أجرى الحوار - محمد الحمادي ليس في أجندة جماعة الإخوان سوى بند واحد هو السلطة والحكم والنفوذ، هذه هي الغاية الإخوانية التي تبرر أي وسيلة، وتؤكد ميكافيلية هذه الجماعات وكل الجماعات التي ولدت من رحمها، لذلك يمكن لـ «الإخوان» أن يتحالفوا مع الشيطان في سبيل بلوغ السلطة، وتراهم في كثير من الأحيان يقفون في آخر الصف ليقنعوا الآخرين بأنهم لا يريدون السلطة، لكنه في البدء والختام هو ما يسمى القيادة من الخلف، أي يدفعون من أمامهم في الصف ولا يدفعهم أحد، وعندما تحين الفرصة يقفزون إلى مقدمة الصف بموافقة ومباركة الجميع. لعب «الإخوان» طويلاً على كذبة المظلومية والاضطهاد، وأنهم مهمشون من قبل السلطة، وهي اللعبة نفسها التي مارسها اليهود مع الغرب، وآتت أُكلها، وحققت لهم تعاطفاً كاسحاً لدى الرأي العام الغربي ولدى الرسميين أيضاً، واستطاع «الإخوان» إقناع الغرب بأنهم الفصيل الوحيد المنظم والمهيأ لأن يكون بديلاًَ مرغوباً شعبياً للأنظمة المستبدة والقمعية في الدول العربية، ولأن الميكيافيللية هي التي تحكم حركة الإخوان، فإنهم يمارسون الخطاب المزدوج ذا النسختين، نسخة للداخل العربي حول الدين والإسلام الذي هو الحل، ونسخة للخارج الغربي بالتحديد حول الديمقراطية وحرية الرأي، وهم مستعدون للتنازل في أي مسألة من أجل السلطة، حتى أنهم بالإمكان أن يغضوا الطرف عن المثلية وارتكاب الكبائر التي يزايدون بها على الأنظمة العربية. المفكر الكبير الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لا يكف لحظة عن قرع جرس الإنذار وناقوس الخطر، محذراً من تمدد جماعات ما يسمى الإسلام السياسي، وفي القلب منها «الإخوان»، خصوصاً في غياب وضعف البدائل في الساحة العربية التي صار ملعبها خالياً تماماً لهذه الجماعات. وقد حذّر المفكر الكبير من خطر هذه الجماعات في كتابه الضافي والعميق «السراب»، ويواصل في حوار شامل مع «الاتحاد» حملته التحذيرية من ربيع عربي ثانٍ قادم. ويؤكد المفكر الدكتور جمال سند السويدي أن خطاب راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس، مؤخراً، في غاية الخطورة، وهو على ما يبدو يحاول إعداد جماعة الإخوان للربيع العربي الثاني من خلال طرح مختلف، أسقط مبادئ الخلافة والشورى لمصلحة الدولة الوطنية والديمقراطية، وهي طريقة «الإخوان» المعروفة في محاولة لتبييض وجههم أمام الغرب، وتقديم أنفسهم كبديل للأنظمة العربية الحاكمة. وانتقد الدكتور جمال سند السويدي غياب الخطاب العربي الوسطي الإصلاحي في مواجهة الإخوان، وأكد أن الإعلام العربي بكل وسائله، فشل في المواجهة مع الجماعات الإرهابية والإسلام السياسي، كما أن إلغاء وزارة الإعلام في عدد من الدول العربية كان خطأ كبيراً ستدفع هذه الدول ثمنه. ... المزيد
مشاركة :