«جيش الفتح» يتوسع جنوب حلب وعينه على الحاضر «معقل الإيرانيين»

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وجّه «جيش الفتح» الذي يضم فصائل عدة بينها «جبهة النصرة» ضربة قوية إلى القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة من جنسيات أجنبية في ريف حلب الجنوبي، حيث تمكّن من السيطرة على مجموعة قرى بعد اشتباكات دامية دامت أربعة أيام وأوقعت خسائر جسيمة في صفوف المتقاتلين. ولفت ناشطون إلى أن الخسائر التي مُني بها «حزب الله» اللبناني في معارك جنوب حلب هي الأكبر منذ معركة القصير في ريف حمص عام 2013. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) بأنه «ارتفع إلى 86 على الأقل عدد المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وعربية وآسيوية» ممن قُتلوا في الاشتباكات التي شهدتها قرية خلصة وقرى أخرى بريف حلب الجنوبي على مدى الأيام الأربعة الماضية، بعد هجوم عنيف شنّته فصائل يقودها «جيش الفتح» وبينها «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) و «جيش التحرير» و «الفرقة 13» و «فيلق الشام». وأضاف أنه «من بين مجموع القتلى ما لا يقل عن 25 عنصراً من حزب الله اللبناني، كما أن الغالبية الساحقة من القتلى هي من جنسيات عربية وآسيوية». وعزا سبب الخسائر البشرية الكبيرة هذه إلى «القصف الصاروخي المكثف من قبل الفصائل وتفجير العربات المفخخة، في حين يسود استياء في صفوف حزب الله والمسلحين الإيرانيين بسبب عدم مساندتهم من قبل الطائرات الروسية»، وأشار المرصد إلى «أنه في حال استمر غياب الدعم الجوي الروسي عن معارك ريف حلب الجنوبي، فإن النظام والمسلحين الموالين له قد يخسرون في أي وقت بلدة الحاضر بالريف الجنوبي لحلب». وبعدما قال إنه قُتل خلال الاشتباكات ذاتها «العشرات من الفصائل وجبهة النصرة»، لفت إلى أن هذه «أكبر خسارة لحزب الله اللبناني في معركة واحدة منذ معارك القصير في العام 2013». أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فاعتبرت أن «جيش الفتح قلب المعادلة في الشمال السوري بعدما فرض سيطرته على ثلاث قرى استراتيجية مهّدت الطريق أمامه ليعود لاعباً بارزاً في ريف حلب الجنوبي، متفوقاً على الآلة العسكرية الروسية والإيرانية في مساحة جغرافية ضيقة جداً». وأشارت الشبكة إلى أن «جيش الفتح» سيطر أولاً على قرية خلصة بعد اشتباكات عنيفة دارت مع القوات النظامية والميليشيات الشيعية المتحالفة معها وبدأت قبل قرابة أسبوع، ثم سيطر على قرية زيتان «التي سقطت نارياً مع سقوط خلصة». وزادت أن «(جيش) الفتح تابع تقدمه باتجاه برنة التي يتشابه وضعها مع زيتان، لتتسع مساحة السيطرة الخاضعة للفتح بشكل كبير، ويفتح معه الشهية للهجوم على المركز الأكبر في تلك المنطقة الاستراتيجية ألا وهي الحاضر التي تُعتبر المركز الأساسي للقوات الإيرانية» ولتلك العاملة تحت إمرتها. وذكرت «شبكة شام» أن عناصر «جيش الفتح» كانوا قد قتلوا 30 عنصراً من القوات النظامية والميليشيات الحليفة وجرحوا العشرات نهار الجمعة وأسروا عنصراً من «حزب الله» اللبناني خلال اشتباكات عنيفة دارت داخل قرية خلصة. وكانت القوات النظامية السورية وميليشيات أجنبية تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني سيطرت في الشهور الماضية على أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي، تحت غطاء قصف جوي كثيف وفرته الطائرات الروسية، قبل إعلان الرئيس فلاديمير بوتين في شكل مفاجئ إنهاء «الجزء الأساسي» من مهمة قواته في سورية وسحب طائراته الحربية منها في آذار (مارس) هذه السنة. وتمكنت «جبهة النصرة» وفصائل أخرى في الشهور الثلاثة الماضية من استعادة أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي بما في ذلك تلة العيس وخان طومان. في غضون ذلك، قال المرصد أن العمليات العسكرية لا تزال تدور في شكل متواصل «لليوم التاسع عشر على التوالي» في منطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، لافتاً إلى أن «الاشتباكات تتركز في محيط المدينة وأطرافها وقرى أخرى بريفها» بين تنظيم «داعش» وبين «قوات سورية الديموقراطية». ولفت المرصد إلى أن 7 عناصر من «داعش» نفّذوا «هجوماً بالمفخخات» على تمركزات لـ «قوات سورية الديموقراطية» في جنوب غربي منبج «حيث فجّر عنصران من التنظيم نفسيهما بعربتين مفخختين، فيما فجّر الخمسة الآخرون أنفسهم بأحزمة ناسفة». وبعدما لفت إلى أنه لم ترد معلومات عن خسائر بشرية في صفوف «سورية الديموقراطية»، أشار إلى معلومات أخرى «عن إعدام رجل وزوجته وطفلتيهما و3 آخرين هم شقيقا الرجل وشقيقته بمنبج أثناء محاولتهم الفرار من المدينة التي يسيطر عليها التنظيم». وتابع المرصد أن «قوات سورية الديموقراطية» تواصل في غضون ذلك عمليات التمشيط في القرى التي سيطرت عليها «بدعم من طائرات التحالف الدولي» منذ بدء هجومها في 31 أيار (مايو) الماضي. وأشار إلى أنها عثرت على 78 جثة لعناصر من «داعش» ممن قتلوا خلال قصف لطائرات التحالف الدولي وفي الاشتباكات معها في قرى ريف منبج «ليرتفع إلى 352 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين وثّق المرصد السوري مقتلهم منذ بدء الهجوم» نهاية الشهر الماضي. وزاد «أن عشرات الجثث لا تزال موجودة في القرى التي طُرِدَ منها التنظيم». وأورد أيضاً أن عدد قتلى «سورية الديموقراطية» بلغ أكثر من 37، بينما ارتفع إلى 78 عدد المدنيين الذين قُتلوا خلال العمليات العسكرية في منبج ومحيطها وريفها. إلى ذلك نقلت «رويترز» عن المرصد أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قُتلوا في قصف نفذته فصائل من المعارضة المسلحة على حي بمدينة حلب يخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية فجر السبت. وأضاف المرصد أن ما يربو على 40 شخصاً أصيبوا أيضاً في الهجوم على حي الشيخ مقصود المجاور لطريق الكاستيلو وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. وقُتل مئات الأشخاص في حلب منذ انهيار محادثات السلام في نيسان (أبريل) في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على المدينة المقسمة بين المعارضة المسلحة والحكومة. وقال معارضون مسلحون في السابق أن هجماتهم على حي الشيخ مقصود تأتي رداً على محاولات وحدات حماية الشعب الكردية قطع طريق الكاستيلو. وأدى تصعيد الغارات الجوية والهجمات بالمدفعية في الأسابيع الأخيرة حول الطريق إلى تعذر عبوره عملياً، الأمر الذي وضع مئات آلاف الأشخاص في حلب تحت الحصار الفعلي. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية تقريباً على كل حدود سورية الشمالية مع تركيا، كما أن الوحدات حليفة وثيقة للولايات المتحدة في حملتها على تنظيم «داعش» في سورية. ولا يثق كثيرون من فصائل المعارضة المسلحة بغرب سورية في وحدات حماية الشعب الكردية لأنهم يقولون أنها تتعاون مع دمشق بدل قتالها وهو اتهام تنفيه الوحدات. ولم يكن لهدنة مدتها 48 ساعة أعلنتها روسيا في حلب يوم الخميس أي أثر يذكر على القتال واستمرت الضربات الجوية وأعمال القصف منذ ذلك الحين. وقال المرصد أن حي الشيخ مقصود يتعرض للقصف الكثيف منذ منتصف شباط (فبراير)، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 132 مدنياً وإصابة أكثر من 900 آخرين. وفي محافظة حمص، قال المرصد أن اشتباكات تدور بين «داعش» وقوات النظام «على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، ومحيط حقل آرك النفطي، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباك واستهداف التنظيم لتمركزاتها... وقصف للطائرات الحربية على مواقع التنظيم قرب الحقل». وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى سماع «دوي انفجار عنيف في منطقة حاجز القطيفة... نجم عن إلقاء مسلح لقنبلة على الأقل في إحدى غرف الحراسة خلال تفتيشه، ما أدى لمقتل عنصرين على الأقل من قوات النظام وجرح آخرين من عناصر الحاجز»، أما وكالة الأنباء السورية «سانا» فذكرت أن وحدة من الجيش قبضت على «خلية إرهابية خلال محاولتها عبور نقطة التفتيش العسكرية في منطقة القطيفة على طريق دمشق - حمص». وتابعت «أنه تمت إعادة حركة المرور على الطريق بشكل طبيعي بعد تحويله لفترة قصيرة في المنطقة». وفي ريف دمشق الغربي، ذكر المرصد أن صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مدينة داريا بالتزامن مع اشتباكات في محيطها، بينما نفّذت طائرات حربية غارات على مزارع الميدعاني وأماكن في بلدة البحارية بمنطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية. أما في محافظة الرقة (شمال سورية)، فقد ذكرت «فرانس برس» أن هجمات تنظيم «داعش» أبطأت تقدم الجيش السوري مدعوماً بالطائرات الروسية باتجاه مدينة الطبقة الواقعة على نهر الفرات، بعدما بات على بعد 15 كيلومتراً جنوب مطار الطبقة العسكري. وتبعد الطبقة 50 كيلومتراً من مدينة الرقة، معقل «داعش» في سورية. وقتل عشرة عناصر من قوات النظام السوري الخميس في تفجير انتحاري، بعد أيام من تفجيرات انتحارية أخرى قتل خلالها 12 عنصراً آخر ونفذها اربعة فتيان أو من يُطلق عليهم «أشبال الخلافة». وفي واشنطن (أ ف ب)، أعرب وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الجمعة عن أسفه لقصف شنته روسيا واستهدف مقاتلين تقدم الولايات المتحدة لهم دعماً من اجل محاربة «داعش» في جنوب سورية، لكنه اعتبر أن الامر قد يكون حصل عن طريق الخطأ. وقال كارتر لوسائل الإعلام «هذا مثال لهجوم شنه (الروس) ضد قوات تحارب تنظيم داعش» بدل مهاجمة التنظيم المتشدد. وأشار إلى أن مثل هذا الهجوم يتعارض مع النية المعلنة لموسكو لمحاربة «داعش». لكنه لمح إلى أن الطائرات الروسية قد تكون أخطأت في التعرف على الهدف. وقال انه في هذه الحالة «فإن ذلك يدل بشكل واضح على نوعية المعلومات التي يستندون اليها من اجل توجيه ضرباتهم». وقالت مصادر اميركية أن الطيران الروسي قصف الخميس مقاتلين معارضين لـ «داعش» تدعمهم وزارة الدفاع الاميركية في منطقة التنف الحدودية بين سورية والعراق. وأكد المرصد السوري، أن الضربات استهدفت «جيش سورية الجديد»، مشيراً الى مقتل شخصين. ووفق المصدر نفسه، فإن هذا الجيش الذي أنشئ في عام 2015 يضم 125 مقاتلاً دربتهم قوات اميركية وبريطانية داخل معسكر للتحالف الدولي في الاردن. ويتحدر هؤلاء في شكل أساسي من دير الزور (شرق) ومن حمص (وسط)، وفق المصدر نفسه. ولم تشر وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي الخميس الى عمليات القصف تلك. وأوضحت أن موسكو «لم تنفذ أي غارات ضد جماعات المعارضة المسلحة» التي تلتزم هدنة منذ شباط (فبراير). وكانت واشنطن وموسكو أقامتا خطاً للتواصل بين قواتهما في سورية بهدف تبادل المعلومات عن الطلعات الجوية التي تنفذها طائراتهما الحربية في الاجواء السورية وتجنب وقوع أي حادث بين الطرفين. وأعرب كارتر الجمعة عن أسفه لأن هذا الخط «لم يستخدم بطريقة مهنية» في هذه الحالة من قبل الروس. وأضاف «نحاول توضيح الوقائع واستخدام هذه القناة مع الروس لفهم ما الذي حصل».

مشاركة :