أكدت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس تحرير مجلة مرامي، الصادرة عن المجلس،في افتتاحية العدد الجديد، بعنوان العلم ثم العلم أن الشباب الأقوياء المتسلحون بالعلم والمعرفة هم القادرون على مواجهة الدعوات الهادفة إلى الدمار والفساد وبث الرعب في النفوس، مشيرة إلى أننا نعيش تحديات لم تألفها الإنسانية من قبل، وبالتالي لا بد لهذا الجيل من الخريجين، الذين شهدنا تخرجهم من مدة، من الجامعات كافة، أن يكون السلاح للمواجهة. كما نوهت سموها بأولئك الذين استخدموا دراساتهم لقتل الأبرياء والضعفاء، منبهة بأن هؤلاء يحاربون باسم الدين وبارتداء ثياب التقوى وهم بعيدون عنها كل البعد. وأشارت إلى أن هناك الكثير من هؤلاء الهدامين لا يريدون لأرضنا الطيبة العيش بأمان،بل ويحاولون أن يعيثوا فيها الفساد، ولا بد لنا من مواجهتهم بقوة العلم كونه السلاح الناجع في هذه المرحلة. وجاء في كلمتها: إننا نعيش اليوم تحديات لم تألفها الإنسانية من قبل، بالرغم من مرورها بتحديات شبيهة في القرون المتعاقبة حتى القرن الماضي، فنحن نواجه ما يهدد وجودنا على وجه الأرض وما يترصد بنا من شرورٍ تعيث في أرضنا فساداً، بعد أن زرعه من لا يريدون لبلداننا العربية والإسلامية الاستقرار، ولا يرغبون أن تعيش في أمان على أراضيها التي خصها الله تعالى بخيرات عظيمة، بدءاً من الثراء التاريخي والجغرافي والديني والحضاري، وصولاً إلى الإمكانيات البشرية والمادية. وأضافت موضحة: إن العلم سلاح بحد ذاته لمواجهة الذين انتسبوا إليه أيضاً، ووجهوه،عبر اختصاصاتهم المختلفة فيه،رصاصاً قاتلاً في قلوب الأبرياء. أما سلاح العلم الحقيقي الذي نريد - ونحن نعيش موسم تخريج مواكب من طلاب الجامعات والكليات - فهو سلاح بناء العقل المفكر المحاط بالرحمة وحب البشرية، والرغبة في تطوير كل جوانب الحياة التي تتأثر بها، والمشاركة المستمرة في تمهيد السبل لأن تسير باتجاه الرقي والحضارة التي تهدف إلى منفعة وجودنا على هذه الأرض. واستطردت سموها قائلة: إن سلاح العلم الحقيقي هو الذي يضيء الفكر، ويحرره من التبعية الجامدة والتوجهات المتحجرة الرافضة للرأي الآخر والحوار مع الغير، ويمنحه حرية الانطلاق نحو البحث العلمي في فضاءٍ تتطلع إليه المجتمعات البشرية بأمل وتفاؤل، هو الذي يرفع الإنسان المؤمن درجات إلى الأعلى(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )صدق الله العظيم. إن ذلك يعني أننا نريد شباباً أقوياء في مواجهة الدعوات التي تعكس أهداف دمار الإنسان وتشتيت العباد وإثارة الرعب ونشر الفساد وترهيب الآمنين وتهديد عيشهم ومستقرهم، فوصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لجيوش الإسلام رَغِبَ عن فهمها المدمرون، وهي فيها من الرقي الإنساني، والاحترام للوجود البشري، ما لا يوجد في أي ملة أخرى. وختمت سمو الشيخة جواهر مقالها قائلة: إن المواجهة تحتاج إلى قوة ذاتية، قوة في الفكر والإقناع، وفي المواقف القائمة على علم ومعرفة، وأهم مواجهة هي مواجهة النفس وتقويتها أمام طوفان الدعوات الهدامة، التي ترتدي ثياب التقوى والخير وهي أبعد ما تكون عنهما. نسأل الله تعالى ونحن في شهر رمضان الخير أن يحمي كل شبابنا من الأفكار المظلمة والظالمة والهدامة، ويبعدهم عن كل الشرور الخادعة. اللهم احفظ بلادنا وأمتنا بالأمن والأمان. واحتوى العدد الجديد من مرامي على الكثير من المواضيع المتنوعة، فضمن باب ناس وحكايات نشر تحقيق بعنوان ليلة عيد...لا تنسى، وألف باء تعليم الكبار في فلسطين. وقدم باب من أجل ولدي عدة مواضيع منها موضوع مها العتيبي...معاناة أخي سبب اختراعي، وموضوع سجايا فتيات الشارقة. وقدم لنا باب نافذتك على المستقبل مقالاً بعنوان الجودة منهج وفلسفة للارتقاء في جزئه الثاني وفي باب ضيافة مرامي كان ضيوف مرامي لهذا العدد مسؤولي مكتب الشيخة بدور القاسمي، وجمع باب صحتك تهمنا عدة مواضيع منها موضوع التهاب الجيوب وموضوع العصائر، وقلوبنا معكم تحت عنوان عصيان الأطفال. كما ضم العدد عدة مقالات لعدد من كتاب المجلة منهم فاطمة السري، وفاطمة المزروعي ويوسف الحوسني. بينما سلط مقال تسانيم الذي تكتبه مديرة التحرير صالحة عبيد غابش، تحت عنوان مصيدة، الضوء على سلبيات الهواتف الذكية.
مشاركة :