الجمهور عايز غير كده

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا تريد من الشاشة، وماذا تريد الشاشة منك؟ هدف المرء من المشاهدة واضح وينقسم إلى حالتين، فإما أن يلجأ إليها هرباً من واقع يعيشه لتحلق به بعيداً، وإما أن يبحث فيها عما يشبهه ويلامس حياته اليومية، وفي الحالتين يضع في رأس قائمة متطلباته من الشاشة أن تتعامل معه باعتباره مشاهداً ذكياً يفهم ما يراه ويستطيع التحليل والربط، وتحترم بيئته ومجتمعه، وتليق به وبأهل بيته وبأخلاقهم وقيمهم. فهل تلبي الشاشة تلك الشروط؟ أما ماذا تريد الشاشة من المشاهد؟ فهنا تتفرع الإجابة كثيراً وتتشتت البنود تحت عناوين براقة ترفعها الشاشة لتظهر ما لا تبطن، وهي تلبي ما يخدم مصلحتها أولاً وأخيراً، بغض النظر عما إذا كانت البنود تناسب المشاهد أم لا. تقوده إلى حيث تشاء، وحين يعترض تقول له الجمهور عايز كده. هل الجمهور يريد كل هذا الكم من التدخين وفي معظم المسلسلات؟ الأبطال يدخنون بشراهة، ليصبح المشهد عادة مألوفة تميل بالجمهور إلى الرغبة في التقليد، والكاميرا تتعمد تصوير مشهد التدخين بدقة وزوم إن على كيفية إشعالها وحملها و.. عانينا فترة من المخدرات التي صارت تيمة مسلسلات رمضان، ثم تأقلم الجمهور مع الفكرة، وقبلها وبعدها كان ولازال التدخين هو الظاهرة الأبرز والرفيق الدائم لكل بطل وبطلة. هل الجمهور يريد انتشار القوادين (رجالاً ونساء) على الشاشة وبهذه الكثافة؟ حتى مسلسل الكوميديا بنات سوبرمان الذي جذب الصغار قبل الكبار من اسمه واللقطات الترويجية له، والأهل شجعوا أطفالهم على مشاهدته لاعتقادهم بأنه يناسب سنهم خاصة أن الكوميديا محببة ولا خطر منها، شكل صدمة حقيقية بسبب وجود الخال القواد والألفاظ غير اللائقة وسيل من الشتائم. والمصيبة في اعتبار فكرة الخال الذي يريد إجبار بنات أخته على العمل في الكباريه، والحوار الهابط بينه وبينهن.. كوميديا يجب أن تبعث البهجة في نفس المشاهد! ماذا يريد المؤلف أحمد شوقي وما الذي جاء ليقوله في هذا المسلسل؟ عمل لا نفهم سبب الحرص على عرضه في رمضان، وإن كان هناك إصرار على عرض هذه النماذج من المسلسلات فلا بد من التنويه بأنها للكبار فقط. هل الجمهور يحب متابعة ثلاثين ليلة من الإجرام والقتل والمآسي ومشاهد العنف تهبط عليه دفعة واحدة في رمضان؟ هو أحب أعمالاً تميل إلى التشويق والحس البوليسي فيها عالي، منذ مسلسل أهل كايرو وطرف ثالث.. لكن ليس كل عمل بوليسي ينجح إن لم يكن محبوكاً بحرفية عالية وقصته مشوقة ومنطقية. هل يريد الجمهور أن تذهب أموال الإنتاج الضخم على برامج كاميرا خفية سخيفة وغير مقبولة ولا منطقية، وصارت ألاعيبها مكشوفة؟ هل يصدق الجمهور أن رامز جلال قادر على تحمل مسؤولية التلاعب بالنجوم العالميين دون إخطارهم بطبيعة المهمة المطلوبة منهم، مثل أنطونيو بانديراس الذي بلا شك تقف خلفه شركات تأمين ومدير أعمال وفريق عمل؟ لا، الجمهور عايز غير كده على الشاشة. مارلين سلوم marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :