تنتمي بجمالها الأخاذ وأدائها المميَّز إلى جيل العصر الذهبي للسينما المصرية والعربية! إنها الفنانة المصرية الكبيرة لبنى عبدالعزيز، التي لا تزال باقية في الذاكرة العربية بأدوارها المغايرة، والشخصيات العميقة التأثير التي جسدتها على الشاشة الفضية! فعلى رغم أن رصيدها الفني لا يتعدى 20 فيلماً، لكنها في وقت قصير استطاعت أن تحفر اسمها بسطور من نور في تاريخ السينما، بتنوع أفلامها والرسائل التي حملت على عاتقها توصيلها إلى الجمهور. وفي حوارها مع «الراي»، فتحت الملقبة بـ «جولييت جاردن سيتي»، قلبها وتحدثت عن بداية دخولها الفن، وذكريات عملها كأصغر مذيعة في الإذاعة، ومحاورتها لثلاثة رؤساء حكموا مصر، وعلاقاتها بأبطال أفلامها، وتفاصيل أخرى. لبنى عبدالعزيز تحدثت، عن طبيعة علاقتها بالوسط الفني، وكشفت عن أسباب رفضها عقد احتكار من إحدى شركات السينما العالمية في الستينيات. وأكدت، في حوارها، أن الفنان المصري عمر الشريف هو النموذج الاستثنائي العربي الذي استطاع أن يفرض نفسه على السينما العالمية، رغم محاولات عدد من الفنانين في جيله مثل رشدي أباظة وفاتن حمامة وأحمد رمزي. وكشفت لبنى عبدالعزيز، عن السر وراء اعتقال نظام عبدالناصر لزوجها الراحل الدكتور إسماعيل لمدة 24 ساعة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالهجرة خارج مصر. كما تحدثت، عن اختيارها - بعد تجربة الاغتراب - البقاء في بلدها مصر حتى آخر يوم في عمرها، مُصرّة على أن تقضي ما تبقى من عمرها على أرض الوطن الذي حُرمت منه، طوال فترة هجرتها إلى الولايات المتحدة. • ونحن نكمل حوارنا، وبما أننا في شهر رمضان... حدثينا عن الشهر الكريم أين تقضينه؟ ـ في مصر... وهذا قرار أخذتُه منذ أن قررتُ العودة إلى مصر أنا وزوجي (رحمه الله)... فرمضان في مصر يكون له نكهة مميزة وطعم خاص. وأنا أقضيه في بلدي الذي له طريقته الخاصة أيضاً في الاحتفال بهذا الشهر الكريم. وأتذكر عندما سافرت مع زوجي إلى أميركا سنة 1967، وأول رمضان يأتي علينا شعرت بوحدة شديدة، فهذا الشهر له طقوس وروحانيات عالية جداً في مصر، خصوصاً في الشوارع والأحياء الشعبية، وفوانيس رمضان والتواشيح قبل الإفطار والسهر حتى الفجر في الحسين. كل هذه الأمور الجميلة لا أجدها إلا في مصر، لذلك رفضتُ أن أقضيه مع ابنتيّ في أميركا على رغم إصرارهما، فرمضان خارج مصر يفتقر إلى المذاق والرائحة المميزين. • وما طقوسك الخاصة خلال هذا الشهر الكريم؟ ـ دائماً أحاول أن أستغل كل دقيقة في هذا الشهر الذي يزورنا مرةً واحدة في السنة، ولا أضيعه في أشياء غير مفيدة، سواء مشاهدة التلفزيون أو الانشغال بالطعام، بالعكس، فأنا أهتم بالعمل في نهار رمضان، حيث أستيقظ في موعد مبكر من الصباح وأقرأ الصحف وأجهز لبرنامجي الإذاعي الذي أقدمه على البرنامج الأوروبي منذ بداية الخمسينيات، وهو «إنتي لولو»، بعدها أحصل على قسط بسيط من الراحة ثم أستيقظ للصلاة وقراءة القرآن حتى أذان المغرب. • وهل تحرصين على تبادل العزومات في رمضان؟ ـ إطلاقاً، فأنا لا أحب أن أفطر خارج بيتي في رمضان، لأن لي طقوساً معينة في الإفطار، حيث أكسر صيامي بتمرة، وبعد ذلك أقوم للصلاة، وأستعد لصلاة التراويح، وأتناول الوجبة الرئيسة في العاشرة مساء، لكنني من الممكن أن أتبادل عزومات السحور. • وما الأطعمة الرئيسة التي تحبين تناولها على الفطور؟ ـ أنا إنسانة نباتية بطبعي، ولا أحب تناول اللحوم بأنواعها، لكن الطبق الرئيس لي على الفطور هو الفول، حيث يعطيني القوة والتحمل. • ذكرتِ أنك تقاطعين مسلسلات رمضان... فما السبب وراء ذلك؟ ـ الدراما أصبحت مملوءة بالإسفاف، ولم تعُد تحترم شهر رمضان وقدسيته، حيث أشعر بأن المسلسلات تُقدم على إهانته بدلاً من تكريمه، سواء بكثرة الأعمال أو بمضمونها، فزمان كنت أحب مشاهدة التلفزيون ومسلسلات رمضان وأشعر بالمتعة معه، لكن هذا الأمر اختفى في السنوات الأخيرة. • حدثينا عن الفترة التي هاجرتِ فيها مع زوجك واستقررتِ في الولايات المتحدة الأميركية؟ ـ تحولتُ إلى امرأة عادية وربة أسرة وزوجة، وأم تغسل وتطبخ وتوصل الأولاد إلى المدرسة. • أنتِ ضحيتِ بالفن والنجومية من أجل أسرتك... فهل تحدثيننا عن هذه الأسرة، وعن ابنتيك وأحفادك؟ - أسرتي هي أهم شيء حققتُه في حياتي، ولست نادمةً على تركي الفن والسفر مع زوجي وتكوين هذه الحياة الدافئة، والحمد لله رزقني الله ابنتين هما «مريم ونادين». • هل ربيتِ ابنتيك بالطريقة نفسها التي نشأتِ عليها؟ ـ بالتأكيد حاولتُ ألا أتركهما تندمجان في القواعد الأميركية، وأروي لهما وأتحدث لهما باستمرار عن عاداتنا وتقاليدنا، لكن للأسف الخطأ الكبير الذي وقعتُ فيه أنا وزوجي أننا ركزنا في تعليمهما على اللغات الأخرى، ولم نعلمهما اللغة العربية، وهذا كان بناء على نصيحة أطباء أغبياء نصحونا بألا نجعلهما تنشغلان بتعلم أكثر من لغة، وفي وقت متأخر اكتشفت أن الطفل يستطيع أن يمتص في السنوات الأولى أكثر من لغة. • وماذا عن الجانب الديني في حياتهما؟ ـ تعلمتا قواعد الدين وأصوله بداية من قراءة القرآن والصلاة والصيام، وكان هناك بجوار البيت مسجد نذهب إليه من وقت إلى آخر، لكن للأسف الدين الإسلامي في الخارج أخذ اللون الأسود في عيون الآخرين. • وهل أعطيتِهما الحرية في اختيار شريكي حياتهما؟ ـ بالتأكيد، فهما اختارتا زوجيهما، وهما أميركيان أشهرا إسلامهما في القنصلية قبل الزواج، وحضر زفافهما الفنان سمير صبري، وبالمصادفة أنني أنا وابنتيّ تزوجنا وارتبطنا برجال على غير ديانتنا وأعلنوا إسلامهم، لكن الفرق أن أهلي أنا رفضوا الفكرة من البداية وتعرضتُ لهجوم منهم بسبب زواجي من رمسيس نجيب، الذي أشهر إسلامه قبل أن يتزوجني. • وهل ورثت ابنتاكِ عنك حب الفن؟ ـ نعم، «مريم» ابنتي الكبرى تحب التمثيل، ولكنها هواية فقط، ورفضت الاحتراف واختارت أن تعمل مذيعة في إحدى المحطات الأميركية، لكنها الآن تركت العمل وانشغلت بالأسرة. أما «نادين» فهي تعمل في مجال الجرافيك. • وماذا عن أحفادك؟ ـ لديّ 3 حفيدات، هن: «مريم وسارة ودينا»، وأعتبرهن كل حياتي، وهن يكلمنني كل يوم في التليفون. • وما الشيء الذي يخيفك؟ ـ لا أخاف من شيء، أنا إنسانة متصالحة مع نفسي، ورفضتُ أن أقدم شيئاً أخجل منه عبر مشواري القصير الذي لم يتعد 10 سنوات، فأنا ذوقي ميّال إلى تقديم أفلام هادفة خالية من الجنس والمخدرات، وتحديت لقب «جولييت من جاردن سيتي»، تحديته بجانب أنني أنتمي إلى طبقته. • وهل تكريم الدولة تأخر بالنسبة إلى لبنى عبدالعزيز؟ ـ هو تأخُّر متعمَّد، خصوصاً في السنوات الأخيرة... فاسمي حُذف من أسماء المكرمين أثناء عيد الفن العام قبل الماضي، لأسباب شخصية، على رغم أنه كان موجوداً من بداية الترشيحات التي قدَّمها الدكتور أشرف زكي لرئاسة الجمهورية، حيث فضّلوا اسماً آخر على اسمي... وعلى العموم أنا مش زعلانة.
مشاركة :