قراءة في رواية «زوجة الشيخ» للكاتبة اليمنية حسناء محمد

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

(زوجة الشيخ) رواية صادرة حديثا هذا العام 1437هـ عن (دار المفردات) للنشر بالرياض للكاتبة اليمنية حسناء محمد. وتتبنى هذه الرواية - في مضمونها العام - معالجة مجموعة من القضايا والمسائل الاجتماعية التي تتعرض لها بعض الأسر في مجتمعاتنا العربية المحافظة، كالزواج وعدم الإنجاب، والطلاق، والغيرة بين النساء، والغنى والفقر، وغيرها من القضايا الأخرى التي يكثر الخلاف حولها بين أفراد الأسرة الواحدة، كالميراث وتقسيم التركات الخاصة بالمتوفين بين ذويهم بعد وفاتهم، وما شابه ذلك. ولذلك جاءت معالجة الكاتبة لمثل هذه المسائل (الروتينية) معالجة تلقائية باهتة، ولم تضف لفنيات النص السردي وجماليات بنائه شيئا يستحق وقوف نظر القارئ عنده، نظرا لاستهلاك أقلام الكتاب - من سابقين ولاحقين - لمثل هذه القضايا واستنزافها، حتى بدا لنا وكأن الحديث عنها لم يعد يأتي بجديد يهم هذا القارئ أو ذاك معرفته، ولاعتماد الكاتبة - أيضا في أسلوبها لطرح مثل هذه الاشكاليات - على (الواقعية) الجافة، بدلا من اعتمادها على معالجتها فنيا. ومن هذا المنطلق وجب علينا - كقراء - أن نضع في اعتبارنا بمجرد تصفحنا لهذا العمل أن بين أيدينا (عملا سرديا أدبيا) كتب على غلافه الخارجي (رواية) كما صنفه الناشر، ويهمنا فيه النواحي الفنية للنص الأدبي، واختلاف أدواتها وكيفية معالجة مادة النص من كاتب الى آخر، وقد لا نهتم كثيرا بموضوع النص: اجتماعي، ديني، اخلاقي، سياسي، ثقافي، تربوي...الخ. وانما الذي يهمنا - في المقام الأول - هو تعامل الكاتب نفسه مع مادة نصه وموضوعه، وأسلوبه الأدبي في كيفية صياغة هذه المادة، وايصالها للقارئ بالشكل المناسب فنيا وأدبيا، وليس على نحو تقريري واقعي. الشيء الوحيد الذي قد يجده القارئ في هذه الرواية هو تناصها واقتباساتها لبعض النصوص الأدبية والمقولات المأثورة لطائفة من مشاهير الشعراء والكتاب العرب، من أمثال: جبران خليل جبران، وايليا أبي ماضي، وأنسي الحاج، ونزار قباني، وسميح القاسم، وغازي القصيبي وغيرهم. وقد جاءت جميع هذه الاقتباسات كـ (ترنيمات) ختامية، تختتم بها الكاتبة نهاية كل مشهد من مشاهد الرواية. وهي محاولة من الكاتبة نفسها لخلق مناخ مناسب، يوائم بين ما تتحدث عنه في كل مشهد من تلك المشاهد المشار اليها آنفا وبين ما تعنيه تلك (الترنيمات) المختارة!! وهو أسلوب لا بأس به - على أي حال - بقصد الخروج بالقارئ من المباشرة والتلقائية ورتابتها المملة التي تشبع بها الجو العام لهذه الرواية وأحداثها وتفاصيلها الرتيبة.

مشاركة :