استحضار العاصفة بين العقل والعاطفة

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

لابد من التسليم بأن القوانين الرياضية لا تخضع على الدوام لمعادلات الرياضيات حيث أن الأرقام في الرياضة لا تقبل القسمة على واحد كما أن القاسم المشترك لا يكون مقترناً بالأكبر أو الأعظم. إن رسالة فريق العمل الواحد التي حاول الأمير خالد بن عبدالله إيصالها لحشد من الإداريين وأعضاء الشرف والإعلاميين وكذلك الجماهير لم يتم استيعاب معانيها من قبل كثيرين ويبدو أن البعض منهم قد اكتفى بطأطأة رأسه دون التعمق في تلك المعاني. كان التأكيد على الدوام بأن ما تحقق هو نتاج عمل جماعي حتى وإن ظهر في صورته الدعائية قليلون واختفى كثيرون وهذا شيء طبيعي ألفناه في المشهد الرياضي والذي قد يتصدره أقل الناس عطاءً ! يجب أن ندرك بأنه لن يحقق البطولات وبشكل منفرد دعم خالد أو استراتيجية كيال أو أجنحة غروس أو دعوات وجه السعد مساعد أو استثمارات بترجي أو عقد القطرية أو لدغات السومة، حيث أن كل تلك العوامل تم صهرها في بوتقة واحدة وبإرادة الله وحده تحقق الإنجاز والذي ظهرت بوادره منذ عهد إدارة فهد بن خالد إلا أنه تعثر لسبب أو لآخر ! إن صناعة فريق بطل لا يمكن أن يكون نتاج ولادة قيصرية عاجلة بل نتيجة تخطيط زمني وعمل مضني لسنوات وحتى تتحقق الاستمرارية لابد من السير على هذه المنهجية دون خلط للأوراق أو طمسها بغمضة فلاش ! مما يؤسف له أن القائمين على الشأن الأهلاوي قد أقحموا أنفسهم في دورة صراعات وهمية تطفل فيها وكالعادة إعلام خفي ومعرفات (شتائمية) في مواقع التواصل كادت أن تؤدي إلى عاصفة جدلية تقوض مسيرة البناء. إن الشروع في استقلالية فريق كرة القدم وكذلك فرض الرقابة على الإيرادات والاستثمارات والمصروفات هو أمر مندوب وحتمي تتطلبه المرحلة الحالية والتي تئن تحت احتراف (معاق) وخصخصة سرابية ولكن مايجب التنويه عنه هو الطريقة التي أعدت بها هذه التنظيمات دون اللجوء إلى مطبخ تشاوري يضم كبار رجالات البيت الأهلاوي من أصحاب العلم والكفاءة والخبرة وذلك لصياغة القرارات وتمريرها (بسرية) للإدارة الحالية من أجل البحث والمناقشة وبطريقة تكفل سيادتها ومكانتها وسمعتها أيضاً. مما يؤسف له أن ظاهرة التسريب الفوضوي لما تم صياغته خلف الأسوار والاستعانة بطريقة (نشر الغسيل) لتبرير هذه القرارات قد أدى في نهاية الأمر إلى ردة فعل لم يشهدها الكيان الأهلاوي منذ تأسيسه مما أعطى الفرصة للمتطفلين والجهلاء لتدوين ماخاب وعاب من العبارات ضد رموز الأهلي ورجال شرفاء خدموه لسنوات طويلة. يجب أن يدرك الجميع وبما فيهم الرئيس الزويهري (المحبوب) بأن البطولة أو البطولتين أو حتى العشر لا تمثل حصانة لأي رئيس أو مدرب أو لاعب ولن تحميه من سخط الجماهير حال الإخفاق. ويجب أن يدرك أيضاً بأن الانسلاخ من العمل المؤسساتي وخصوصاً فيما يتعلق بالأمور المالية فيه مجازفة عظيمة ربما تجعله يواجه تيار الأزمات والمديونيات وحيداً كما حصل ويحصل من حوله وسيكون الكيان أكبر الخاسرين. وقفة: لمن لم يقرأ تاريخ الأهلي ويستوعبه … الأهلي غير.

مشاركة :