أقر جنرال أميركي مرشح لقيادة القوات الأميركية في أفريقيا أمام الكونغرس أمس (الثلثاء) بأن الولايات المتحدة لا تمتلك «إستراتيجية كبرى» للتدخل في ليبيا التي تشهد معارك مستمرة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال الجنرال توماس والدهوسر لدى مساءلته من قبل السيناتور الجمهوري جون ماكين «أنا لست على علم بأي إستراتيجية كبرى في الوقت الراهن». وينتظر والدهوسر تصويتاً في مجلس الشيوخ للمصادقة على قرار إدارة أوباما بتعيينه على رأس قيادة القوات الأميركية في أفريقيا. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك أمس: «نحن ننظر عن كثب الى الوضع في ليبيا، ونفهم التهديد المحتمل الذي يشكله تنظيم (داعش) في ليبيا وأماكن أخرى»، لكن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يريدون تجنب تدخل عسكري ضد التنظيم في ليبيا، طالما أن الحكومة لا تحظى باعتراف من الجميع. وكان 34 عنصراً من قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية قتلوا وأصيب 70 آخرين في اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة سرت، في وقت أعلنت هذه القوات إنها تمهد لخوض معركة حاسمة مع التنظيم المتطرف. في موازاة ذلك، قتل 29 شخصاً على الأقل وجُرح العشرات في انفجار استهدف مخزناً للسلاح في مدينة القره بوللي قرب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات بين مسلحين في المدينة وجماعة مسلحة من مدينة مصراتة شرق طرابلس، على خلفية عملية سطو. وخاضت القوات الحكومية «معارك ضارية» أمس مع التنظيم في مناطق متفرقة من سرت الواقعة شرق طرابلس، بحسب ما أفادت هذه القوات في بيان. وقال مصدر طبي رسمي في مصراتة، مركز القوات الحكومية، إن «34 عنصراً من هذه القوات قتلوا في الاشتباكات، بينما أصيب حوالى 100 عنصر آخر بجروح. وأطلقت القوات الحكومية قبل أكثر من شهر عملية «البنيان المرصوص» التي تهدف الى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، من أيدي التنظيم الذي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) العام 2015. وقالت قوات الحكومة في بيانها إنها نجحت اليوم رغم الخسائر في صفوف مقاتليها، في التقدم في القسم الجنوبي من المدينة بعد المعارك التي ذكرت أنها أدت الى مقتل عشرات من عناصر «داعش». وأوضحت في موازاة ذلك أن «العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعداداً لمعركة الحسم»، مضيفة أن نشاطها العسكري يتركز حالياً على قصف مواقع للتنظيم المتطرف بالمدفعية الثقيلة»، إضافة إلى تنفيذ سلاح الطيران «طلعات في شكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية». وشددت على أنها تواصل «بثبات حصار فلول داعش في منطقة ضيقة داخل سرت، ورغم محاولاتهم المتكررة لإيجاد ثغرة للفرار إلا أن ثبات قواتنا أحبط كل محاولاتهم». وتتشكل القوات التي تقاتل التنظيم المتطرف في سرت من جماعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحاً في البلاد، إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية. في المقابل، يضم تنظيم «داعش» نحو خمسة آلاف عنصر، من بينهم مقاتلون أجانب في سرت، وفق سكان المدينة. وقتل في العملية منذ بدئها 184 عنصراً من القوات الحكومية على الأقل، وأصيب أكثر من 500 بجروح، وفق مصادر طبية في مصراتة، مركز قيادة العملية العسكرية.
مشاركة :