دكاكين الباحة.. تراث يندثر أمام المتاجر الحديثة

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«المتاجر الحديثة سحبت المتسوقين بمساحتها الهائلة وعروضها المغرية وأزيز مكائن حساباتها التي تلتهم المدفوعات، ولم يعد هناك زبائن أو متسوقون للدكاكين إلا بعض الأصدقاء من كبار السن يشترون مستلزماتهم التموينية من تكلك الدكاكين الصغيرة ويرفضون التردد على المتاجر الكبيرة والذين لا تخرج طلباتهم عن الضروريات بعيدًا عن المواد المعلبة الجديدة».. بتلك الكلمات يلخص العم صالح الحفاشي صاحب أحد الدكاكين القديمة في الباحة التي ما زالت تفتح أبوابها منذ خمسة وثلاثين عاما، مآل الدكاكين التي لم يبق منها سوى القليل، مؤكدًا أن الحركة التجارية في السوق كانت أقوى مما هي عليه الآن، وكان يعج بالباعة والمشترين من جميع محافظات المنطقة، بعكس مانراه اليوم حيث أصبحت المحلات والدكاكين تنشر في كل المحافظات. أسواق رمضان ويتذكر العم صالح، شهر رمضان قديما وكيف كانت الأسواق، وسيلة للتواصل الاجتماعي وملتقيات للسكان يلتقون فيها ويقضون أوقاتا طيبة، ويناقشون فيه ما يشغلهم من موضوعات. ولم تكن الأسواق مجرد مكان للتبادل الاجتماعي، بل كانت تشبه الحياة الاجتماعية في المكان في بساطتها، فكان أصحاب الدكاكين قديما يتواجدون من بعد صلاة الفجر، ويجتمع صباح كل يوم كبار السن في هذه الدكاكين، يتداولون فيما بينهم الأخبار والأحاديث، ويتذكرون الأيام السابقة. ويسترجع صاحب دكان الباحة بدايته في العمل بالتجارة قبل 35 سنة، لافتا إلى أنه عمل في بيع الأواني المنزلية، غير أن جميع المحلات والدكاكين أغلقت الآن، أو تركها أصحابها ومنهم من مات -يرحمهم الله- وتحولت هذه المحلات الى تنوع في التجارة وأصبحت العمالة هي من تديرها. التراث المحلي جمعت تلك الدكاكين التراث المحلي للمنطقة عبر المنتجات التي تعبر عن الحياة في زمن الآباء والأجداد، فكان للأواني القيمة حضورها الخاص والصناعات الفخارية والأدوات المنزلية والملابس التراثية، والأقمشة التي كانت تستخدم في حياكة النسائية والرجالية والكثير من الموروث، وفق ما يؤكده عم صالح الذي مازال يعمل في دكانه في بيع الهيل والمكسرات. بساطة الحياة كان الناس في الماضي يعتمدون على حاجيات بسيطة نتيجة بساطة الحياة وكانت بعض الدكاكين تعتبر موروثا شعبيا وتراثيا مهما، وتمثل هذه المحال الحياة القديمة والشعبية من حيث الحاجيات التي تباع بها، من سلع غذائية كالطحين والقمح والسمن والزيت البلدي وغيرها من مستلزمات الأكلات الشعبية والقديمة، إضافة إلى الألبسة والقماش وحاجيات المنزل القديمة ومستلزمات الحياة الزراعية. هكذا يروي العم صالح بساطة الحياة قديما، مشيرا إلى أن شهر رمضان لم يختلف عن بقية الشهور في البيع والشراء وقضاء الاحتياجات إلا أنها كانت قليلة بعكس ما نراه الآن. ويقول: إن هناك العديد من الأمور التي كنا في الماضي نقوم بها في شهر رمضان المبارك فكنا نعمل في التجارة ولم نفكر يومًا في الخلود إلى الراحة، كما أن الأجداد كانوا يقدرون شهر رمضان أكثر من الجيل الحالي، حيث كانوا يجمعون بين عباداته ويحرصون على أدائها.

مشاركة :