الشيخة جواهر للخريجات: واجهن التحديات بسلاح العلم والأخلاق الرفيعة

  • 6/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكّدت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الدور الريادي والأكاديمي الذي تقوم به جامعة الشارقة برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، حيث سعت إلى أخذ الريادة في إعداد الكوادر الوطنية المزودة بأعلى مستويات الفكر والثقافة والعلم. جاء كلام سموّ الشيخة جواهر، في حفل تخريج الدفعة السادسة عشرة بجامعة الشارقة الذي أقيم دفعتين أمس الأول وأمس، في مسرح المدينة الجامعية، حيث بلغ عدد الخريجات 450 خريجة، وبحضور الشيخة عائشة بنت خالد القاسمي، رئيسة جمعية الاتحاد النسائية، والدكتورة سلامة الرحومي، عميدة شؤون الطالبات، والكادر الأكاديمي والخريجات وأمهاتهن. ودعت سموّها الخريجات إلى مواجهة التحديات، مؤكدة قدرتهن على المواجهة بسلاح العلم والمعرفة. وهنا نص كلمة سموها: بناتي خريجات جامعة الشارقة، من أجمل المواسم التي يسعدني مشاركة المجتمع في قطف ثمارها، هو موسم تخرج بناتنا طالبات الجامعة بعد رحلة اقتضت سنوات من عمر طفولتهن وشبابهن، ارتوين فيها من أنهر العلم والمعرفة ما يبني شخصية كل منهن ويؤهلها للبدء في أداء الدور المنتظر منها، ولتكون فرداً فاعلاً متميزاً في مجموعات العمل والبناء. إنهــا مناسبــــة تستحق أن يحتفل بها الأفراد والأسر والمجتمع، إذ نجتمع في هذا المساء المبارك بإذن الله، لتخريج الدفعة السادسة عشرة بجامعة الشارقة، من بناتنا اللواتي نرى بهن مستقبلنا الزاهر، المتطلع إلى أثر مهم وقوي يدعم مشاريع تطويرنا وتقدمنا في كل مجال بأفكار الشباب وإبداعاتهم. وأضافت سموها: لقد سعت جامعة الشارقة برئاسة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأن تأخذ زمام الريادة في إعداد الكوادر الوطنية المستعدة لمواجهة الحياة وتحقيق أفضل الأهداف والغايات، بجهود الشباب المزودين بأعلى مستويات الفكر والثقافة والعلم، حيث أصبحت من أهم الجامعات وأكبرها في الدولة، وحققت إنجازاتها العلمية الواسعة بقيادة صاحب السموّ حاكم الشارقة، وجهود جهاز أكاديمي مكون من أساتذة أفاضل يحملون أرقى العلوم وأكثر التجارب البحثية فاعلية في مختلف الاختصاصات التي تعنى بها الجامعة، ما جعلها تستقطب طلاباً من كل الجهات والجاليات، وصارت الأولى عالمياً في تعدد الجنسيات، وقياساً على هذه الإنجازات، فإننا لا نستغرب أن تمتلك أكبر مجمع طبي وصحي في المنطقة. وأشارت إلى إن للجامعة دوراً كبيراً في توطيد علاقاتها بالمجتمع، متخذة من الدور المجتمعي الفاعل هدفاً عبر عقد اتفاقات تعاون، ومذكرات تفاهم مع أكثر من جهة، لإفادة الجهات بما تملك من مشاريع بحثية ورؤى أكاديمية علمية يمكن توجيهها نحو تحقيق أهداف هذه الجهات التي تغذي المجتمع ببرامجها ومبادراتها التنموية. وتابعت سموّها:نحن نعلم بأنكن تواجهن تحديات تغزونا من كل الجهات، تغزو مجتمعنا المعتز بهويته وثقافته، ولكننا على ثقة بقدرتكن على مواجهتها بما لدى كل واحدة منكن من سلاح الفعل الإيجابي المتمثل في الاكتساب المستمر للعلم والمعرفة والاهتداء بالأخلاق الرفيعة. هذه قيم الإنسان الذي يريد أن يحمي مكتسباته الذاتية والوطنية من أي خطر يحوم حولها، محافظاً على هويته، ومكافحاً كي يصل إلى أهدافه ويحقق منجزاته، داعماً بذلك إنجازات بلاده، ومضيفاً إليها ما يجعلها تفخر به مواطناً يعمل جاهداً ويدفع بها إلى البقاء في مقدمة الدول من حيث رعاية الإنسان، ونشر الثقافة، وتقوية أركان العلم بمواكبة تطوراته، والمشاركة في وضع تصورات وتنفيذ المشروعات الإنسانية والوطنية المُؤَسَّسَةِ عليه، وجعل المثل العليا والمبادئ الإنسانية التي تمثل مجموعة الأخلاق التي ترقى بالإنسان، لتوجيه مسارات كل هذا الجهد نحو مصلحته. فهل أنتِ على استعداد لأن تزودي نفسك بالطاقة اللازمة لمواجهة التحديات؟ عليكِ أن تكوني مسؤولة عن نفسك، وأفكارك وقراراتك وأدائك في كل مكان أو مجال ستلتحقين به، موظفة في إحدى المؤسسات، أو سيدة أعمال، أي مسؤولة عن عملك فرداً في فريق التنمية الوطنية والمجتمعية، في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. ومفهومك للمسؤولية ومعايشتك لها يوجانهك إلى معرفة أسس التعامل مع أبنائك مستقبلاً. فالأمومة وظيفة مختلفة والعمل فيها غير محدد بساعاتٍ ولا بمهام مكتوبة على أوراق رسمية، بل إن لها علاقة عميقة ببناء الحياة، واستمراريتها بوجود البشرية، لذلك فهي أعظم مهمة كتبها الله تعالى للمرأة في الكون، وحديثنا عن التحديات يضع عليك مهمة حماية أبنائك من الحصار التقني اليومي الذي بات يحيط بأوقاتهم وأفكارهم وأماكنهم، بحيث صار أبناؤنا الصغار لا يتحركون إلا بوجود هذه الأجهزة الإلكترونية، ولا يسيرون إلا بها ولا يفكرون إلا بما تعرضه عليهم في شاشاتها يستغرقون في البحث فيها حتى ينفصلوا عن واقعهم ومن ثَمَّ يتعرضون للاختطاف، لا الجسدي وحسب، ولكن الفكري والثقافي والسلوكي، في غفلة من الأم أو الأب على حد سواء، فمن الآن استعدي ألا تكوني غافلة عن هذا التوحد الخطر للأطفال مع المحتويات الضارة للأجهزة الإلكترونية ؟ إن استخدام هذه الأجهزة بأسلوب إيجابي ولمنفعة علمية ومعرفية يواجهه وبقوة شرسة ذلك الاستخدام الخطر الذي لا نريده لفلذات أكبادنا، خططي لحمايتهم والمحافظة عليهم من هذه التقنيات، مع توجيههم للاستخدام الأمثل لها في مجال التنمية الفكرية والاجتماعية. بناتي العزيزات لقد خصّنا الله تعالى في الإمارات بكثير من النعم والإمكانات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية، وعلينا توجيه هذه الإمكانات إلى ما فيه الخير لنا ولغيرنا، فنحسن في استهلاك موادنا المعيشية ولا نكون مسرفين فيها، فعدم الإسراف جزء عملي من الشكر والحمد لمن أنعم بها علينا، ولعل أكثر المواد التي يجب أن نحرص على الاتزان في استهلاكها هي المواد الغذائية، والتي تسبب عدم الاتزان في استخداماتها بالكثير من الأمراض التي سجلت الإمارات العربية المتحدة نسبة عالية عالمياً في الإصابة بها خاصة أمراض السمنة والسكري وغيرها. أدعوكن للمحافظة على صحتكن وعافيتكن، فأنتِ أولاً، ثم أسرتكِ ومجتمعك في حاجة إلى قوة الشباب وحيويته وعطاءاته المتميزة، ولن يتحقق ذلك بأمراض نحن من تسببنا في أن نصاب بها بسبب اختياراتنا غير الصحية للغذاء، ولا تنسي أن الأوطان تبنى بسواعد شابة تتسم بالصحة الجسدية والنفسية والذهنية. وختمت سموّها: نبارك لبناتنا كما نبارك لأسرهن ونبارك لأنفسنا أيضاً تخرجهن هذا العام في جامعة الشارقة، وأتقدم بشكري الجزيل لإدارة الجامعة متمثلة بالدكتور حميد مجول النعيمي وإلى كل الأساتذة الأفاضل، وكل العاملين فيها. وألقت الدكتورة سلامة الرحومي عميدة شؤون الطالبات كلمة الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة لحفل التخرّج، وتقدمت بأسمى معاني التهنئة والتبريكات إلى سمو الشيخة جواهر، بتخريج هذه الكوكبة الجديدة من مواكب العلم والمعرفة. وقالت، هذا رتل جديد من فارسات العلم والمعرفة، يتقدمن اليوم إلى الحياة العلمية والعملية التي أعدهن لها الأكفاء والأوفياء من الزميلات والزملاء أساتذة جامعة الشارقة في قاعات العلم ومختبراته وحقوله المختلفة، تلك التي هيأها لهن كأفضل ما تكون، صاحب السموّ، رئيس الجامعة، ضمن إرادة سموه السامية والبصيرة، لما فيه الخير لهن ولمجتمعاتهن وأوطانهن ليشاركن في البناء الحديث القائم على الأصالة العربية والإسلامية.وأكدت الثقة التامة، بأن كل واحدة من الخريجات تشعر بالرضى عما اكتنزه فكرها من العلم والمعرفة التي اكتسبتها خلال رحلتها العلمية على مقعد الدرس وفي المختبرات والأنشطة الصفية واللاصفية التي هيأتها لها جامعة الشارقة خلال هذه الرحلة. وألقت كلمة الخريجات فايزة أحمد جاسم، التي توجهت من خلالها بالشكر إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة وقرينته سموّ الشيخة جواهر، وإلى الأهالي الذين شاركوا أولادهم كل لحظة ألم وأمل وجد واجتهاد. وشكرت الأساتذة الذين كانوا خير آباء وأمهات.

مشاركة :