دماء الأنابيب لا تغسل معاناة مرضى الفشل الكلوي

  • 1/26/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

عكست الحالة الصحية والنفسية لعدد من مرضى الفشل الكلوي في تبوك، مدى حاجة هذه الفئة إلى مزيد من الرعاية على كافة المستويات، في وقت تسيطر الحاجة إلى متبرعين الشغل الشاغل لهم. ولم يكن في وسع أحد داخل مستشفى الملك خالد في تبوك، إنهاء حجم المعاناة لهؤلاء المرضى، إلا عبر الأنابيب الاصطناعية المغروسة في أياديهم، والتي تقطر دماء، لعلها تخفف من مصابهم وتقويهم على تحمل المزيد من الآلام، وتجعل لديهم ولو "هدنة" للصمود أمام المرض والمعاناة. في الداخل كان الأمل في توفر متبرعين الهاجس الأكبر لكل المراجعين، فيما النبرة الحزينة تكسو الملامح، على اختلافها، فهناك كان واضحا حجم الألم والمعاناة على وجه وجسد الشاب حمد عوض محمد الشهراني (24 عاما) والذي ظل لمدة تسع سنوات تحت رحمة الغسل في المستشفى، معتبرا هذه الحالة السبب المباشر في تخليه كرها عن الدراسة، لأنه مطالب بدلا من الدوام الدراسي، بمراجعة المستشفى ثلاث مرات على الأقل أسبوعيا، من أجل الغسل الكلوي، فيما تستمر الجلسة الواحدة للغسيل ثلاث ساعات ونصف، مشيرا إلى أن الإبر رسمت وسما على يديه، ومعبرا عن أمله الكبير في أن يحظى ولو بزراعة كلية كي يتمكن من إكمال دراسته ويمارس حياته بشكل طبيعي. ويعاني «وحيد بشير» البالغ من العمر (41 سنة) من غسل الكلى والتعب الملازم له منذ أكثر من 6 سنوات بواقع ثلاث مرات أسبوعيا وبمعدل 4 ساعات بالمرة الوحدة، حيث أصبح أسير التعب والأجهزة التي تحيله إلى جسد منهك بعد انتهائه من الغسل، وتحدث بمرارة بأن الفشل الكلوي يجعلك تفقد كل شيء من حولك ليس الصحة فحسب حتى الوظيفة، فمع هذا المرض المزمن لا عائل لنا إلا الضمان الاجتماعي في راتب لا يتجاوز 3000 ريال شهريا وسط متطلبات حياة وأسرة وإيجار سكن. أما محمد عبده عسيري الطاعن في السن فقد بدأ بغسل الكلى منذ سنة ونصف سنة، وقال إنه لا ينتظر المتبرعين لأنه يرى من هو أحق منه بتلقي التبرع، وقال «أرجو كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان أن يتبرع لإخوانه، هناك أسر بحاجة ماسة لعائلها الذي يعاني إما من مشكلات في الكبد أو فشل كلوي، وبإمكان كل إنسان أن يقوم بالتبرع في حال تطابقت الأنسجة.. هذا فعل خير أجره عظيم عند الله». من جانبه، أوضح الدكتور فرند خضر أخصائي كلى في مستشفى الملك خالد في تبوك نوعين من زراعة الأعضاء بالتبرع من الأحياء أو الأخذ من المتوفين دماغيا ممن تكون بقية الأعضاء الحيوية موجودة لديهم وفي حالة تسمح باستئصالها لزراعتها لمريض آخر مثل القلب والرئة والقرنية أو الكلى، وحالات المتوفين دماغيا هي الأكثر انتشارا في مستشفيات المملكة بسبب الحوادث أو السكتة القلبية، أما التبرع من الأحياء فهي غالبا ما تكون من الأقرباء لصالح أقاربهم ونادرا ما تكون من الغرباء. ويشير الدكتور فرند إلى أن مريض الكلى في حال وصل إلى مرحلة الغسل تكون حياته شبه معطلة كونه يضطر للغسل ثلاث جلسات في الأسبوع وكل جلسة تستغرق تقريبا أربع ساعات مما يضطره إن كان موظفا أو طالبا لترك عمله ودراسته وهذا يعوقه تماما عن إكمال حياته بشكل ميسر، وهناك أيضا أمراض مصاحبة للغسل كاضطرابات الدم والاضطرابات النفسية.. وبحسب الدكتور فرند فإن الحل الأساسي لمرضى الكلى هو الزراعة وإيجاد متبرعين لأن هذا من شأنه أن يضع حدا لمعاناة المرضى للكلى. ويقول الدكتور فرند إن هناك نشاطا ملحوظا حول التبرع بالكلى من الأقارب ونسبة النجاح كبيرة مع التطور الذي تشهده المملكة في المجال الطبي والصحي عموما، مبينا أن عمليات زراعة الكلى تحديدا سهلة ليس فيها آلام للمتبرع، وتتم العملية تحت التخدير الكامل، بحيث لا يشعر المتبرع بشيء أثناء إجراء العملية، وبعد العملية يتم إعطاء الأدوية المسكنة للألم للمتبرع عند الضرورة بحيث لا يشعر بآلام العملية. ويتحدث الكثير من المتبرعين بأن شعورهم بالألم لا قيمة له أو أهمية لأن شعورهم بالألم يؤدي إلى إنقاذ حياة إنسان عزيز عليهم. وتبين بعض التقارير الصادرة من المستشفيات المتخصصة في المملكة بأن الفترة الزمنية من وقت مرحلة التقييم وحتى إجراء العملية وخروج المريض من المستشفى بعد الزراعة، يختلف طول هذه الفترة من مريض لآخر، ويجب أن يتوقع المريض أن يكون على قائمة الانتظار من عدة أيام إلى عدة شهور. ومن الصعب معرفة طول فترة الانتظار بسبب قلة عدد المتبرعين. ولكن أثناء فترة الانتظار ستتم متابعة المريض في عيادة ما قبل الزراعة بصفة دورية على حسب حالته الصحية.

مشاركة :