يفسد العمالة الجائلون جمالية المكان.. بينما الشباب السعودي يبحث عن لقمة العيش ويحاول جاهداً التميز في تقديم المشروبات وبعض المستلزمات إلا أن المكان غير مهيأ لتلبية رغباته، لا يختلف اثنان على أن القوانين والأنظمة والتعليمات عُملت من أجل تحقيق العدالة والمساواة وحفاظاً على حقوق المواطن وماله وتسهيل تقديم الخدمات المقدمة لهم وتحافظ على مقدرات الوطن، ولكن انتشار الباعة الجائلين فى الطرقات وخاصة للخضار والفواكه، ومنعهم يأتي من أجل الحفاظ على صحة المواطن والمقيم وعدم تشويه الطرقات وحدوث فوضى مرورية، وتصادر البلديات بشكل شبه يومي مئات الكيلوجرامات من الخضار والفواكه وتسلم للجمعيات الخيرية، ولعل الاعتراف بالمشكلة جزء من الحل إذا لابد من إيجاد حلول مناسبة تحمي طرقاتنا وتحفظ لقمة العيش الكريمة لهم، خاصة وان السواد الأعظم منهم تمنعهم ظروف اقتصادية بعدم إمكانية تملك محل حسب حديث بعضهم لـالرياض، فيما يقبل المواطنون على الشراء من الباعة الجائلين لارتفاع اسعار المحال وكذلك ربات البيوت خاصة في شهر رمضان الكريم. فوضى عارمة في الوقت الذي يشهد الشارع في شهر رمضان حالة من الفوضى العارمة للاحتلال غير المسبوق على الشوارع التي أصبحت مأوى، والأغرب من ذلك هو ظهور زمن الفتونة والبقاء للأقوى الذي يتمثل في فروشات الشوارع بمعنى فرض القوة والبلطجة لأخذ أماكن متميزة فى الشوارع الرئيسية. والملاحظ أن أغلب الباعة الجائلين من الشباب والأطفال الذين تسربوا من التعليم نظرًا لحالة الفقر الشديد التي يعاني منها أسرهم فأغلبهم من ساكني الاطراف ويعتمد عليهم أسرهم في إنفاق المصروفات. وساهم مثلث الرعب، الفقر والبطالة والتسريب من التعليم في خلق مشكلة الباعة الجائلين بكل أنحاء المملكة، حتى أصبحت قنبلة موقوتة تبحث عن حل في غياب تام للمسؤولين وصل إلى حد تجاهل بعض هؤلاء الباعة، وتنشب احيانا مشاجرة بالأسلحة البيضاء يصاب فيها المارة الذين ليس لهم ذنب إلا مرورهم بالشوارع والأرصفة التي يفترشها هؤلاء الباعة. الحل في اكشاك جمالية الحلول بحسب الخبير الاقتصادي د. عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، سهلة وميسرة فلو سمح لمستثمر أن ينشئ أكشاكاً صحية وبأشكال جمالية ومجسمات على شكل فواكه وخضروات في مواقعهم بإيجار رمزي، بهذا لن تحل المشكلة ولكنها ستساعد بنسبة 90% على اختفاء الظاهرة. وأشار الى أن وجود العمالة الوافدة غير المنظمة والجائلين يقيمون ببيع بعض المواد الغذائية والاستهلاكية لها ضرر على الاقتصاد حيث يكون في غسيل الاموال واعطاء أسعار غير صحيحة، بل يسعون من تلك المبالغ الذين يحصلون عليها الى التحويل الى بلدانهم، اما من الناحية الأمنية فإن بعض منهم هاربون من كفلائهم وهذا ضرر قد ينتج على ذلك تفشي الهروب الى العمالة الوافدة الى ان اصبح لهم أطماع بل مصالح شخصية، ناهيك عن التجمعات الذي يتجمعون بها وهناك ضرر على المجتمع من جراء الجائلين يكون مظهر غير حضاري ويتسبب في ازدحام على الأرصفة والطرق والشوارع وامام المساجد والجوامع وهذا لا يليق لنا كمجتمع متحضر ومتمدن. وقال د. المغلوث، ان انتشار هذه الظاهرة يؤثر على الشباب السعودي بعدم الحصول على فرصة عمل بل إن الشباب السعودي لديهم محلات تم استئجارها للقيام ببيع تلك المنتجات والادوات، الا ان وجود البائعين الجائلين من العمالة الوافدة قد يسبب للشباب السعودي خسائر كون هناك منافسة غير شريفة، والوافد يبيع برخيص لأنه ليس لديه محل تجاري بل متجول، اما الشاب السعودي لديه محل وبأكثر الاثمان ويبقي على الجهات الرسمية مكافحة البائعة الجائلين حتى يكون هناك سوق مستقر والشاب السعودي يجد في مكان آمناً بدون مساومة أو ضرر. تفعيل دور الجهات الرقابية يقول بطي العتيبي رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بمحافظة الرس، تعتبر العمالة والتي تمارس البيع بالتجوال آفة من آفات الاقتصاد يجب القضاء عليها من خلال تفعيل دور الجهات الرقابية المسؤولة حتى لا يتطور هذا الداء الخطير ولكن يجب علينا في المقام الاول تشخيص هذا الداء ومصدر الخلل ومن يمارس حرفة الباعة المتجولين وهم من العمالة السائبة والتي وجدت في التشريعات والقرارات ضالتها وذلك عندما قامت وزارة العمل بإصدار العديد من القرارات والتي بموجبها خدمت العمالة وجعلتها تتمرد على اصحاب الأعمال. وأشار انه في السابق كان لدى صاحب العمل رقابة على عمالته فلم نشاهد هذه الظاهرة بعكس الصورة الحالية التي افقدت اصحاب الاعمال ممارسة دورهم الوطني للحفاظ على مكاسب الوطن، ولقد اصبحت هذه القرارات منحازه للأجانب وتعطيهم ميزة على حساب حقوق المواطنين جميعاً دون استثناء. ولفت أن صاحب العمل يقوم بمجهود كبير وخسائر فادحة من اجل اتمام مشروعه والاستثمار في بلده وخلق فرص وظيفية للشباب السعودي، فعندما يصل الوافد إلى ارض المملكة ويجد أبناء جلدته امامه ويقومون بتثقيفه وابلاغه بالتعليمات الجديدة، اضف الى هذا الإعلام والارشاد والتوجيه من قبل وزارة العمل فأصبح امام هذا الوافد فرصة ثمينة لا يمكن ان تفوت، وما عليه الا ان يتقدم بشكوى ضد صاحب العمل ويحصل على احد الخيارين اما نقل الكفالة على من يسهل طريقه ويتستر عليه، او اعطاؤه ورقه للعمل بالسوق بغطاء قانوني ومن هنا انضم هذا الوافد الى هذه العمالة السائبة التي تمارس البيع بالتجوال او أي نشاط اخر يضر بالاقتصاد السعودي، وبقي صاحب العمل السعودي وامثاله من الشباب في حيرة من الامر، صاحب العمل قسمت أمواله الى قسمين بتوظيف وتوطين وهمي وغير منتج والجزء الاخر يدفع المبالغ الى التأمينات الاجتماعية وعمالته تنقل وتوزع بين اشخاص لا يتعبون باستقدامهم ولم يخسروا عليهم شيئا، وتكون النتيجة يتركونهم في السوق ولا يهتمون بهم، هذا هو مصدر المشكلة فيجب معالجة هذه المشكلة وتغيير تلك القرارات وذلك من اجل حماية المواطنين واصحاب الاعمال من هذه الافة الخطيرة. تجربة الأمانات واستشهد بتجربة الأمانات في تحديد مؤجري الدبابات البحرية والبرية، كانت ناجحة بتحديد أماكن مخصصة لهم وإلزامهم بوسائل السلامة، فلماذا لا يتم دراسة بقية المخالفات الدائمة بشكل دوري، فهذه القوانين والأنظمة يجب مراجعتها بشكل دوري ومنطقي وخاص وبهذا ستوفر الكثير من الجهد وتصبح رافداً آخر للخزينة. الباعة ويقول الطفل أحمد عبده -13عامًا- بائع متجول يبيع المناديل والمعطرات على كورنيش الدمام -التقيته عند الإشارة-، إنه خرج من الصف الثاني ابتدائي لكي يعول أسرته بعد وفاة أبيه فهم أسرة فقيرة ليس لها دخل ثابت شهري يعيشون منه. ويتساءل سالم الرشيدي، بائع جائل من أين نعيش؟! مطالباً الجهات ذات العلاقة أن توفر لهم إعانة أو دخل ثابت يعيشون منه حتى يفسحوا الطريق المزدحم بهم بحثا عن رزق يومي لا يكفي مع المعيشة الغالية، او ان توفر لهم اكشاك بأسعار رمزية. والأمر الغريب الذي ذكره أحد موظفي مراقبة الأسواق انه أصيب في مشاجرة منذ فتره عندما حاول الدخول في مناطق مزدحمة بالعمالة الوافدة والبائعة الجائلين وسط الدمام لمنعهم، مطالباً بدعم رجال الامن للدخول الى مثل تلك المناطق المزدحمة بالعمالة الوافدة والباعة الجائلون. مشروع بسطة لإزالة التشوه البصري للجائلين وأكد محمد الصفيان المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية، بأن امانة الشرقية حريصة دائما على دعم الشباب السعودي والاسر المنتجة والذي يأتي من باب مسؤوليتها الاجتماعية، وهو ما عملت عليه من خلال إشراك الاسر المنتجة في جميع المهرجانات التي تقيمها على مدار العام اضافة الى انها دأبت على زيادة اعداد الاسر المنتجة في المهرجانات. ولفت ان الامانة تحرص ايضا على فتح المجال للشباب السعودي في المهرجانات والانشطة التي تقيمها، وأنها تعمل بشكل دائم لمنع الممارسات الخاطئة للباعة المتجولين وتقوم من خلال المراقبين بضبطهم ومصادرة بضائعهم. مشروع بسطة وأشار أن الأمانة قامت مؤخراً بإطلاق مشروع بسطة والذي يتيح للأسر المنتجة البيع في أماكن مخصصة وبشكل مناسب ويوفر لهم الخصوصية في البيع، وهو عبارة عن مشروع مبادرة الامتياز التجاري الأصغر بسطة، لتقنين عمل الباعة الجائلين بالأسواق المفتوحة وإزالة التشوه البصري من الشوارع والاماكن العامة واستبداله بصور حضارية. وكذلك تحقيق الرقابة الصحية ومنع العمالة غير النظامية، ووقعت أمانة المنطقة الشرقية اتفاقية تعاون مع مؤسسة المجدوعي الخيرية، لتنفيذ مشروع مبادرة بسطة الخاصة بالباعة الجائلين، وقد قامت الأمانة بدراسة ميدانية شاملة على واقع الباعة المتجولين تضمنت أنواع البسطات الحالية من حيث المنتج أو الخدمة المقدمة، والعقبات والصعوبات التي تواجه أصحاب البسطات وتحديد النطاق الجغرافي الذي تنتشر فيه وكذلك تحديد نوع الفئات العاملة فيها، وكذا الاحتياجات للبسطات الثابتة والمتحركة والسيارة، وبيئة العمل والمواصفات القياسية للعمليات والمنتج ودعم سلسلة الامداد والتمويل، وكذا العلاقة المقترحة مع صاحب البسطة سواء كانت بالتأجير المنتهي بالتمليك أو التأجير او الانتفاع ونماذج عمل للامتياز التجاري الاصغر في سلسلة العوائد، وعوامل نجاحه ومن اهمها التكلفة المبدئية الصغيرة وقصر فترة استرجاع رأس المال التي قد تصل الى سبعة أسابيع مثل مشروع منتجات الألبان، وعمل رواد الامتياز التجاري بجهد أكبر مقابل عوائد مالية عالية علاوة على عدم تطلبه خلفية علمية أو ثقافية عالية. متابعة الباعة الجائلين د. عبدالله المغلوث بطي العتيبي محمد الصفيان
مشاركة :