رغم الظروف التي أحاطت بالوطني خالد القروني مدرب المنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم، إلا أنه تحدى كل المعضلات والظروف وتخطاها بخطى واثقة، وأوصل منتخبه إلى النهائي الآسيوي لهذه البطولة في نسختها الأولى، حيث سيواجه العراق اليوم في ملعب السيب في مسقط. الحواجز تشكلت للقروني منذ بداية الإعداد، حينما خاطب بعض أندية دوري عبد اللطيف جميل، للسماح للاعبيها بالمشاركة مع المنتخب في بطولة غرب آسيا الماضية في الدوحة، لكنها رفضت نداءه، مبررة بحاجتها الماسة للاعبيها لخوض منافسات الدوري، معللة أن البطولة ودية ولا أهمية لها، لكن الأمر بدأ في حالة السوء بعد أن تم لوم القروني بعد الخروج المذل من البطولة بنقطة وحيدة من لقاءين، ما دعاه إلى العودة ومطالبة أندية جميل ببعض لاعبيها ليكونوا عونا له في نهائيات كأس الأمم الآسيوية للمنتخبات الأولمبية، ولكن هذه المرة تعاطفت بعض منها معه، وسمحت لعدد من لاعبيها بالمشاركة، لكن الحال لم يدم طويلا حيث قامت بإعادة لاعبيها لحاجتها الماسة إليهم. واضطر القروني للدخول في غمار البطولة بـ 20 لاعبا من أصل 23 في جميع المنتخبات، مسجلا أقل عدد من اللاعبين في البطولة، وجاءت إصابة محمد العويس حارس المنتخب، لتزيد الطين بلة، ويكمل البطولة بـ 19 لاعبا، بعض منهم تم استدعاؤه لإكمال النقص العددي في التدريبات، وما زاد الأمر سوءا على سوء لحاق إبراهيم البراهيم به بعد أن أثبتت الفحوص الطبية التي خضع لها إصابته بقطع في الرباط الصليبي. وفي ظل هذه الظروف والتي قبلها، أعلن القرنوي التحدي بمن معه من لاعبين، قام بتوظيفهم بالطريقة الصحيحة، رغم الخسارة في أول مشوار البطولة أمام العراق بثلاثية، لكنها لم تكن إلا كبوة جواد، فأعاد الأخضر لمكانته بانتصارين، وتأهل إلى دور ربع النهائي، لينتزع الفوز من أستراليا 1/2، ويطير لنصف النهائي بـ 19 لاعبا، بعد أن فقد الحارس الأساسي، الذي تعرض لإصابة قوية أبعدته عن البطولة، ومن ثم إلى النهائي بـ 18 لاعبا. القروني، تحدى كل الظروف بثقة، وخطا بثبات في البطولة الآسيوية، ووصل إلى نهايتها، وبغض النظر إذا حقق اللقب أو لم يحققه يبقى الرجل الذي كسب الرهان، وبات محط إعجاب كمدرب وطني مميز.
مشاركة :