكلة حقيقية بين «حزب الله»، وليس إخواننا الشيعة، كما يحاول الحزب أن يصوّرها، وجزء أساسي من المجتمع الدولي والمجتمع العربي. والعقوبات الأميركية تعكس جانباً من هذه المشكلة التي نرى لها وجوهاً متعددة أيضاً في العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي. الولايات المتحدة تحاسب أو تعاقب «حزب الله» وليس إخواننا الشيعة على عمليات أمنية، ومعظم الدول الأوروبية أدرجته على لوائح الإرهاب على خلفية عمليات أمنية منسوبة إلى الحزب، وليس إخواننا الشيعة، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية والبحرين والكويت والإمارات وقطر وغيرها من الدول العربية». ورأى أن الحزب «لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة ولا يقرّ بأنّ سياساته الأمنية والعسكرية لعنة كبيرة يدفع ثمنها بحياتهم آلاف الشباب الذين يرميهم على جبهات القتال المجنون ومئات آلاف اللبنانيين بمصالحهم كافة. وآخر موضة، حزب الله يتهجم على آخر قطاع لا يزال يحمل الاقتصاد، المصارف وعلى حاكم مصرف لبنان بحجة أنهم يطبقون قوانين ليسوا هم من وضعها، ولكنهم ملزمون بتطبيقها، ومجلس النواب التزم بتطبيقها. فعندما أقر المجلس في نهاية السنة الماضية قوانين مكافحة تبييض الأموال، التزم عملياً بتطبيق القوانين المالية العالمية وأقرت بالإجماع، أي أن نواب حزب اللهّ صوتوا عليها وليس رياض سلامة! وإذا أراد حزب الله أن يفتح حساباً في بنك إيراني سيتم رفضه بسبب هذه القوانين نفسها! إلا أننا لم نسمع هجوماً من حزب الله على المصارف الإيرانية وعلى البنك المركزي الإيراني». وشدد على أن «المشكلة في حزب الله وأعمال الحزب وهو يمنع منذ سنتين اكتمال النصاب في المجلس النيابي لأي جلسة انتخاب رئيس جمهورية. قد يكون الوضع الحالي مريحاً بالنسبة إليه، دولة مشلولة، واقتصاد منكوب ولا أحد يقدر أن يتخذ أي قرار يمكن أن يسيّر أمور الناس أو يحسّـن معيشتها. وفي النهاية يأتي ليقول لنا أنه إذا ليس هناك من رئيس، يكون الحق على سعد الحريري». وسأل الحريري: «هل المطروح أن أختار بين المرشحَين، مع حفظ الألقاب: سمير جعجع أو أمين الجميل، وأنا أرفض أن أنزل إلى المجلس مثلاً؟ هذا هو الوضع، وهذا هو قدرنا: فما العمل؟ نحن من جهتنا، لن نكلّ وسنبقى نناضل بالسياسة، بالكلمة بالإقناع، لنمنع وصول الفتنة إلى بلدنا، لنمنع أن يأخذ التطرّف من اليأس ذريعة ليستحكم بأهلنا، ولنمنع الفراغ أن يصبح قاعدة في دولتنا. وأنا مقتنع أن اليوم بات قريباً، الذي يعود فيه الجميع إلى صوابهم وإلى بلدهم وتبدأ الحلول». وتوقف عند ما تعانيه المنطقة كما سائر مناطق البقاع من الوضع الاقتصادي الصعب، لجهة تصريف المحاصيل الزراعية والمشاكل المتعلقة بنهر الليطاني»، منوهاً بموافقة الحكومة على شراء محاصيل القمح والشعير». وجدد التحدث عن «خطوات ستبدأ بعد عيد الفطر لمعالجة مشكلة تلوّث الليطاني، والعمل على استكمال القناة 900 كي تصل إلى رياق، وفي المرحلة المقبلة سنعمل معكم لاستكمال فروع الجامعة اللبنانية في المنطقة، من دون ما ننسى استكمال الأوتوستراد العربي. هذا واجبنا، ودين في رقبتنا لمنطقتكم، التي ردّت الرّد الديموقراطي السياسي السلمي على 7 أيار عندما أعطت الانتصار في الانتخابات النيابية الأخيرة لتيار المستقبل ولقوى 14 آذار».

مشاركة :