«الفرقان» يعني مصطلح «الوجوه والنظائر» أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع متفرقة من القرآن العظيم على لفظ واحد وحركة واحدة، ولكن يراد بها في كل مكان ذكرت فيه معنى يخالف معناها في المكان الآخر. فكل كلمة ذكرت في موضع وذكر نظيرها في موضع آخر هو ما يعرف أو يسمى بالنظائر. أما تفسير الكلمة بمعانيها المختلفة فهو ما يعرف أو ما يسمى بالوجوه. وبناءً على هذا، يكون المراد بالنظائر إنما هو اسم للألفاظ، ويكون المراد بالوجوه إنما هو اسم للمعاني. الفرقان: ما يفرق بين الحق والباطل من فهم وبصيرة، أو من أحداث مثل النصر على الأعداء: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ» [لأنفال: 29]. «إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ» [لأنفال: 41]. فالفرقان هنا النصر الحاسم الذي حدث في معركة بدر، وهي أول المعارك الحاسمة في الإسلام. «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ» [المؤمنون: 49]. فالخطاب هنا موجه إلى بني إسرائيل، والفرقان هنا النصر الحاسم الذي حققه موسى بهلاك فرعون وخروجه ببني إسرائيل من مصر. وهو شيء آخر غير الكتاب الذي أوتيه موسى وهو التوراة. ويعني المخرج من الشبهة والضلالة:«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» [البقرة: 185]. والفرقان يعني القرآن، دون غيره من الكتب:«نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ» [آل عمران: 3-4]. «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً» [الفرقان: 1]. «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً» [الفرقان: 1-6].
مشاركة :