الأسطورة والأدب والعالم الإفريقي

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مقدمة كتابه الأسطورة والأدب والعالم الإفريقي، الصادرة ترجمته العربية عن المركز القومي للترجمة في القاهرة، يحكي وول سوينكا أنه عندما عجز عن استرداد منصبه في إحدى الجامعات النيجيرية، عام 1973، تم تعيينه لمدة سنة باعتباره زميلاً في كلية تشرشل، في كمبريدج، وكانت بعض الجامعات لا تعترف بما يسمى الأدب الإفريقي يقول: كان قسم اللغة الإنجليزية، أو ربما أحد الشخصيات الرئيسية، لا يؤمن بوجود مثل هذا الوحش الأسطوري المسمى بالأدب الإفريقي، أحد تلاميذي كان مشروعه يتمحور حول الأسطورة في الأدب الأسود، ومن الواضح أنه مر بتجربة مماثلة، قبل حصوله على الموافقة بقبول الموضوع، ولولا وجودي لحسن الحظ لاتخذوا من عدم وجود مشرف حجة رئيسية لرفض البرنامج الذي اقترحه. بحس ساخر يواصل حائز أول نوبل لإفريقيا في الأدب: كنت على النقيض متعاطفاً مع محنة الأساتذة التقليديين بقسم اللغة الإنجليزية، فهم على الأقل لم يصلوا إلى حد إنكار العالم الإفريقي، وأنكروا أدبه فقط، وربما حضارته، فبدأ كثير من الجامعات الإفريقية يعيد النظر في الوضع المريح الحالي لأقسام الأدب الإفريقي، باعتباره ملحقاً لقسم اللغة الإنجليزية. يرى سوينكا أنه كثيراً ما يصعب على المرء أن ينقل إلى الأجانب، وإلى من يعانون الاغتراب داخل مجتمعهم نفسه، الحقيقة الكاملة لتصور المرء لذاته. يوضح سوينكا أن هذا معناه أنك إذا أردت أن تنقل إلى القارئ الصورة الحقيقية للتصور الذاتي لأحد الأجناس أو إحدى الثقافات فلا بد لك أحياناً من أن تتحرر من قيم الآخرين المحيطين بك. لا يوجد في هذه المقالات - كما يرى سوينكا - شيء يوحي بتفرد تفصيلي للأسطورة داخل الأدب الإفريقي، فالإنسان عموما يعيش في عالم يشمل الأسطورة والتاريخ والعرف، في مثل هذا السياق الكلي فإن العالم الإفريقي مثل أي عالم آخر، هو عالم فريد، فهو يمتلك بالاشتراك مع الثقافات الأخرى فضائل التكامل، إن تجاهل هذا الطريق البسيط نحو إنسانية مشتركة واتباع الطريق الآخر الذي يضرب على خصوصية للأسطورة في إفريقيا، مهما كانت الدوافع، هو محاولة لإدامة خضوع القارة السوداء للخارج. يوضح أنه ليس هناك طريق للاختيار النهائي بين العقلية الاستعمارية لأجافي كروثر أول مطران أسود لغرب إفريقيا الذي انبطح متذللاً أمام سادته المبعوثين في توسل من أجل الصبر والفهم لإخوته المتخلفين المتوحشين، وبين أصحاب الأيديولوجيات السوداء الذين أحرجوهم بتصريحات عن الفهم الذاتي من جانب إفريقيين جدد متخلفين أيديولوجياً.

مشاركة :