الأيام الأخيرة في حياتهم / علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (3 من 5) - إسلاميات

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد. لما رأى طلحة والزبير (رضي الله عنهما) بطء علي رضي الله عنه في معاقبة قتلة عثمان لم يقبلا وجهة نظره فاستأذنا منه في الذهاب الى مكة لأداء العمرة وهناك قابلا ام المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) التي كانت لاتزال في مكة منذ اداء مناسك الحج - انظر الطبري - ولما أعلن معاوية (رضي الله عنه) في الشام مخالفته لما ذهب اليه علي (رضي الله عنه) وعدم مبايعته له حتى يقتص من قتلة عثمان جهز علي (رضي الله عنه) جيشاً لقتال أهل الشام لخروجهم عليه وعدم طاعتهم له ودخل عليه ابنه الحسن (رضي الله عنهما) ودعاه إلى التأني وعدم الاقدام على قتال أهل الشام والرفق بهم فسيدخلون في طاعته في ما بعد فرفض علي كلامه، وقبل ان يتوجه لقتال اهل الشام وصلته اخبار من مكة باجتماع طلحة والزبير وعائشة (رضي الله عنهم) جميعاً على مطالبة علي (رضي الله عنه) بالاسراع بمعاقبة القتلة الذين هم الآن في جيشه. اجتمع الناس في مكة على طلحة والزبير وعائشة واتفقوا جميعاً على مطالبة علي بذلك واستقر رأيهم على الخروج الى البصرة لهذه الغاية. وامام خروج طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة رأى علي نفسه مضطرا لتأخير قتال المخالفين له في الشام والبدء بقتال جيش طلحة والزبير لاعادتهم الى طاعته ولكن معظم الصحابة لم يروا الخروج معه لقتال اخوانه المخالفين له واعتبروا هذه الاحداث المتتابعة بين علي وبين مخالفيه من الفتن التي لا يجوز الخوض فيها ومن ثم اعتزلوا هذه الفتن ولم يشاركوا فيها قال الشعبي: والله الذي لا اله الا هو ماخرج مع علي في الفتنة الا ستة صحابة بدريين مالهم سابع او سبعة ما لهم ثامن. الطبري. وفي يوم الخميس الخامس عشر من شهر جمادى الثانية نزل الجيشان في «الزابوقة» بجانب قرية الارزاق وكانوا لا يشكون في الصلح، وبعث علي من طرفه عبدالله بن عباس الى طلحة والزبير فكلمهما وبعثا من طرفهما محمد بن طلحة بن عبيد الله المعروف باسم محمد السجاد لعبادته وتقواه الى علي فكلمه والقوم في رضى وسرور وانسجام واطمئنان، والتقى علي مع طلحة والزبير واجتمعوا ثلاثتهم طويلاً وتصارحوا في ما بينهم فلم يجدوا امراً هو افضل من الصلح وعدم القتال واتفقوا على اجراء الصلح وانسحاب الجيشين وانهاء الخلاف، وبات المسلمون في الجيشين على الصلح وباتوا في خير ليلة، اما شياطين الخوارح السبئيين فقد التقى قادتهم عبدالله بن سبأ والاشتر النخلي وشريح بن اوفى وتشاوروا في ما بينهم واتفقوا على افساد خطة الصلح بين الجيشين، وعند الفجر وقبل ظهور النور رمى كل منهم الجيش الآخر ووضعوا فيهم السلاح وهجموا عليهم بالسيوف، فظن كل فريق ان خصمه هو الذي نقض الاتفاق ورفض الصلح وانشب القتال. فوجئ طلحة والزبير بالقتال عند الفجر فقالا: ماهذا؟ قال القوم: لقد هاجمنا جيش علي عند الفجر، فغضب طلحة والزبير، وقالا ان عليا لن يتوقف حتى يسفك الدماء ويستحل الحرمة وانه لا يريد الصلح. وفوجئ علي (رضي الله عنه) بنشوب القتال فقال: ما هذا؟ فاجابه احد السبئيين قائلا: لقد هاجمنا جيش طلحة والزبير عند الفجر وفوجئنا فيهم لكننا رددناهم. فقال علي: ان طلحة والزبير لن يتوقفا حتى يسفكا الدماء ويستحلا الحرمة وهما لا يريدان الصلح. ونشبت المعركة عنيفة قاسية حامية شرسة وهي معركة «الجمل» حزن علي (رضي الله عنهّ) لما جرى ونادى مناديه كفوا عن القتال ايها الناس ولم يسمع نداءه احد فالكل كان مشغولاً بقتال خصمه. - الطبري- وخرج الزبير (رضي الله عنه) من ميدان المعركة ثم قتل غدراً ومات طلحة (رضي الله عنه) بسهم اصابه اثناء المعركة وانتهت المعركة بسقوط آلاف القتلى والجرحى من الجانبين وقتل حول الجمل آلاف من جيش البصرة وقتل سبعون رجلاً من قريش وحدها كل منهم كان يتقدم ويمسك بزمام الجمل، وضرب الجمل على قوائمه وسقط على الارض وتقدم القعقاع بن عمرو و هو من جيش علي وزفر بن الحارث وكان يمسك بزمام الجمل من هودج عائشة (رضي الله عنها) فانزلاها عن ظهر الحمل وانتهت المعركة. (يتبع غداً ان شاء الله)

مشاركة :