هل يعيد «ماميتش» النصر لمنصات التتويج

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن يعلم عندما واجه بايرن ميونيخ في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي على ملعب أليانز أرينا في دوري أبطال أوروبا، أنه سيدرب ناديًا من الدولة التي لعبت على نفس الملعب قبل عشرة أعوام أولى مبارياتها في كأس العالم 2006. إنه الكرواتي زوران ماميتش، مدرب فريق دينامو زغرب الكرواتي، الذي أعلنت إدارة النصر التعاقد معه فجر أمس لمدة عام قابلة للتمديد، عبر بيان بثه المركز الإعلامي للنادي العاصمي. وكان النادي الأصفر قد أشرف عليه خلال الموسم الماضي الأوروغوياني خورخي ديلسفا، والإيطالي فابيو كانافارو، والإسباني رؤوال كانيدا. في الثلاثين من سبتمبر من عام 1971 ولد ماميتش في مدينة زغرب الكرواتية، وكانت زغرب تتبع يوغوسلافيا، وكانت تعتبر من أهم المدن حينذاك، وبعد حل يوغسلافيا أصبحت زغرب عاصمة كرواتيا والمقر الرئيس لجميع المرافق الحكومية ومعظم الوزارات. عندما بلغ 18 عاما بدأ الفتى الذي قارب طوله 1.90 متر رحلته مع عالم الكرة كمحور دفاع وقلب دفاع في أحايين أخرى، وبدأت تجربته مع النادي الأشهر في كرواتيا دينمو زغرب، والنادي الوحيد في البلاد الذي فاز في بطولة أوروبية في عام 1967. في موسم 1989 بدأ يشارك ماميتش مع الفريق، وبعد عام تمت إعارته لنادي جوزك دوبروفنيك الكرواتي، وشارك فقط في 3 مباريات مع ناديه، فعاد إلى دينمو زغرب من جديد، واستمرت تجربته حتى 1996، شارك خلال الستة مواسم في 124 مباراة سجل خلالها 15 هدفًا، توج فيها ببطولتي دوري وكأسي كرواتيا، ليرحل بعد ذلك إلى نادي بوخوم الألماني أول نادٍ تم تأسيسه في العالم، فخاض مع الفريق الأقدم موسمين شارك خلالهما في 45 مباراة، قادته إلى الانضمام للتشكيلة الذهبية للمنتخب الكرواتي في نهائيات كأس العالم 1998، والتي حققت إنجازا تاريخيا بالحصول على المركز الثالث، لتجذب الأنظار إليه وإلى الفريق المكافح، فانتقل إلى بايرين ليفركوزن الألماني ليحقق في موسمه الثاني المركز الثاني في الدوري الألماني خلف بايرن ميونيخ، حيث شارك في 15 مباراة فقط خلال العامين، ليعود مجددًا إلى بوخوم في موسم وحيد، ولم يحقق أي إنجاز مع الفريق. وفي موسم 2001 / 2002 طرق أبواب غرويتر فورت في الدرجة الثانية الألماني، وشارك في 48 مباراة على مدار موسمين، وعندما بلغ 32 عاما انضم لنادي روت فايس الألماني أحد أندية الهواة في ألمانيا، ولعب معه موسم، مما جعل نادي إينتراخت تراير يستقطبه ويشارك معه لمدة عام لعب خلاله 30 مباراة سجل فيها هدفا وحيدا. في مطلع موسم 2005 انضم إلى ناديه الذي انطلق منه دينمو زغرب وحقق مع النادي على مدار عامين بطولتي دوري وكأس كرواتيا وكأس السوبر، فقرر إنهاء مسيرته عام 2007 عندما بلغ الـ36 عاما، بعد رحلة تفاوتت في مراحلها، حيث بلغ المجد في بدايته ثم فترة تذبذب مع أندية ألمانية غير معروفة، قبل أن يعود من جديد للنادي الأكثر تتويجا في كرواتيا، ويضيف عددا من الإنجازات إلى صفحته. في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2013، عندما كان دينمو زغرب يتخبط لسوء النتائج، قرر زدرافكو ماميتش، المدير التنفيذي للنادي، الاستعانة بأخيه زوران ماميتش كمدرب للفريق خلفًا للمدرب لبرانكو إيفانكوفيتش مدرب الاتفاق السعودي السابق، حيث بدأت مسيرته التدريبية في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر من ذلك العام. واستطاع زوران أن يثبت لأخيه صحة نظرته، فقام بإعادة دينمو زغرب للطريق الصحيح وتحقيق بطولة الدوري بـ81 نقطة، ليحافظ على اللقب ويرفع رصيد الفريق ببطولات الدوري إلى 9 بطولات، بينما وصل إلى نهائي الكأس وخسره أمام ريجكا ونال المركز الثاني، بينما خرج من المجموعات في الدوري الأوروبي بحلوله في المركز الأخير في مجموعة ضمت بي إس في آيندهوفن وتشيرنوموريتس أوديسا ولودوجوريتس رازجراد. في موسم 2014 / 2015 ابتدأ الموسم بخسارته للسوبر من بطل الكأس ريجكا بهدفين مقابل هدف، ولكن استطاع المحافظة على لقب الدوري وتحقيق بطولة الكأس، وخرج من التصفيات التأهيلية لدوري أبطال أوروبا ليشارك في الدوري الأوروبي، ويتكرر خروجه من دوري المجموعات بحصوله على المركز الثالث خلف ريد بول سالزبورغ وسيلتك، بينما حل استرا جيورجيو في المركز الأخير في المجموعة. في الموسم الماضي، جمع ماميتش بطولتي الدوري والكأس بعد تحقيقه 85 نقطة في الدوري، وانتصاره على سلافن في نهائي الكأس، ليرفع رصيد بطولات دينمو زغرب في بطولات الدوري إلى 11 بطولة، ويزيد من فوز الفريق في كأس كرواتيا إلى 7 مرات، ولكن في الموسم الماضي تجاوز الأدوار التمهيدية من دوري أبطال أوروبا ليشارك بالفريق في دوري المجموعات، ويحقق فوزا تاريخيا في أول مباراة على الآرسنال بهدفين مقابل هدف، قبل أن يخسر بقية مباريات المجموعة التي ضمت بالإضافة إلى الآرسنال أندية بايرن ميونيخ وأوليمبياكوس. وحقق في مسيرته التدريبية الممتدة على مدار ثلاثة مواسم خمس بطولات توزعت بين ثلاث بطولات دوري وكأسي كرواتيا، بالإضافة لنيله وصافة البطولة، ليجذب أنظار النادي العاصمي إليه على أمل إعادة تجربة كارينيو الذي حقق خلالها ما حققه المدرب الموسم الماضي بالفوز بثنائية الدوري والكأس، فهل يستطيع المدرب ذو 44 عاما أن يحقق ما حققه الأوروغواني كارينيو ويعيد للمدرج الأصفر الأمل. بقيت الإشارة إلى أن المدرسة الكرواتية كانت غائبة عن تدريب الفريق الكروي الأول بنادي النصر منذ رحيل الكرواتي دراغان سكوتشيتش عن تدريب فريق النصر قبل خمسة مواسم من الآن، وفضلت بصورة كبيرة التوجه نحو المدرسة اللاتينية في السنوات الأخيرة، حيث سجل الثنائي الأوروغوياني كارينيو ومواطنه خورخي داسيلفا نجاحا كبيرا في الفريق، على عكس بعض الأسماء الأوروبية التي حضرت كالإسباني كانيدا، والإيطالي كانافارو. ويعتبر تدريب الكرواتي ماميتش أول تجربة تدريبية خارج بلاده، حيث يبدو المدرب الشاب حديث عهد بالعمل الفني الذي بدأ في ممارسته منذ عام 2013، والذي أشرف فيه على فريق دينامو زغرب الكرواتي، وهو الفريق الوحيد الذي أشرف عليه فنيا، وذلك بعدما حل في بداية مشواره كمدرب مؤقت، إلا أن نتائجه الإيجابية قادته لتولى المنصب بصورة رسمية. ولم يعرف النصر خلال الموسم الماضي الاستقرار الفني، حيث استهل موسمه تحت إشراف المدرب الأوروغوياني خورخي داسيلفا، الذي قاد الفريق قبلها لتحقيق لقب الدوري، قبل أن تتم إقالته بعد مضي أربع جولات فقط، ويتم التعاقد مع المدرب الإيطالي فابيو كانافارو الذي لم يكمل الموسم، حيث تمت إقالته بعد 11 مباراة أشرف فيها على الفريق، لتعود إدارة النادي وتتعاقد مجددا مع المدرب الإسباني راؤول كانيدا الذي أكمل الإشراف على الفريق حتى نهاية الموسم. ورغم تعاقب المدربين وسرعة اتخاذ قرار التغيير في إدارة النصر فإن الفريق سجل نتائج متواضعة جدًا، حيث احتل المركز الثامن في لائحة ترتيب دوري المحترفين السعودي، وودع بطولة دوري أبطال آسيا من دور المجموعات، إضافة إلى خسارته لمباراة كأس السوبر من أمام غريمه التقليدي الهلال، وخروجه من بطولة كأس ولي العهد، إضافة لخسارته للمباراة النهائية لكأس الملك من أمام فريق الأهلي.

مشاركة :