يظل طريق المدينة المنورة المتجه إلى محافظة مهد الذهب واحدا من أكثر الطرق وعورة وخطورة في المنطقة، إذ لا يزال بين الفينة والأخرى يحصد أرواح أبناء المنطقة وسالكي الطريق بحوادث مرورية مروعة، في الوقت الذي يشكو الأهالي والعديد من قراها وهجرها من زيادة معاناتهم بافتقاد الدفاع المدني والهلال الأحمر، ما يزيد الطين بلة في حالة وقوع حوادث، ما يضطر الأهالي إلى حمل مصابيهم والركض بهم بحثا عن المستشفيات لعلاجهم، ناهيك عن انتشار الحفريات على طول الطريق نظرا لغياب فرق الصيانة وبالتالي غياب المتابعة الدورية من بلدية المحافظة. وأوضح فهد المطيري أحد مرتادي الطريق أن المقاول الذي أنشأ هذا الطريق رغم كونه طريقاً مهماً والذي يبلغ طوله قرابة 170 كيلو مترا إلا أن المرجح استخدامه مواد رديئة، ونظرا لهطول أمطار غزيرة بالمنطقة، فإن الطريق يحتاج إلى صيانة دورية، واستخدام مواد ذات جودة عالية في إنشائه وذلك بناء على المعايير المعمول بها في إنشاء طرق السفر. وأشار المطيري إلى أن الطريق يعد من الطرق الضيقة جداً إذ أنها لا تستوعب سوى مسار واحد للذهاب وآخر للعودة وأن الطريق بحاجة إلى وضع اكتاف وكذلك لا يوجد سياج للكباري والعبارات له لحماية قائدي المركبات من الانقلاب، ورغم أهمية الطريق وخاصة بالقرب من قرية حاذة ومركز الصلحانية التي تعتبر واصلة بين محافظة المهد ومحافظة الطائف والمدينة المنورة. ونظراً لكثرة مستخدمي هذا الطريق من الأهالي والذين يذهبون لأعمالهم ومدارسهم ويستخدمونه بشكل يومي ـ والحديث مازال للمطيري ـ الذي يعمل في المدينة المنورة ويعود إلى أهله في المهد متكبدا مشاق السفر، وكذلك الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات بالمدارس والجامعة والذين يتكبدون عناء المسافات الطويلة على هذا الطريق المخيف بالإضافة إلى ازدحامه بالشاحنات والحافلات، مشيرا إلى أنه كل فترة يحصد أرواحا سواء بالتصادم أن الانقلاب نتيجة الانحراف عن الطريق نظرا لوعورة الطريق وضيقه الشديد وكثرة الحفريات. أما نايف الجهني فيؤكد أن شباب محافظة مهد الذهب اضطروا في أكثر من مرة إلى صيانة الشارع بأنفسهم بينما قام بعض الأهالي بالتبرع لعمل إصلاحات للطريق لتقليل الوقوع في مثل هذه الحوادث المميتة ما يدل على غياب كامل لوزارة النقل وأمانة المدينة والتي تتحمل المسؤولية كاملة، لافتا إلى أنه من المفترض إنارة الطريق. وأوضح الجهني أن طريق المهد يفتقد للخدمات الأمنية والإسعافية، حيث يخلو من مركز دفاع مدني أو مركز للهلال الأحمر لمباشرة الحوادث بشكل سريع، رغم مطالبات الأهالي المستمرة وبرغم الحاجة الملحة لوجود مركزي دفاع مدني لمباشرة الحوادث والحرائق، كما أن وقوع الحوادث بشكل كبير على هذا الطريق يحتاج إلى وجود مركز للهلال الأحمر السعودي، فيما يطالب الجهني الجهات ذات العلاقة سواء كانت وزارة النقل أو الأمانة بتوسعة الطريق وعمل صيانة دورية له ووضع خدمات لخدمة مرتاديه كما يفتقد إلى اللوحات الإرشادية خاصة مع وجود منحنيات خطيرة في هذا الطريق. من جانبه أوضح لـ«عكاظ» رئيس المجلس البلدي زويد بليهيد المطيري أنه رغم أن محافظة مهد الذهب تصنف من محافظات الفئة (أ) وهي من أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة من حيث المساحة والكثافة السكانية، ويتبع لها أكثر من 57 قرية وهجرة إلا أنها تعاني من ضعف إمكانات البلدية المالية والإدارية حيث إن البلدية فئة (د) وإمكاناتها محدودة جدا، وهي بحاجة إلى خدمات بلدية كثيرة تفوق إمكانات البلدية المحدودة، مشيرا إلى أن المشكلات التي تواجه المجلس هي تأخر أمانة منطقة المدينة المنورة في طرح المشاريع الخاصة بمحافظة مهد الذهب.
مشاركة :