انتحار الشاي الأخضر - مقالات

  • 6/23/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اشتهر الشاي الأخضر بفوائده العديدة، فهو مكافح لأمراض القلب، ويساعد على الوقاية من بعض أنواع السرطان، ويعمل على تحسين البشرة وملمسها، وحماية الجلد من أضرار أشعَّة الشَّمس. ومن أشهر الدول المصدرة للشاي الأخضر، الصين واليابان وفيتنام. وأشهر ما أشتهر به الشاي الأخضر هو مساعدته على إنقاص الوزن، وخفض مستويات الكولسترول في الدم، وهذا هو محور المقال. البعض يشرب الشاي الأخضر مجرّد وجاهة، وأحياناً لمسايرة الناس، أو لمجرد العبث لا أكثر! وأكثر المهتمين بشرب الشاي الأخضر من أجل الرشاقة وجمال القوام، هُن النساء. وهناك نوع من النساء يتصرف في شكل غير عقلاني ولا منطقي مع الشاي الأخصر، خصوصاً في شهر رمضان حيث تتسع وتمتد السُفرة بأصناف كثيرة من الأكل والمشروبات. فثمة نساء ما ان تجلس على السُفرة الرمضانية وتسمع صوت المؤذن تطوي كُمها إلى ما وراء كوعها! ثم تبدأ بشرب كوب اللبن، وطبق الشوربة، وهو ساخن يلتهبُ، ثم تنطلق تضرب بالخمس من العيوش المشخولة والمجبوسة والبرياني. بعدها تمتد يدها نحو المعكرونة بكل أنواعها، ثم تلتفت نحو يمين السُفرة فتجد أطباقاً مختلفة من السلطات الدسمة، فترصفها أمامها طبقا طبقا، وهي تحييها بالتحية العسكرية وتُشهر ملعقتها عالياً كسيوف الفاتحين، وتنطلق على الرحب والسعة تجوب في صحون السلطة حتى تقضي عليها وتنتصر. ثم تلتفت نحو شمال السُفرة فتجد صحن الهريس وبجانبه صحن الجريش، فتنقض عليهما انقضاض الصقر الجائع الذي يأتي على فريسته من علو. وبعد ذلك تغازل من بعيد منتصف السُفرة حيث أطباق الفطائر والسمبوسة وخبز العروق، فتطلب المساعدة ممن معها على السفرة أن يوصل لها تلك الأطباق حتى تحقق حلمها العظيم فيها! وبعد هذا، تسأل الحاضرين على السُفرة وهي مفجوعة: وين المحشي... ماشوفه؟ يقربون لها المحشي فتنهيه بمدة وجيزة بالضربة القاضية، فيعرق جبينها وتبدأ الدوخة تعتريها، فتقوم من السُفرة وهي متدروخة تميل يميناً وشمالاً، وهي تسحب رجليها نحو المغاسل وكأنها كانت في معركة مع نمر أفريقي مفترس. بعدها تعود لتجلس إلى جانب اللقيمات والزلابيا والقطايف والكنافة وحلو القهوة وحلو أم علي، فتبدأ بسم الله مبحرة في رحلتها الثانية وكأنها باخرة تمخر عباب المحيطات والقارات من دون توقف! وعلى طريقها تشرب كوب «فيمتو» وكوب «تانغ»، وبعد أن تنتفخ وتضيق ملابسها فيها ذرعاً يدُب فيها الضمير و»الصحوة الطبية»! فتقرر أن تشرب الشاي الأخضر، فقط من أجل أن تشعر بشيء من الخدَر الحسي تجاه ما اقترفت من بلاوي زرق في حق نفسها! فتتجه بعد هذا كله لتجلس على القنفة، وهي متعبة مائلة برأسها ومسبلة كلتا يديها، وتنادي: ميري مييييري... عطيني كوب شاي أخضر! فتأتي الخادمة ميري بالشاي الأخضر وتضعه أمام عينيها، فتأخذ ترمقه بكسل شديد، وتمد يدها نحوه ببطء، وتبدأ ترتشفه رشفة تلو أخرى حتى تنهيه، فينزل الشاي الأخضر نحو معدتها ليؤدي مهمته الطبيعية التي وُجد من أجلها، فيلتفت يميناً وشمالاً في خطوط طول وعرض كرشها فينصدم صدمة عُمره ويحتار ماذا يفعل... وبعد التدقيق والتفكير والتأمل يعجز عن فعل أي شيء لها، فيقرر أن ينتحر في كرشها، وهو يقول: أنا شاي أخضر ولست صانع معجزات! في نهاية المقال: أيتها النساء لا بد أن تكون موازنتكن عادلة في التعاطي مع الشاي الأخضر، ولا بد أن يكون شربكن له في شكل علمي وصحي حتى تتحقق لكنّ فوائده. أما شُربه فقط من أجل تخدير الضمير الحسي للذات فهذا ضحك على الذات! ***** تحية شكر واعتزاز موجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح على تحويله ملف قضية صفقة «داو كيميكال» على النائب العام للتحقيق فيها، ومحاسبة المتسببين في خسارة الدولة غرامة ما يقارب من 2.2 مليار دولار. ولكن يا ترى... لماذا سكتت أفواه كثيرة أمام هذا القرار الحاسم والتاريخي، وهي التي كانت في السابق مفتوحة على الآخر ١٨٠ درجة، وتلعلع ألسنتها في الدواوين والشوارع والأرصفة والساحات؟ أم أن الدجل في السيرك السياسي يريد لسانا كذوبا ووجها مُلطخا بالألوان المتعددة، ويريد ثيابا بجيوب واسعة حتى يوضع بداخلها الغلّة المأخوذة من عقول المتفرجين السُذج! سمو رئيس الوزراء وفقك الله، أنت بقرارك هذا فعلت كما فعل الذي مد كلتا يديه نحو الغِطاء فأمسكه جيداً من طرفيه، ثم رفعه عالياً ونفضه نفضاً أزاح عنه ما تراكم عليه من غبار ووسخ وحشرات! روووح والقلب داعيلك.

مشاركة :