الخليوي: ولّت أزمنة الرومانسية فلا شروط مخملية للكتابة

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش القاص فهد الخليوي العام أكثر مما يعنيه الخاص، ويتجاوز الأنا في سبيل المجموع. مثقف إنسان، حافظ على نقائه ودماثة خلقه طيلة ما يزيد عن أربعة عقود، يرفض الأدلجة العمياء، ويتعصب للجمال، ويحتفي بالأصدقاء، ويقاوم بشراسة اليأس والإحباط، ويحلم بسلام عادل يعم الكون، ويصون حقوق الأطفال. اقتحمنا خلوته وسامرناه فكان هذا الحوار: • وينك أبا سليمان؟ •• هذا سؤال إشكالي، وربما ليس من اليسير أن أجيب على سؤال رمزي مكثف بكلام مكرور، لكني حاضر ضمن منظومة اجتماعية ونمط مشترك، أحاول الحفاظ على ما يمكن من الحس والذوق والذاكرة، أنا ضد أن يكون المنتمون إلى حيز جغرافي واحد على نمط واحد، أو يتحولون إلى صور متشابهة أو متطابقة، ومن طبع الكاتب أن يكون في إطاره البشري كائنا اجتماعيا، ومن خيارات الإنسان أن يتحرك ويتغير ويتفاعل مع ما حوله بحب وتقدير لنعمة الحياة، ربما أنا موجود اليوم افتراضيا، وواقعيا. وأجاهد مع غيري في توفير مفاتيح الأبواب المغلقة قبل أن يطاولها الصدأ. • ماذا تفعل الآن تحديدا؟ •• الآن أغلقت التلفاز، الأخبار لا تسر، تجلب المزيد من الألم، تخيل أنني في هذه اللحظة استجدي النوم لعله يأتي. • ما الذي ومن تستهويك قراءته؟ •• في هذه الأيام أنا صائم عن القراءة والكتابة وعن ما يستهويني ومن لا يستهويني. • متى تكتب؟ •• لا طقس محددا عندي للكتابة، لقد ولّت أزمنة الرومانسية التي تشترط طقوسا مخملية للشروع في الكتابة. • ما وجبتك المفضلة في رمضان؟ •• الوجبة الصحية الخالية من دهون «المفطحات»! • هل تدخل المطبخ؟ •• أحيانا لإعداد كوب من الشاي يتوافق مع مزاجي. • ما هو برنامجك اليومي؟ •• ربما لا يختلف عن برنامج أي كائن حي، أحب المشي لبعض الوقت، تلبية رغبات الأحفاد، والأسباط، لقاء الأصدقاء، زيارة بعض ذوي القربى، الوفاء للالتزامات الاجتماعية، بدء من السؤال عن مريض، أو العزاء في فقيد. فالثقافة سلوك يا أبا محمد. • لمن تقول وحشتني؟ •• أقولها لكل صديق وفي ومخلص لمبادئه ومواقفه الإنسانية. • لمن تقول فارقني؟ •• ما أكثرهم يا علي! • هل تجرح النرجسية الصيام؟ •• النرجسية مرض تجرح على الدوام. • ماذا ستفعل لو كنت معلّقا رياضيا عند انتهاء الموسم؟ •• أتعاقد مع دوريات وبطولات في قارات ومناطق أخرى؛ لأن العمل طلب رزق وأنا ضد التقاعد أو الكسل. • كيفك مع مواقع التواصل؟ •• تمام التمام. • من الذي تحرص على متابعة تغريداته؟ •• أحرص على متابعة من يغرد باسمه الحقيقي ولا يخشى في قول الحق لومة لائم. • هل يضعف الحب بسبب الصوم؟ •• الحب لا يضعف مهما كانت الأسباب والظروف. • من يفصل لك ثيابك ومتى تفصّل ثوب العيد؟ •• من يحافظ على وزن ثابت لا تقلقه مسألة تفصيل الثياب، أفصل ثوب العيد مع دخول رمضان عند أقرب خياط من البيت. • هل تؤمن أغراض المنزل بنفسك؟ •• كانت أم سليمان رحمها الله تتولى هذه المهمة وبعد رحيلها استلمت الراية ابنتي الكبرى. • ما حجم ما تخرجه من المنزل آخر الليل مقارنة بما يدخل نهارا؟ •• إن لم تسهم الثقافة في دحض الرغبات، وقمع النزوات فهي ليست ثقافة حقيقية، أنا كائن معتدل جدا، والغاية من كل المبشرات الحضارية إيجاد توازن بين القوى، من خلال درء طغيان الفرد على المجموع، وحماية الفرد من تطاول المجموع؛ لأن ذلك مدعاة لانتفاء الحرية، وإذا كان بعضنا يعاني من العوز فهناك من يكبد آثار التخمة، وفقر الدم.

مشاركة :