ظنت العائلة أنها فرت بأمان من مدينة الفلوجة الخاضعة لتنظيم «داعش»، وأطلقت صيحات الفرح عندما وصلت إلى ضواحي المدينة. لكن بعد لحظات، أصابها الرعب عندما أثار شخص ما بطريق الخطأ قنبلة وضعت على جانب الطريق من قبل مسلحين يتحصنون الآن في المدينة. يقول أيمن فاروق (17 عاما)، والذي أصيب في مؤخرة رأسه: «لقد كان مشهدا مرعبا. كان الناس ملقون على الأرض، ويصرخون طلبا للنجدة». وتوفي أيضا أربعة من أبناء عمومته، جميعهم أطفال. وفقد آخرون أطرافهم، وكان يتعين حملهم لمدة نصف ساعة قبل الوصول إلى منطقة خاضعة لسيطرة الجيش العراقي. وبينما تحاول القوات العراقية استعادة السيطرة على الفلوجة، التي احتلها مسلحو «داعش» لأكثر من عامين، يواجه المدنيون أخطارا فيما يحاولون الفرار من المدينة. وبالإضافة إلى العبوات الناسفة المزروعة في شوارع المدينة، حاول «داعش» منع السكان من الفرار بغية الاحتفاظ بهم كدروع بشرية. ووصف رجل كيف كان المسلحون يركبون دراجات بخارية ويطاردون أقاربه فيما كانوا يحاولون المغادرة، حيث أطلقوا الرصاص على ثلاثة منهم. وبالنسبة لهؤلاء الذين استطاعوا الخروج بأمان، استمرت المشقة، بينما أصيبت وكالات الإغاثة والحكومة العراقية بالإرهاق، لدرجة عجزها عن توفير إمدادات مياه الشرب. يقول «كارل شيمبري» من المجلس النرويجي للاجئين، والذي يعمل في مخيمات داخل العراق: «إن طريق الخروج مليء بالقناصة والمتفجرات. إنهم يأتون بحثا عن الأمان وسط مخاطرة كبيرة، لكننا نكافح لإمدادهم بالضروريات. إننا مرهقون تماما». ... المزيد
مشاركة :