7 دروس موجزة في الطبيعة

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عادل السيوي طبيب تفرغ تماماً للفن التشكيلي، وضرب بسهم وافر فيه، ما جعله أحد أهم الفنانين التشكيليين العرب، عادل السيوي مترجم أيضاً قدم للمكتبة العربية ترجمة الأعمال الكاملة للشاعر الإيطالي أونجاريتي وترجم كتاب دافينشي نظرية التصوير ومن ثم ليس مستغرباً أن يترجم كتاب كارلو روفيللي وعنوانه أجمل نظرية سبعة دروس موجزة في الطبيعة العنوان نفسه يمثل جانباً أساسياً من اهتمامات عادل السيوي، فهو ينتمي إلى حقلين معرفيين، الأول له علاقة بالإبداع، والثاني له علاقة بالعلوم البحتة. هذا الكتاب صدر في إيطاليا عام 2014 وحقق مبيعات هائلة، ونفدت طبعاته المتلاحقة، وترجم إلى عدد كبير من اللغات العالمية، وقد صدرت ترجمته العربية عن دار بعد البحر للنشر بالقاهرة وكانت البداية حين اختار السيوي قراءة الكتاب ربما يساعده في الإجابة عن سؤال تولد من عمله الممتد على كتاب عن الفن المعاصر، وهو سؤال عن الفرق بين العلم الحديث والعلم المعاصر: وكان كتاب روفيللي يقدم إجابة مغايرة تماماً لتوقعاتي، لكن ما حدث هو أنني أدركت مع تقدمي في القراءة، أنني أمام نص استثنائي، يتجاوز ما أبحث عنه، ومن هنا بدأ هاجس الترجمة. يواصل السيوي: بدأت دهشتي مع السطور الأولى التي يقول فيها روفيللي إن أينشتاين ترك مدرسته الثانوية وتسكع في إيطاليا لمدة عام كامل، لا يفعل شيئاً سوى إضاعة الوقت، وكان أهله يتوجسون من رغبته في قطع الدراسة، بينما كان كاتبنا يرى أن من لا يضيعون الوقت لا يذهبون بعيداً، ولا يجدون شيئا ذا قيمة، فهمت بعد ذلك من محاضرة له أن الزمان هو إحداثي بشري يخصنا، وليست هناك ساعة كونية تدق للجميع بنفس الإيقاع، وإذا وجد الزمان فسوف يختلف وفقا للمكان، وأوضح ذلك عندما تناول موضوع الثقوب السوداء. يرى روفيللي أن الأزمنة أمر يخص طريقتنا في الشعور بالعالم وإدراكه والتواجد داخله، فالكاتب يدعونا إلى التخلي عن تصورنا الضيق للكون المبني على إدراكنا الحسي، لكنه يدرك صعوبة التخلي عن فكرة الزمن لأنه طبعنا البشري، الذي يراقب مرور الوقت وتقدم العمر، ويسمع دقات القلب، ويخشى الموت، إنه الزمن الذي لا يهزمه أحد، لأنه قدرنا، أو لأنه- كما يرى روفيللي- غير موجود في الكون أصلاً. يقدم الكتاب أفكار العلماء وإجاباتهم حول الأسئلة الكبرى التي تشغلنا: من أين جاء الكون؟، وما مصيره؟، ما أصغر جسم في بنية المادة؟، وما معنى أن الفراغ وهم لا يمكن التحقق منه؟، أين توجد مادة العالم إذاً؟، كيف يفكر العلماء المعاصرون الآن في نشأة الزمان والمكان وفي الحياة؟، وما التحديات الكبرى التي يعملون على حل ألغازها؟، ما الثقوب السوداء وما الحرارة وما المادة المظلمة؟، إلى أين تذهب تجربتنا كبشر فوق هذه الأرض؟ هذه هي الأسئلة التي تناولها الكتاب والتي تنفذ إلى العمق، متجاوزة تفاصيل الموضوع المعقدة، إنها دعوة ساحرة للتفكير، ولمواصلة الفضول، ويأخذنا روفيللي مباشرة إلى قلب الأسئلة، التي تخص وجودنا، بدرجة نادرة من الوضوح والإيجاز، ومن الشجاعة أيضاً.

مشاركة :