مرضى الصرع وصـوم شهر رمضان

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الصرع هو ثاني الاضطرابات العصبية انتشاراً بعد الصداع، فهو يصيب من خمسة إلى عشرة أشخاص من بين كل ألف شخص، ولكن تقدر ما نسبته 80% أو أكثر من الذين يعانون من الصرع بأنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ويمكن أن تكون النوبات الصرعية تحت السيطرة مع تناول الأدوية المناسبة بانتظام، وتحت إشراف طبي متخصص. ومع دخول الشهر الفضيل يتسابق أفراد هذه الفئة من المرضى (مرضى الصرع) كباقي المسلمين في أداء العبادات وإتمام ركن من أركان الإسلام ألا وهو صوم شهر مضان. وفيما يلي يمكننا أن نتحدث عن بعض النقاط المهمة التي يجب على مريض الصرع مراعاتها في هذا الشهر الكريم: بالنسبة لإمكانية أن يتمكن مريض الصرع من أداء فريضة الصوم، فكما ذكرنا سابقاً فإن معظم مرضى الصرع تكون حالتهم مستقرة، وقد يكونون قادرين على أداء هذه الفريضة. بينما في حالة المرضى الذين يعانون من تكرر النوبات ولا يستجيبون للعلاج، فإنه لدى هؤلاء قد تؤثر مضاعفات نوباتهم من فقدان للوعي، وحدوث حالات من الجفاف أو الاستفراغ على صحتهم وصيامهم، إضافة إلى أنه هناك بعض الأدوية المضادة للصرع تستوجب أن يتم تناولها كل ثماني ساعات أو اثنتى عشرة ساعة، مما يجعل من الصعوبة تناولها بانتظام خلال هذا الشهر، وذلك لطول نهاره على غير العادة مقارنة بالأعوام الماضية، فلذا يجب على كل مريض من مرضى الصرع أن يستشير طبيبه المعالج وأن ينظم له طريقة تناول العلاج في هذا الشهر حسب جدول يناسب حالة المريض ويراعي فيه المحاولة في تمكين المريض من صيام هذا الشهر دون أن يكون هناك تأثير على حالته الصحية. وبالنسبة لتناول وجبة الإفطار، فيجب على الصائم ومريض الصرع بالذات تناول الأطعمة الصحية والإكثار من شرب الماء أثناء فترة الإفطار، وذلك من أجل المحافظة على صحة الجسم وتغذيته بالعناصر الأساسية والسوائل التي قد يفقدها مع صيام نهار طويل، وهذا الأمر ينطبق على أي شخص يريد استغلال هذا الشهر لإنقاص الوزن، وذلك باتباع حمية غذائية وتحت إشراف طبي، فيفضل أن يستشيرطبيبه حفاظا على سلامة صحته وتجنبا لتعارض بعض الأدوية التي يتناولها مع حمية غذائية معينة، فهناك بعض أنواع الحمية لا تتوافق مع بعض الأدوية. ويعتبر شهر رمضان فرصة جيدة للمريض لتقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاهي؛ حيث إن كثرتها قد تضر بصحة المريض وتزيد من حدوث النوبات الصرعية. أما فيما يتعلق بأداء صلاة التراويح والتهجد، ونحن نعلم كم يتسابق المسلمون لكسب الأجر في هذا الشهر بأداء العبادات ومنها صلاة التراويح والتهجد، ولا يوجد أي مانع لمريض الصرع من أداء هذه الصلوات، إلا إذا كانت حالته الصحية لا تسمح له بأداء ذلك من حيث كثرة عدد تكرار النوبات وقوة النوبات أو وجود أعذار طبية أخرى، وهنا أود أن أذكر السادة القراء بأنه يجب على مريض الصرع الذي يتعرض للنوبات من حين إلى آخر، ألا يقود السيارة حتى ولو كانت لمسافة قصيرة، وذلك تفاديا لوقوع الحوادث التي قد تحدث نتيجة النوبات أثناء القيادة ويذهب ضحيتها مريض الصرع وأناس أبرياء آخرون صادف وجودهم في طريق مريض الصرع لحظة حدوث النوبة لا سمح الله، فعلى مريض الصرع أن يكون لديه الوعي والمعرفة وأن لا يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وهنا يأتي دور الطبيب والأسرة في رفع درجة الوعي لدى مريض الصرع. وفي شهر رمضان المبارك تتغير عادات معيشية كثيرة لعل من أهمها عادات النوم وتوقيت النوم، فإن قلة ساعات النوم والسهر، تعتبران من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة النوبات الصرعية، لذا فإنه يجب على المريض ألا تقل ساعات نومه عن سبع ساعات يومياً، بحيث يقوم بتنظيم وقت نومه بناءً على أوقات عمله وأوقات العبادات من صلاة التراويح والتهجد، وفي حالة الإرهاق أثناء اليوم فيفضل أن يأخذ قسطا من الراحة، كالقيلولة مثلاً. ومما يلاحظه الكثيرون هو زيادة عدد الأشخاص الذين يقومون بممارسة الرياضة خلال هذا الشهر وخاصة من بعد صلاة التراويح، وكلنا يدرك أهمية الرياضة وما لها من فوائد كثيرة، وخاصة لدى مرضى الصرع من تقوية البدن والمحاظة على الصحة والتقليل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، التي قد تحدث نتيجة استخدام بعض الأدوية المضادة للصرع، والرياضة لها دور غير مباشر في التقليل من النوبات الصرعية، وذلك عن طريق تقليل الضغوطات النفسية التي يعاني منها بعض المرضى والتي قد تزيد من النوبات، وعلى المريض أن يختار الرياضة المناسبة لعمره ووضعه الصحي وأن يمارس الرياضة التي يختارها وتناسبه باعتدال وبعد استشارة الطبيب. أخيراً نعود ونؤكد أن مرض الصرع حين يكون تحت السيطرة وبإشراف طبي فإنه وبإذن الله لن يكون عائقاً يحول بين المريض وبين صوم شهر رمضان، ولكن بوجود وعي كامل لدى المريض بكل ما يتعلق بحالته المرضية وبوجود متابعة الأسرة واهتمامها، وتقبل الله صيامكم وقيامكم. مركز معلومات ومساندة الصرع د. طارق محمد أبا الخيل

مشاركة :