«انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي» يُحرج كاميرون أمام ملايين المشاهدين - خارجيات

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

تعرّض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المؤيد لبقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، إلى موقف محرج أمام شعبه، بسبب دفاعه عن علاقته الخاصة بتركيا، إذ حاول التهرّب من الرد مباشرة على سؤال وجه إليه، أثناء حوار تلفزيوني مع المواطنين، تابعه الملايين، ونظّمته هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي بي سي» أول من أمس، ضمن حملتي الاستفتاء الشعبي حول وضع بريطانيا في الاتحاد. ورفض كاميرون أثناء البرنامج التلفزيوني ثلاث مرات متتالية الرد على سؤال وُجه إليه عما إذا سيستخدم حق النقض الذي تتمتع به بريطانيا في الاتحاد، لدى التصويت على ضم تركيا إلى الاتحاد، لأنه أحد كبار الداعمين لانضمامها، وما زالت وسائل الإعلام تردد تصريحاً سابقاً له في هذا الخصوص، قال فيه: «فيما يتعلق بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فأنا أؤيد ذلك بشدة»، لكن هذا الموقف أصبح مصدر قلق له في هذه الأيام لأن الجناح المطالب بانسحاب بريطانيا من أوروبا استخدم مشروع ضم تركيا إلى الاتحاد دليلاً على أن احتفاظ بريطانيا بعضويتها في الاتحاد سيجلب لها ملايين المهاجرين الجدد من الأتراك، الذين قد تُفتح أبواب أوروبا أمامهم مستقبلاً. وأثناء تهرّبه من الإجابة على السؤال اضطر كاميرون لإبداء ملاحظات من شأنها أن تثير غضب حليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ حاول التخفيف من مخاوف البريطانيين الذين يخشون ازدياد عدد المهاجرين الأجانب إلى بريطانيا فقال إن طرح مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد خلال الحملة التمهيدية من أجل الاستفتاء الشعبي من جانب الجناح المعارض لبقاء بريطانيا في أوروبا «هو أمر جنوني.. وادعاء كاذب» لأنه برأيه «لا يوجد أمل لتركيا بأن تصبح عضواً في الاتحاد». ومضى قائلاً: «لإنني لم أعثر في هذا البلد أو في أوروبا على خبير واحد يعتقد بأن تركيا ستنضم إلى الاتحاد في العقود الثلاثة المقبلة». ودعا كاميرون المواطنين إلى عدم الذهاب إلى التصويت في الاستفتاء على قضايا «كاذبة» مثل قضية انضمام تركيا إلى أوروبا. أضاف أن التصويت بـ»لا» في الاستفتاء وإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني على أساس أن تركيا ستنضم للاتحاد الأوروبي «أمر جنوني». في المقابل، يرى أنصار خروج بريطانيا من أوروبا أن كاميرون ما زال أشد الداعمين لانضمام تركيا إلى الاتحاد، وقد دفع مبلغ مليار جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب البريطانيين للمساعدة في عملية تأهيل تركيا لتصبح عضواً في الاتحاد. والبرنامج التلفزيوني الذي ظهر فيه كاميرون هو آخر برنامج يظهر فيه على الشاشة قبل موعد الاستفتاء، وأمضى ساعة كاملة وهو يحاول التخفيف من مخاوف البريطانيين من احتفاظ بريطانيا بعضويتها في الاتحاد، وأكد لهم أن تشريعات جديدة سيتم سنّها مستقبلاً لإرغام المهاجرين الأوروبيين الذين ينتقّلون للعيش في بريطانيا على العودة إلى أوطانهم إذا لم يعثروا على عمل. وأول من أمس، أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي، قبل الاستفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد او خروجها منه، أن الحملة المؤيدة للبقاء تكتسب دفعة قوية، رغم أن الصورة العامة مازالت توضح انقسام الناخبين. وسعى المعسكران المؤيد والمعارض إلى تبنّي أسلوب معتدل أمس، احتراماً لوفاة النائبة جو كوكس، لكن الطبيعة الساخنة للنقاش ظهرت على السطح مجدداً.

مشاركة :