تتجه أنظار أميركا الجنوبية اليوم إلى ملعب «سولدجر فيلد» في شيكاغو بالولايات المتحدة، حيث تلتقي الأحلام «المتضاربة» عندما تتواجه تشيلي حاملة اللقب مع كولومبيا في الدور نصف النهائي من النسخة المئوية لبطولة كوبا أميركا، المقامة في الولايات المتحدة. وتسعى تشيلي إلى التأكيد بأنها أصحبت الرقم الصعب في أميركا الجنوبية، وأن فوزها باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخها لم يكن وليد الصدفة، كما تهدد كولومبيا بعد سباعيتها التاريخية في شباك المكسيك بربع النهائي، فيما تحلم كولومبيا باستعادة أمجاد الأيام الغابرة، ومواصلة مشوارها نحو اللقب الأول، منذ تتويجها على أرضها عام 2001. لمشاهدة جدول مواعيد مباريات «كوبا أميركا 2016» بتوقيت الإمارات، يرجى الضغط على هذا الرابط. وتدخل تشيلي إلى موقعة شيكاغو بمعنويات مرتفعة، ويبرز في صفوفها أكثر هداف البطولة حتى الآن بستة أهداف، إدواردو فارغاس، الذي يبدو أن البطولة القارية تناسبه، لأن مهاجم هوفنهايم الألماني رفع رصيده في غضون عام إلى 10 أهداف، بعد أن أنهى نسخة 2015 وفي رصيده أربعة أهداف. ويبدو أن المنتخب التشيلي، الذي يشرف عليه الأرجنتيني خوان أنتونيو بيتزي، خلف مواطنه خورخي سامباولي، مهندس تتويج 2015، وضع خلفه بدايته الصعبة، لأنه استهل مشواره بخسارته أمام وصيفه الأرجنتيني 1-2، وفاز بشق الأنفس على بنما بالنتيجة ذاتها وفي الوقت بدل الضائع، ثم حقق فوزاً مثيراً للجدل على بوليفيا 2-1 في طريقه لحجز بطاقته بعد ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة من الوقت الضائع. ورفض فارغاس المبالغة بالتفاؤل بعد الفوز الكاسح على المكسيك، التي تلقت الخسارة الأكبر لها في بطولة كبرى منذ سقوطها بسداسية نظيفة أمام ألمانيا الغربية في كأس العالم 1978 بالارجنتين، قائلاً: «المباراة ضد المكسيك أصبحت من الماضي. نحن لسنا مرشحين (للفوز على كولومبيا) حتى وإن قدمنا مباراة كبيرة ضد المكسيك. تنتظرنا مباراة معقدة». أما مدافع باير ليفركوزن الألماني تشارلز اراغويس، فقال بدوره: «الفوز بنتيجة 7-صفر أعطانا الثقة، لكن هناك مرشحين آخرين للقب وليس تشيلي فقط». ورغم افتقادها إلى خدمات نجم بايرن ميونيخ الألماني أرتورو فيدال بسبب الإيقاف، تبدو تشيلي مرشحة لبلوغ النهائي مجدداً، وذلك في ظل وجود فارغاس ونجم أرسنال الإنجليزي آليكسيس سانشيس. ومن المؤكد أنه في المقابل حارس المنتخب الكولومبي أوسبينا سيلعب دوراً مفصلياً في هذه المواجهة، خصوصاً في حال الاحتكام إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي، (لا يحتكم إلى شوطين إضافيين إلا في المباراة النهائية)، خصوصاً أن نظيره حارس برشلونة الإسباني القائد كلاوديو برافو ظهر بصورة مهزوزة في المباريات التي خاضها في النسخة الحالية. وتعود المواجهة الأخيرة بين المنتخبين الكولومبي وتشيلي هذا الموسم، حين تواجها في شهر نوفمبر الماضي، حيث انتهى اللقاء بالتعادل في سانتياغو 1-1 في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.