العصر الرقمي يغير مفاهيم متابعة المواد الإعلامية

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تقرير جديد أن حقبة العصر الرقمي أفضت إلى نشوء عدد من التوجهات التي ساهمت في وجود تحول شديد التباين في عادات استهلاك ومتابعة المواد الإعلامية لدى الأجيال المختلفة في المملكة، حيث تشير الدراسة إلى أن سهولة توافر المعلومات ووسائل الاتصال الشبكي لدى الجميع بصرف النظر عن الزمان والمكان، أدت إلى تعرّض المشهد الإعلامي التقليدي في المملكة إلى نوع من التراجع خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بحسب الدراسة التي نشرتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب. وتشير التوقعات إلى أن تؤدي نتائج الدراسة - التي تركز على توجهات متابعة الوسائل الإعلامية في المملكة، وشملت 1,555 مشارك سعودي تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 65 عاماً- إلى تحفيز إجراء تغييرات جذرية في المشهد الإعلامي السعودي، حيث ستسهم هذه الدراسة في إعادة رسم ملامح هذا القطاع الهام . وقال بابلو مارتينيز، الشريك الإعلامي في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: كشفت الدراسة أن السعوديين الذين ينتمون إلى جيل ما بعد الألفية (مواليد 1995 فما فوق) بدأوا بالتخلي عن متابعة المنصات الإعلامية التقليدية، مفضلين المنصات الرقمية، وهو ما يثبت احتمال مقدرة المنصات الإعلامية الجديدة على تثبيت حضورها ليس كمنصات مكمّلة للتقليدية فحسب، وإنما كمنصات بديلة عنها. وفي المقابل، يتبنى جيل الألفية (مواليد 1981 -1994)، نمطاً متكاملاً في متابعة الوسائل الإعلامية، حيث يستخدم أبناء هذا الجيل المنصات الإعلامية الرقمية والتقليدية بشكل متساوٍ. وأضاف مارتينيز: وأخيراً، فإنه من غير المفاجئ أن جيل ما قبل الألفية (مواليد 1961 -1981م) في المملكة يعتبر جيلاً نشطاً على شبكة الإنترنت، ولكنه يعتمد بشكل أكبر على المنصات الإعلامية التقليدية مثل الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية. في الوقت الذي يزداد فيه عدد السعوديين من جيل الشباب الذين لا يقرأون الصحف الورقية، تحتفظ منصات إعلامية تقليدية مثل التلفزيون بشعبيتها بالنسبة لجيل ما بعد الألفية وباقي الجمهور السعودي من كافة الفئات العمرية. ولعل الدليل على ذلك هو ما تضمنته الدراسة من أن 95% من أبناء جيل ما قبل الألفية و89% من جيل ما بعد الألفية في المملكة يشاهدون التلفزيون. وبالنسبة إلى معدل الوقت الذي يمضيه الأشخاص أمام شاشة التلفزيون، أوضحت النتائج أن أكثر من ثلث من شملتهم الدراسة (38%) يمضون أكثر من ساعتين يومياً في مشاهدة التلفزيون. وتشير هذه النتائج إلى أن السعوديين من مختلف الأعمار يعتبرون التلفزيون واحداً من وسائل الترفيه الأساسية، وذلك على الرغم من الأرقام القوية التي حققتها وسائل الإعلام الرقمية. وتقل أهمية التلفزيون بالنسبة إلى أبناء جيل ما بعد الألفية مقارنة بالمنصات الإلكترونية، وذلك فيما يتعلق باستهلاك محتوى الفيديو الطويل: حيث أن 42% من أبناء جيل ما بعد الألفية و30% من أبناء جيل الألفية ممن شملتهم الدراسة يمضون أكثر من ساعتين يومياً في مشاهدة الفيديوهات الطويلة عبر المنصات الإلكترونية. وقال 15% فقط من أبناء جيل ما قبل الألفية ممن شملتهم الدراسة، أنهم يمضون أكثر من ساعتين في القيام بالأمر نفسه. وفي حين أن 18% من أبناء جيل ما بعد الألفية يفضّلون متابعة محتوى الفيديو على التلفزيون، تعتمد النسبة المتبقية والتي تبلغ 82% على المنصات الرقمية (مع تفضيل 35% منهم استهلاك محتوى الفيديو باستخدام الأجهزة الذكية). وهذا يبرز بشكل واضح التباين الكبير في السلوكيات بين أبناء الأجيال المختلفة، وقد يشير أيضاً إلى أن التنامي السريع لمحتوى الفيديو على الإنترنت قد يؤدي بالنهاية إلى أن يكون المحتوى التلفزيوني زائداً عن الحاجة . وعندما يتعلق الأمر بمحتوى الفيديو القصير- أي الذي لا تتجاوز مدته 20 دقيقة- فإن الفوارق في سلوكيات متابعة الوسائل الإعلامية تبدو مشابهة لتلك المتعلقة بمحتوى الفيديو الطويل. وبشكل عام، لا يوجد شك في وجود اختلاف بين الأجيال عندما يتعلق الموضوع بمعدلات الاستماع للإذاعة ومشاهدة التلفزيون. حيث يمضي 34% من السعوديين أكثر من 30 دقيقة يومياً في الاستماع إلى الإذاعة، وهو ما يمكن اعتباره ’ترفيهاً داخل السيارة‘. ومع ذلك، فلا يستمع أكثر من نصف أبناء جيل ما بعد الألفية إلى الإذاعة على الإطلاق، مقارنة مع ربع أبناء جيل ما قبل الألفية، ويعود هذه الأمر على الأرجح إلى أن الجيل X يستمع إلى الموسيقى عبر الإنترنت أو باستخدام أجهزة الهواتف المتنقلة. وبالتعمق في صميم البنية الديموغرافية لقراء الصحف الورقية في المملكة، تشير الدراسة إلى أن معدلات قراءة المطبوعات أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالأجيال المتقدمة في العمر. حيث بلغ معدل الذين لا يقرؤون الصحف الورقية من جيل ما بعد الألفية 61% مقارنة بـ 25% من أبناء جيل ما قبل الألفية و40% من أبناء جيل الألفية. وفي الواقع، فإن أبناء جيل ما بعد الألفية يحصلون على الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وفي دلالة على صحة ذلك، يمضي أبناء جيل ما قبل الألفية وأبناء جيل الألفية قدراً أكبر من الوقت على المنصات الرقمية-في قراءة الأخبار-مقارنة مع جيل ما بعد الألفية. حيث صرح 66% من أبناء جيل ما قبل الألفية و59% من أبناء جيل الألفية الذين شملتهم الدراسة، أنهم يمضون أكثر من 30 دقيقة يومياً في قراءة الأخبار عبر الإنترنت، في حين أشارت الدراسة إلى أن 40% فقط من أبناء جيل ما بعد الألفية يقومون بالأمر ذاته. وتبدو هذه الحقائق مفهومة، على اعتبار أن أبناء جيل ما بعد الألفية هم من أصحاب الخبرة الرقمية الكبيرة- فهم مولعون بالتقنية الحديثة، ونشؤوا ضمن بيئة ترفض مفهوم عدم القدرة على التواصل الشبكي مع الآخرين في جميع الأوقات (عبر وسائل التواصل الاجتماعي). وعلى النقيض من ذلك، لا تزال غالبية أبناء جيل ما قبل الألفية في المملكة تعتمد على الصحف المطبوعة-على الرغم من انجذاب بعضهم نحو المنشورات الرقمية. وبناء على استبيان مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، فإنه لا يمكن إنكار حقيقة أن الفضاء الرقمي يعتبر أكثر عالميةً ووضوحاً بالنسبة لكافة الأجيال في المملكة. ويشير هذا التحليل إلى أن الفضاء الرقمي هو المنصة المفضلة لمتابعة الوسائل الإعلامية الأكثر انتشاراً لدى الشريحة التي أجريت عليها الدراسة. و المثير للاهتمام أن 93% ممن أجريت عليهم الدراسة من مختلف الأجيال يمضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً على الإنترنت. أما الواقع فهو أن العالم الرقمي قدّم للشباب السعودي فرصة كبيرة للتواصل والتفاعل مع الآخرين بشكل افتراضي. وتماشياً مع ذلك، يمضي السعوديون من كافة الشرائح العمرية أكثر أوقاتهم على الشبكة في زيارة مواقع التواصل الاجتماعي أو قنوات المراسلة والمحادثة. ولكن، يزداد اهتمام مستهلكي المواد الإعلامية من السعوديين- وخاصة الشباب- بالاستفادة من الوقت الذي يمضونه على الإنترنت بزيارة وسائل إعلامية يتم متابعتها عادة من خلال المنصات التقليدية.

مشاركة :