ملك الأردن: سنضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بأمننا

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الملك الأردني عبدالله الثاني، عقب مقتل ستة عسكريين وجرح 14 في اعتداء على موقع للجيش على الحدود مع سورية، أن بلاده ستضرب «بيد من حديد» كل من يعتدي أو يحاول المس بأمنها. وقال الملك، خلال زيارته للقيادة العامة للقوات المسلحة إن «الأردن سيضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنه وحدوده»، مؤكداً أن «الوطن قوي دائماً بعزيمة بواسل قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية»، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وأضاف خلال اجتماعه مع مسؤولين مدنيين وعسكريين وأمنيين «لن تزيدنا مثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة إلا إصراراً على الاستمرار في التصدي للإرهاب ومحاربة عصاباته، والتي طالت يدها الغادرة والآثمة من يسهرون على أمن الوطن وحدوده». وأكد الملك أن «الأردن سيواصل دوره في التصدي لعصابات الإجرام، ومحاربة أفكارها الظلامية الهدامة والدفاع عن صورة الإسلام ومبادئه السمحة». ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله إن «مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، أصدر أمراً باعتبار المناطق الحدودية الشمالية والشمالية الشرقية مناطق عسكرية مغلقة، أعتباراً من تاريخه، وسيتم التعامل مع أي تحركات للآليات والأفراد ضمن المناطق المذكورة أعلاه ودون تنسيق مسبق باعتبارها أهدافاً معادية وبكل حزم وقوة ومن دون تهاون». واستهدف انفجار بسيارة مفخخة صباح اليوم عدداً من أفراد حرس الحدود الأردني قرب مخيم للاجئين السوريين في منطقة الركبان، ما أدى إلى مقتل 6 وإصابة 14 بعضهم. وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان إنه «نجم عن الحادث الجبان، استشهاد أربعة أفراد من قوات حرس الحدود، وعنصر الدفاع المدني، وعنصر من الأمن العام، والتحقوا بكوكبة الشهداء (...) وإصابة أربعة عشر فرداً من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، منهم تسعة أفراد من مرتبات الأمن العام». واوضح أن «العمل الإرهابي الجبان استهدف موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين تشغله القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية بالقرب من الساتر الترابي المقابل لمخيم اللاجئين السوريين في منطقة الركبان». وأكد المصدر أن «مثل هذا العمل الإجرامي الجبان لن يزيد القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الامنية إلا عزماً وإصراراً على مقاتلة الإرهاب والإرهابيين وافكارهم الظلامية ومهما كانت دوافعهم لارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية». وقال مصدر أمني أردني، فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى وكالة «فرانس برس» إن «السيارة المفخخة كانت متحركة وكانت قادمة من سورية». وكان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أشار في وقت سابق في بيان الى «استشهاد واصابة عدد من منتسبي القوات المسلحة» في انفجار سيارة مفخخة «في تمام الساعة 05:30 (02:30 بتوقيت غرينيتش) على الساتر الترابي مقابل مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الركبان» شمال شرقي البلاد. وأكد المصدر أنه «تم تدمير عدد من الآليات المهاجمة المعادية بالقرب من الساتر». وندد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بالهجوم قائلاً في تغريدة بالانكليزية على «تويتر»، «الإرهابيون يضربون مرة أخرى وهذه المرة ضد حرس حدودنا. وهناك عدد من أبطالنا سقطوا بين قتيل وجريح». وأكد جودة «سوف يهزم هذا الشر». وأضاف في تغريدة ثانية بالعربية «تضرب يد الجُبن وإلارهاب هذه المرّة ضد نشامى القوات المسلحة الجيش العربي من حرس الحدود. رحم الله الشهداء وحمى الله الوطن. الاردن شامخ». من جهته أكد اندرو هاربر مسؤول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه «ليست هناك أي تقارير تشير الى مقتل او اصابة اي من طالبي اللجوء السوريين». وبحسب مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن، فإن «السيارة المفخخة أتت من الجانب السوري»، من دون أن تتضح هوية المسؤول عنها وكيفية وصولها الى المنطقة. ومن جانب اخر، دانت سفارة الولايات المتحدة في عمان في بيان «العمل الارهابي الجبان» واعربت عن وقوف الولايات المتحدة الى جانب الاردن. وقال البيان، «سنواصل دعمنا الثابت للقوات المسلحة الأردنية، ونفخر بأن نكون شركاء مع الرجال والنساء الشجعان لضمان أمن البلد بأكمله»، مشيراً الى أن «تضحياتهم لوطنهم هي مصدر إلهام لنا جميعا». وكان قائد حرس الحدود الأردني العميد صابر المهايرة أعلن في الخامس من ايار (مايو) الماضي أن حوالى 59 الف سوري عالقون في منطقة الركبان بعد موجة العنف الأخيرة في مدينة حلب شمال سورية، مشيراً إلى أن «هؤلاء اللاجئون لديهم الرغبة في الدخول للمملكة». وأوضح المهايرة حينها أن السلطات الاردنية تشتبه بان «أعداداً محدودة مجندة لداعش (..) تقارب 2000 شخص»، متواجدون حالياً قرب الحدود. وفرض الأردن، الذي يستضيف أكثر من 630 الف لاجئ سوري، اجراءات أمنية إضافية في منطقتي الركبان والحدلات قرب الحدود مع سورية في بداية العام ما أدى إلى تجمع عشرات الالاف على طول الحدود. وأكد الأردن ضرورة التحقق من هويات اللاجئين الجدد لضمان انهم ليسوا ارهابيين يمكن ان يتسللوا الى البلاد. وتسمح المملكة حاليا بدخول بضع عشرات من اللاجئين يوميا بعد التحقق من هوياتهم. يأتي الانفجار بعد اسبوعين على هجوم استهدف مكتب تابع لدائرة المخابرات الاردنية شمال عمان أوقع خمسة قتلى من رجال المخابرات. والقي القبض على المشتبه به في ذلك الهجوم. ويشارك الأردن منذ نحو عامين في التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) المتطرف في سورية والعراق. وأعلن الأردن في الثاني من شباط (فبراير) الماضي احباط مخطط ارهابي لتنظيم «الدولة الاسلامية» لضرب اهداف مدنية وعسكرية في الأردن اثر عملية أمنية نفذتها قوات الأمن في اربد في شمال المملكة. واسفرت تلك العملية انذاك عن مقتل سبعة مسلحين ورجل امن واصابة آخرين بجروح، وضبط كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق التي كانت بحوزة عناصر المجموعة المسلحة. وبحسب الامم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلون في الاردن بينما تقول السلطات ان المملكة تستضيف نحو 1.4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011. ويعيش 80 في المئة من اللاجئين السوريين في الأردن خارج المخيمات، فيما يأوي أكبرها، مخيم الزعتري في المفرق على بعد 85 كلم شمال شرقي عمان حوالى 80 الف لاجئ. وبسبب المخاوف الأمنية خفض الأردن عدد نقاط العبور للاجئين القادمين من سورية من 45 نقطة في العام 2012 الى خمس نقاط شرق المملكة في العام 2015، ثلاث مخصصة للجرحى فيما خصصت الركبان والحدلات لعبور اللاجئين.

مشاركة :