تعتير الجالية المسلمة في بريطانيا هي الأكثر صومًا على مستوى العالم بـ19 ساعة يوميًا، في فصل الصيف حاليًا، فيما يتبقى أمام المسلمين خمس ساعات فقط للإفطار والسحور وأداء صلاتي العشاء والتراويح، ورغم نشر المسجد المركزي في لندن إمساكية شهر رمضان المبارك، إلا أن مسلمى بريطانيا عادة ما يلتزمون بالموعد الذي تعلنه المملكة فيما يتعلق بهلال شهر الصيام والعيد وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، ويقدرعدد الجالية الإسلامية في بريطانيا بأكثر من 2.5 مليون ينتشرون في مختلف المناطق، حيث يمثلون 5% من مجمل عدد السكان البالغ 58 مليون نسمة. ادخار الإجازة للتفرغ للعبادة في رمضان يدخر المسلمون في بريطانيا إجازاتهم حتى لا يضطروا للعمل في شهر رمضان بأكمله، كما يتزامن الشهر الكريم هذا العام أيضًا مع الامتحانات، وهو ما دفع مديري المدارس للمطالبة بإعفاء التلاميذ من الصيام، وتتخطى تبرعات المسلمين في المملكة المتحدة 100 مليون جنيه إسترليني التي دفعوها في العام الماضي، وفي حين تمثل الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة للمسلمين، فإن الصدقة عمل تطوعي إضافي. تختلف عادات استقبال الجاليات الإسلامية في بريطانيا للشهر الكريم باختلاف أصولهم، فكل جالية تتبع بلادها في طريقة استقبالها للشهر الكريم، ووجبات الإفطار والسحور، إلا أن رمضان في بريطانيا يتسم في العموم بروح التعاون والتكافل، ويتم جمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها، إضافة إلى إقامة عدد من المناشط الدعوية من الدروس والمحاضرات. فوانيس رمضان على المحال العربية ويعمد أصحاب المحال العربية لتزيينها بالفوانيس الرمضانية واللوحات الإسلامية، لتضفي أجواء رمضانية خاصة تعكس هويتهم وموروثهم الاجتماعي في الغرب، وتحرص تلك المحال على توفير المواد الغذائية اللازمة خلال شهر رمضان من أطعمة ومشروبات تستورد خصيصًا من بلدان عربية وإسلامية. كما يستقبل الطلاب المسلمون في الجامعات والمعاهد العليا، رمضان باللوحات الإعلانات، وبطاقات التهنئة، والإصدارات المختلفة من نشرات ومجلات، وتحفل المساجد وغرف الصلاة بالأنشطة المختلفة من محاورات ولقاءات، ويمتدّ النشاط ليشمل بيوت ضيافة الطلاب والطالبات العام منها والخاص. إطلاق راديو رمضان لكل مدينة في كل مدينة كبيرة في بريطانيا يوجه بعض الشباب بثًا إذاعيًا خصيصًا في شهر رمضان تحت اسم «راديو رمضان»، يشتمل على برامج موجهة للمسلمين وغيرهم باللغات الإنجليزية والعربية والأردية والبنجابي. ويعاني المسلمون في بريطانيا من نظام العمل في فصل الشتاء، حيث يحرم الكثير من الإفطار العائلي، ولكنهم يتغلبون على هذا الأمر بالتقاء الأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع في البيوت والمساجد توثيقًا لأواصر المحبة في هذا الشهر الكريم. وتقدم بعض المطاعم العربية وجبات خاصة للإفطار يوميا تتألف من الأكلات الشعبية في البلاد العربية، وليس غريبًا أن تجد في بعض المطاعم وجبات إفطار مجانية للمحتاجين طيلة شهر رمضان المبارك. المزيد من الصور :