20_anas@يكثر الحديث كل عام عن أقصر وأطول الدول التي يقضي فيها المسلمون ساعات الصيام، تزامنا مع شهر رمضان، وتظل البلدان العربية من أكثر الدول اعتدالا في عدد ساعات الصيام، بسبب موقعها الجغرافي وسط الكرة الأرضية، خلاف سكان شمال الكرة الأرضية أو جنوبها، رغم اختلاف الساعات في كل عام. وتعد فترة طول ساعات الصيام خلال الشهر الفضيل حديثا للمسلمين في مختلف دول العالم، خصوصا أولئك الذين يسكنون دولا تشهد أجواء مناخية ساخنة، نظرا لحلوله في السنوات الأخيرة خلال فصل الصيف، الذي يمتاز بطول ساعات النهار. فكلما تقدمنا باتجاه شمال الكرة الأرضية ارتفع عدد ساعات الصوم، في المقابل، مقارنة مع الجنوب الذي يتراجع فيه عدد الساعات، فيما يقدر متوسط ساعات الصيام في وسط الكرة الأرضية بـ15 ساعة، ويصل أقصاها إلى 21 ساعة في جزيرة جرينلاند، وأدناها إلى 10 ساعات في جنوب أمريكا الجنوبية. وفي السويد، والنرويج، وفنلندا، يصوم المسلمون نحو 20 ساعة ونصف، بينما لا تغيب الشمس إلا دقائق قليلة في بعض مدن هذه الدول مثل كيرونا السويدية، إذ اختلفت الاجتهادات حول وجوب صوم المسلمين طيلة هذه الساعات، بينما يلتزم القسم الأكبر منهم بالساعات الطويلة، ويختار آخرون الإفطار بحسب توقيت مكة المكرمة. وفي الغرب، يصل عدد الساعات إلى 20 ساعة في روسيا، ومن يتابع ساعات الصيام بشكل دوري يعلم أن شمال روسيا قد مر عليه عدد ساعات صيام وصلت لـ24 ساعة في اليوم الواحد عام 2012، أما في النرويج، سيصوم المسلمون فيها 19 ساعة، وتصل ساعات النهار في بريطانيا إلى 18 ساعة، وفي كندا تصل إلى 17 ساعة. أما مسلمو أنغولا فسيصومون 12 ساعة في اليوم، وفي أستراليا تصل إلى 11 ساعة، فيما تصل في الأرجنتين، جنوب الكرة الأرضية، إلى نحو 10 ساعات يوميا، وهي واحدة من أقصر ساعات الصيام حول العالم. فيما أفتت الهيئة الدائمة للبحوث والإفتاء، بأن المسلمين في البلاد التي تزيد مدة طلوع الشمس فيها على نحو 20 ساعة، يجب عليهم الصيام منذ طلوع الفجر إلى غروب الشمس هناك، إلا إذا أدى الصوم إلى الضرر بالصائم، وخاف من طول المدة، أن يصيبه بالهلاك أو المرض الشديد، فحينئذ يرخص له الإفطار، ولا يعتبر في ذلك مجرد الوهم والخيال، وإنما المعتبر غلبة الظن بواسطة الأمارات أو التجربة أو إخبار الطبيب الحاذق بأن الصوم يفضي إلى المرض.