يعتبر مرض الصرع من الأمراض المزمنة، التي من الممكن أن تسبب تحديا مؤثراً، فالتحكم في الصرع خلال شهر رمضان يعتبر هو الآخر تحدياً، فتغير عادات النوم ومواعيده وعادات الأكل ونمط الحياة المختلف في رمضان جميعها عوامل ذات أهمية في هذا التأثير، لكن بإمكان مريض الصرع أن يصوم شهر رمضان دون أن يكون مرض الصرع عائقاً يحول بينه وبين أداء عبادتي الصيام والقيام على أكمل وجه، ودون أن يكون لذلك أثر سلبي على مدى التحكم بنوبات الصرع، ومن النصائح المهمة التي تساعد مريض الصرع في صيام شهر رمضان بأمان: على المريض أن يحرص على متابعاته الدورية مع الطبيب المختص قبل أو خلال شهر رمضان، وأن يتعامل مع شهر رمضان كباقي الأشهر. يجب على المريض مناقشة الطبيب المختص عن أفضل نظام دوائي، فهناك من المرضى من يتناول دواء أو أكثر مقسمة على جرعتين أو أكثر على حسب حالة المريض، عمره، وشدة نوبات التشنج لديه. على المريض عدم حذف أي جرعة من جرعات الأدوية دون مناقشة طبيب الأعصاب، الذي قد يضطر لتقسيم الثلاث جرعات على جرعتين على سبيل المثال لا الحصر على حسب تقييمه لحالة المريض. على المريض أيضاً تجنب جمع جرعات الأدوية في جرعة واحدة، مما قد يسبب تسمماً، بسبب الارتفاع المفاجئ لمستويات الدواء في الدم، الذي قد يكون له أثراً سلبياً على صحة المريض وقد يكون له عواقب وخيمة. الحرص على تناول جرعات الأدوية بعد أذان المغرب مباشرة وقبل أذان الفجر لتجنب تدني مستويات الأدوية خلال فترات الصيام الطويلة، مما قد يعرضه لزيادة في عدد نوبات التشنج أو قد يعرضه لتشنج مستمر لا سمح الله. في حال تعرض المريض لنوبات صرعية طويلة أو متكررة خلال شهر رمضان فعليه زيارة قسم الطوارئ، أو ترتيب زيارة قريبة مع طبيبه المعالج لمناقشة الأسباب والحلول المقترحة. قد ينصح الطبيب المختص بعدم الصيام في حال رأى أنه قد يؤثر سلباً على حالة المريض، بسبب اختلاف توزيع الجرعات خلال اليوم وفقاً للقاعدة الشرعية أنه لا ضرر ولا ضرار. من النصائح المهمة التي يجب أن لا نغفل عنها أنه على مريض الصرع أن يحرص على أخذ القسط الكافي من الراحة والنوم حيث إن السهر والإرهاق الجسدي قد يسبب زيادة في عدد التشنجات، وأيضاً ننصح بالموازنة قدر الإمكان بين الجو العام لرمضان واختلاف أوقات النوم عادة وضرورة الراحة والنوم الكافي. وفي الختام نود التنبيه على أن شهر رمضان بالنسبة لهذه الفئة من المرضى هو مثل باقي أشهر السنة، كل ما يحدث هو أن تغير مواعيد النوم والأكل ونمط الحياة قد تؤثر سلباً في حال لم يستعد لها المريض أو لم يلتزم بتعليمات طبيبه المختص. ونسأل الله العظيم أن يمن بالصحة والعافية على جميع المرضى وكل رمضان وأنتم بألف خير.قسم العلوم العصبية
مشاركة :