أكد محللان سياسيان أمريكيان لـ«عكاظ» أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة نجحت في تحقيق أهدافها من جهة التأكيد على إستراتيجية العلاقات بين البلدين وأهمية الشراكة التي تعمل الرياض وواشنطن على تعزيزها سياسيا واقتصاديا. ورأى مدير مركز السلام في جامعة أوكلاهوما المحلل السياسي الأمريكي جوشوا لاندس أن الزيارة أثبتت قوة وصلابة العلاقات السعودية الأمريكية، وأن هذه العلاقات لا تتأثر كثيرا بالشائعات ولكنها تعتمد على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. وأضاف أن نتائج زيارة ولي ولي العهد لواشنطن على رغم قرب انتهاء ولاية باراك أوباما تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن علاقات الدولتين ليست رهينة بإدارة ديموقراطية أو جمهورية ولكنها رهينة للرؤية العميقة والمصالح المتبادلة. واعتبر جوشوا أن من أهداف الزيارة السعودية للولايات المتحدة في هذا التوقيت الترويج لـ«رؤية السعودية 2030» أمام مجتمع الأعمال الأمريكي، معربا عن اعتقاده أن رجال الأعمال الأمريكيين يسعون في ضوء هذه الرؤية الجاذبة والمثيرة للاهتمام إلى أن تكون لهم مشاركات فاعلة في المشروعات الاقتصادية والاستثمارية . من جهته، وصف الخبير في معهد دراسات الشرق الأدنى في واشنطن أندرو تابلر زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة بالناجحة بكل المقاييس، مؤكدا أنها حققت الأهداف التي وضعت من أجلها على رغم أن المناخ السياسي الأمريكي تسيطر عليه أجواء الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن من بين تلك الأهداف فتح آفاق جديدة من منظور مختلف يركز على تفعيل الاستثمارات والاستفادة من التقنية الحديثة التي تواكب رؤية المملكة 2030 المستقبلية، والتي من شأنها النهوض بالتنمية وعلى رأسها الإنسان السعودي. ورأى أندرو أنه من جانب آخر فإن الزيارة أكدت مجددا على عمق العلاقات السعودية الأمريكية على رغم الاختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا الدولية والإقليمية، إلا أن هذه الاختلافات لم تؤثر سلبا على هذه العلاقة الممتدة عشرات السنوات. وتوقع الخبير السياسي أن المرحلة القادمة سوف تشهد مشاركة كبيرة للولايات المتحدة في المرحلة المستقبلية للمملكة، تلك المرحلة التي تعتمد على تنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد بدرجة رئيسية على النفط كمصدر للدخل القومي. واعتبر هذه المشاركة دليلا على ثقة الأمير محمد بن سلمان في قدرة الولايات المتحدة على العمل كشريك فعال في عصر التنمية الذي تستهدفه الرؤية السعودية الجديدة التي يقودها الأمير الشاب والتي تعتمد على ضخ دماء صاعدة وواعدة من الشباب السعودي ومن الطلاب المبتعثين في الخارج ذوي التخصصات المتميزة التي سوف تكون نواة العجلة التنموية المستقبلية. ونوه أندرو بلقاءات ولي ولي العهد مع المسؤولين في كبريات الشركات الأمريكية، مؤكدا أن هذا الحرص على التعاطي مع القطاع التقني الأمريكي يعكس الطموح اللامحدود والتصميم الكبير، فضلا عن الرؤية الثاقبة للعمل على نقل المملكة إلى مصاف الدول الكبرى.
مشاركة :