السلف بخيره وشره

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أحد الأصدقاء يقول: طلب مني أحد الزملاء سلفة لغرض الزواج، ولم أتردد في تلبية طلبه، وبالفعل تزوج الزميل وبعد فترة وجيزة رد السلفة. ولم تمض سوى أيام معدودة حتى طلب مني زميل آخر سلفة لأجل علاج والدته بالخارج حيث حالتها تتطلب ذلك، وسارعت بإعطائه المبلغ المطلوب، وبفضل من الله شفيت والدة الزميل واسترجعت المبلغ مشفوعا بكثير من الدعاء من الزميل ووالدته. من هنا بدأت قصتي مع السلف بخيره وشره، فثمة من سلفته على أن يرد المبلغ خلال أسبوع، وتوالت أسابيع وشهور من المماطلة، فتارة يتوسل متمسكنا وتارة يقول: ليس عندي أمهلني وتارة يقول: «تراك أزعجتني»، «الله لا يردك»!. وآخر سلفته لضيق ذات اليد وتزامن ذلك مع إطلالة مناسبة العيد وقتذاك، ومع الأسف بدلا من أن يسد حاجته وحاجة أبنائه بهذا المال سافر مع شلة من أصدقائه، واكتشفت لاحقا أنه ذو سلوك منحرف رغم عوزه. فبمجرد أن يحصل على حفنة من المال يضيعه على ملذاته ويترك أسرته بأمس الحاجة والفاقة. وطبعا مثل هذا الشخص لا تتوقع منه أن يرد السلفة، ندمت بل حزنت كثيرا ليس على ضياع المبلغ بل على أبنائه فقدرهم أن يكون هذا والدهم. أما عن الصداقات والعلاقات الإنسانية فقد تأثرت كثيرا من وراء السلف، فكم من صديق وقريب ساءت علاقتي به لمجرد أنه استلف مني على خلفية التلكؤ أو عدم السداد، وكم من صديق ودود انقطعت علاقتي به بعد أن سلفته، ومن جملتهم بعض الأقارب، لكن بالمقابل هناك من كنت أتمنى البعد عنهم وكانوا مثل الهم على القلب، ومجرد أنهم تسلفوا مني لم أعد أراهم.

مشاركة :