دفعت الدعوة التي وجهتها «جبهة النصرة» في بيان أول من أمس إلى «أهل السنّة في لبنان لتجنّب المناطق التي لـ «حزب الله» فيها وجود، لأنها ستضربها رداً على تدخله في سورية». رئيس تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري الى تحذير «اللبنانيين عموماً والسنّة خصوصاً من الدعوات المشبوهة التي تطلب زج لبنان في حروب مرفوضة ومدانة». وقال في تصريح امس وفق بيان صادر عن مكتبه الاعلامي: «ان اللبنانيين وأبناء الطائفة السنّية منهم يرفضون ان يكونوا جزءاً من اي حرب في لبنان او المنطقة بين «حزب الله» والقاعدة، كما يرفضون ان يصبح المدنيون في اي منطقة من لبنان هدفاً لهذه الحرب المجنونة وتداعياتها الخطيرة على الوحدة الوطنية والإسلامية». ولفت الى «ان الدعوات المشبوهة التي تطلقها قوى متطرفة بات مثبتاً ارتباطها بالنظام القاتل في دمشق لا تهدف إلا لنقل الحريق الى لبنان خدمة لهذا النظام، وهي بهذا المعنى تلتقي مع حرب «حزب الله» في سورية دفاعاً عن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأكد «ان كل لبناني عاقل ووطني من اي طائفة، سيرفض الانجرار خلف هذه الدعوات الساقطة بمقدار ما يرفض حرب «حزب الله» في سورية، وسيتصدى بكل الوسائل السلمية والسياسية المتاحة لكل الجرائم في حق لبنان وسورية والعروبة والإسلام وإنسانية الإنسان في بلادنا». برى أبرق مطمئناً الى ذلك، ابرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الرئيس الحريري مطمئناً الى صحته بعد الجراحة التي أُجريت له. وكان بري التقى السفير الاميركي لدى لبنان ديفيد هيل، وعرضا الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. من جهته، أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار «أننا ضد الاعتداء على أي منطقة في لبنان أو فريق، أياً كان موقفه السياسي»، لافتاً إلى أننا «نشعر بكثير من الريبة لكل ما نسمعه من دعوات تستهدف منطقة أو حزباً لبنانياً»، ومعتبراً أن «هذه الدعوات لا علاقة لها بالدين ولا بالسنّة». وقال: «نحن ضد استهداف إخواننا الشيعة أياً كان الخلاف السياسي بيننا وبينهم، وندعو إلى الحوار والتلاقي، ولسنا ممّن يتعامل بالخطأ مع خطأ آخر. نحن أمّة متحضّرة لا نتعامل إلا بقيمنا الدينية والوطنية التي لا تخرج عن إطار الحوار والعودة إلى الانتظام العام وتحكيم منطق القانون وتقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى في أي بلد عربي أو غربي». إلى ذلك، تداولت مواقع الكترونية جهادية امس تسجيلاً صوتياً منسوباً الى «أبو سياف الأنصاري» من طرابلس (شمال لبنان) يعلن فيه إنشاء جناح للدولة الاسلامية في العراق والشام في طرابلس ومبايعة زعيمها أمير الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أبو بكر البغدادي. وقال: «إلى الأمة المستضعفة في العالم عموماً وأهل السنّة في لبنان خصوصا أصحاب المنهج السليم والفكر السديد، اخوة الاسلام في لبنان، والله الذي بعث نبيّه بالحق ونشهد الله اننا ما قمنا من غفوة السبات إلا لأن الأمة تفقد الثبات وتتصدع أركانها بغدر الجيش الصليبي اللبناني المدعوم بحزب اللات. وكان بفضل الله، ثم بفضل إخواننا أبطال كتائب الشهيد عبدالله عزام ان نكلوا بالروافض عموماً والموالين لإيران خصوصاً الذين أعلنوا حربهم على أهل السنّة ولم يرقبوا فيهم الا ولا ذمة». وتابع: «وبعد تمدد راية الاسلام من العراق الى الشام وظهرت الراية واضحة ومنهجها السليم الذي لم يستطع احفاد آل سلول المدعومون اميركياً صليبياً ان ينكلوا بها أو يشوهوها، قررنا إعلان البيعة لهم والموالاة لهم وتكثير سوادهم وبيعة إلى أمير المؤمنين ابا بكر من طرابلس الشام لنكون له باباً بإذن الله من لبنان الى بيت المقدس. وعرضنا عليهم فكرة تجديد خلايا لهم من لبنان لنستكمل مسيرة الدعوة الجهادية التي أرعبت اميركا في عقر دارها». وقال: «لم تحتمل عيوننا وقع جنادل الروم على اهل الاسلام ولم تنم عيننا على بغي حزب الشيطان على سنّة لبنان، وكانت حملة الاعلام الصليبي للسنّة بالمرصاد وصورونا بالتطرف والارهاب والتدمير والخراب وليس لنا إلا حول الله ورب الأرباب». وعلمت «الحياة» من مصادر طرابلسية أن المدعو أبو سياف الأنصاري من منطقة البقاع وهو يعيش في طرابلس، لكن التيارات السلفية في المدينة ترفض بيانه. إلى ذلك، أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، أن «أقرباء خالد الساطم في وادي خالد، وهو قريب قتيبة الساطم (الانتحاري الذي فجر نفسه في 2 كانون الثاني (يناير) في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت)، أوضحوا أنه أوقف على يد الجيش مساء أمس على حاجز دير عمار في شمال لبنان، وأكدوا أنه يعمل سائق تاكسي ولا علاقة له بالحوادث الأمنية. وعلى الصعيد الميداني استهدفت صواريخ عدة، بعد ظهر امس، أحياء سكنية في الهرمل البقاعية، مصدرها سلسلة جبال لبنان الشرقية، وفق «الوكالة الوطنية». وتحدثت معلومات عن سقوط صاروخين على بلدة القاع مصدرهما الجانب السوري.
مشاركة :