يسلط الهجوم المروع، في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، الضوء على التحديات التي تواجه السلطات لمنع هجمات المسلحين المنفردين. وباتت «الذئاب المنفردة» مصدر قلق الآن، لأن هذا النوع من المسلحين يستلهم جرائمه من تنظيم «داعش» المتطرف، من خلال شبكة الإنترنت. وجاء هجوم أورلاندو بعد ستة أشهر من إطلاق نار في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، حيث فتح رجل وزوجته النار على حفلة عيد الميلاد ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً. ويعتقد أن الزوجين المتطرفين قد تأثرا أو تم توجيههما من قبل «داعش». ويقول خبراء إن مثل هذه الحالات تثير أسئلة صعبة حول الخصوصية والأمن، وتبين مدى صعوبة وقف المتطرفين الذين يعملون لوحدهم. واعترف مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه حقق مع قاتل أورلاندو، عمر متين، 29 عاماً، في السابق، بعد أن نشر تعليقات «متطرفة» في حق زملائه على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن المكتب برأه في وقت لاحق. كما تعرض متين للاستجواب مرتين، لاشتباهه بوجود علاقة تربطه بانتحاري أميركي فجر نفسه في سورية، لكن الأدلة لم تكن كافية ضده. بعدها تمكن الأميركي - من أصول أفغانية - من شراء أسلحة نارية بشكل قانوني، واقتحم بعدها الملهى الليلي ليقتل 49 من رواده. وقال مدير المكتب الفيدرالي للتحقيقات، جيمس كومي، إنه لا يعتقد أن مراقبة المتشددين تتم بطريقة فعالة. ويتم استجواب الآلاف من مستخدمي الانترنت الذين يزورون مواقع تحرض على العنف أو تدعو إلى التطرف، إلا أن ذلك لا يعتبر مخالفاً للقانون. وما دام المتعاطفون لا يتخطون الخطوط الحمراء، مثل جمع الأموال للمجموعات المتطرفة أو التجنيد لصالحها، فهم بعيدون عن المساءلة. وتشكل قوانين الخصوصية والحرية الشخصية عائقاً أمام جهات إنفاذ القانون لتتبع ومراقبة المتطرفين في أميركا.
مشاركة :