أكد أستاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود كسناوي أن الجريمة البشعة التي ارتكبها شقيقان ضد والدتهما وبعض أفراد أسرتهما جريمة ضد الإنسانية وتؤكد مدى ضعف إيمانهما وتأثرهما بأفكار ضالة. لافتا إلى أن كل من ينتمي إلى أصحاب الأفكار الضالة التي لا تعرف إلا لغة القتل والعنف وإراقة الدماء قطعا شخصية خالية من أبسط أبجديات الإنسانية التي تجمعنا. مبينا أن هؤلاء الأشخاص كرهوا الطمأنينة والأمن والأمان فلم تعد في أعماقهم غير الرغبة في الانتقام، فلا يترددون في القيام بأعمال شاذة، خصوصا ضد أفراد أسرهم وعائلاتهم. صفة السيكوباتية وأضاف البروفيسور كسناوي أن مثل هؤلاء القتلة يتمتعون بصفات السيكوباتية وهي شخصية عدوانية مضادة للمجتمع. وترى أن أفكارها وأعمالها مهما كانت مضامينها حتى لو كان سفكا هي الصحيحة، لأن شخصياتهم تربت على مفاهيم وأفكار مضللة ومعتقدات يرونها منهاج حياتهم، وللأسف الشديد كثير من صغار الشباب وقعوا ضحايا وتم استغلالهم في أعمال إرهابية وعنف بعد أن تم زجهم في منظومة تحمل معتقدات وأفكار محددة تخالف الشرع إلى أن أصبحت شخصيتهم عدوانية وقد اكتسبت العديد من الصفات والأعمال والسلوكيات التي أفقدتهم حياة الشباب الصالحة والمعتدلة. وخلص إلى القول إن هذه الفئة معنوياتها النفسية تكون مسخرة للأعمال الإرهابية وبالتالي فإن حياتها تكون محصورة في بيئة مخالفة لشرع الله بهدف تحقيق مقاصدهم وأهدافهم المغرضة، مع التأكيد أن أكثر من يقدمون على هذه الأعمال هي من فئات الشباب، خصوصا أنه تم تدريبهم وتأهيلهم بعد مرحلة «غسيل المخ» ليكونوا أعداء وإرهابيين ضد أسرهم والآخرين. عمل لا أخلاقي استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة يقول إن إقدام شقيقين توأم على قتل والدتهما عمل إجرامي يدل على ضعف إيمانهما وخروجهما عن الإسلام. مبينا أن الشقيقين أقدما على هذا العمل اللاإنساني واللاأخلاقي بإزهاق روح بريئة وهما بكامل قواهما العقلية وتحت مؤثرات خارجية حرضتهما على ذلك، لأنه ليس من المعقول أن يتقبل العقل إقدام شقيقين على ارتكاب جريمة داخل محيط الأسرة وضد أقرب الناس إليهما والدتهما التي أنجبتهما. وأضاف: «انسياق بعض الشباب وراء النداءات المضللة التي يبثها أعداء الإسلام والإرهابيون بغرض إغراء الشباب لانضمامهم في صفوفهم بعد غسيل المخ وغرس مفاهيم خاطئة عن الإسلام والانتماء للتيارات والجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة والإرهابية ينتج عنه بلا شك مثل هذه الأفعال الشنيعة، في الوقت الذي يشوه فيه هؤلاء صورة الإسلام بأفعالهم المنافية للشرع». باناعمة أكد دور الأسرة في تهيئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة بما ينسجم مع متطلبات المرحلة، وضرورة مشاركتهم في الحوار وتبني الآراء، وإحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبذلك نضمن سواعد وأجيالا تشارك في مواكبة التنمية وبناء الوطن. غايات ضد الإنسانية أما استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا فيقول: «لا نستطيع أن نقول إن هذه الفئة تعاني من اضطرابات نفسية بل هي فئة أوجدت لنفسها غايات ضد الإنسانية، فكرست أهدافها نحو الانتقام من الآخرين من خلال اتباعهم منهجا مخالفا للإنسانية والبشرية، وهؤلاء أقرب إلى السيكوباتية بعد أن صقلت شخصيتهم بأفكار مزروعة خطيرة». وشدد براشا على ضرورة التنشئة الاجتماعية التي تقوم على الاعتدال وتعزيز التوجهات الوسطية في الدين والابتعاد عن الخطاب الديني المتطرف، وإعطاء العلم الأولوية القصوى والعمل على بناء مجتمع وكل ذلك يؤمن حياة نفسية سليمة لأبنائه قائمة على العدالة والمساواة، وعدم التفرقة على أساس مذهبي أو عرقي أو طائفي، والاهتمام بجيل الأطفال والشباب لأنهم الفئة الأكثر تأثراً بالأفكار المتطرفة لقلة خبرتهم ونقص إدراكهم.
مشاركة :