مؤشرات الأسهم العالمية تهوي بفعل صدمة الانفصال البريطاني

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعرضت أسواق الأسهم العالمية وأسعار السلع الاستراتيجية والأسواق الناشئة لضغوط استثنائية نهاية الأسبوع بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نتيجة موجة هروب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة. وجاءت كل تلك التطورات لتحدث صدمة في أوساط المتداولين عقب أسبوع كامل من الترقب شهد تحضير الكثير منهم محافظهم الاستثمارية للنتيجة المعاكسة، وهي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد. وقد هبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثين عاماً، كما تراجع العائد على السندات السيادية البريطانية إلى مستوى قياسي، وفقد مؤشر فاينانشال تايمز 100 أكثر من 3.7% من قيمته في يوم واحد. سجل مؤشر مورغان ستينلي للأسواق الناشئة أكبر تراجع له فاقداً 3.5% أو ما يزيد من إجمالي مكاسبه على مدار الأسبوع. كما تراجعت قيم عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار حيث بلغت خسائر البيزو المكسيكي 3.7%، وخسائر الراند الجنوب الإفريقي 4.4%. وكانت الأسهم الآسيوية انطلقت الاثنين على ارتفاع عززته مكاسب الجنيه الإسترليني وسط ترقب ليوم الاستفتاء وتراجع مؤيدي الانفصال في استطلاعات الرأي. وساعدت مكاسب الين في منح مؤشر نيكي زخماً جديداً لينهي على ارتفاع بنسبة 2.3%. وانتعش أداء الأسهم الأوروبية لنفس الأسباب المتعلقة بالاستفتاء وتحسن أسعار النفط، وهو نفس العامل الذي منح الأسهم الأمريكية القدرة على الصمود وتحقيق المكاسب التي عكسها مؤشر إس آند بي 500 الذي بلغ مستويات غير مسبوقة عند 2134.72 نقطة. واختلط أداء الأسهم الآسيوية الثلاثاء مستفيدة من زخم الاثنين ومتقلبة تحت تأثير المزاج العام الذي ساد الأسواق العالمية بانتظار يوم الاستفتاء، وأنهت الأسهم الصينية على تراجع سجله مؤشر شنغهاي عند1.01%. وتجاوزت الأسهم الأوروبية مخاوف الانفصال وأنهت على مكاسب بنسبة 0.5% في يوروستوكس 600، في غياب تقارير اقتصادية قوية. وطغى تأثير ما يجري في بريطانيا على الأسواق الأمريكية التي أنهت على مكاسب محدودة رغم تراجع أسعار النفط. وانطلقت تداولات الأربعاء في آسيا على تراجع بعد أن فقدت الأسهم اليابانية زخمها مخلفة آثاراً سلبية على الأسهم الآسيوية، لتنهي على تراجع كان القدر الأكبر منه في مؤشر نيكي الذي فقد 0.7%. وفي أوروبا شهدت تداولات الجولة الصباحية بعض التحسن قبل أن تطغى المسحة التشاؤمية حول مستقبل بريطانيا عشية الاستفتاء وتنهي على تراجع، وهو ما حصل للأسهم الأمريكية وسط تساوي حصص معسكر الخروج ومعسكر البقاء في استطلاعات الرأي. واستمرت حالة الترقب والقلق في آسيا الخميس، حيث كان أداء المؤشرات متقلباً عكسته خسارة مؤشر نيكي بنسبة 1.07%، بينما فقد مؤشر شنغهاي 0.46%. ولم تفلح الأسهم الأوروبية في الإفلات من تأثير حالة الترقب والحذر في يوم الاستفتاء وأنهت على تراجع محدود. إلا أن الكارثة التي دفعت كافة المؤشرات نحو الهاوية على أساس أسبوعي جاءت يوم الجمعة، بعد ظهور نتائج الاستفتاء الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأحدث زلزالاً في أسواق الأسهم العالمية ليصل الين الياباني لأول مرة إلى ما دون المئة مقابل الدولار وتحلق أسعار الذهب إلى ما فوق 1321 دولاراً للأونصة وتراوح خسائر المؤشرات الآسيوية بين 1.5% و2.5%. أما في أوروبا فكانت الخسائر أكبر نتيجة حالة انعدام الثقة، وفقدان التوازن التي أعقبت إعلان نتائج الاستفتاء، خاصة في الدول الضعيفة. وبدت الآثار جلية على قطاع البنوك الأوروبية الذي يعاني أساساً من متاعب تثير مخاوق المستثمرين. وقد تراجع مؤشر يوروستوكس 7% في يوم واحد. وقادت التراجع بورصات الدول الأوروبية الضعيفة. ولم يتمكن وول ستريت من تجاوز ما يجري لتغرق مؤشراته في التراجع متكبدة نحو 3%. وانتهى الأسبوع على خسائر لكافة المؤشرات العالمية، عدا فاينانشال تايمز 100 الذي استفاد من البيئة الإيجابية التي فرضها التفاؤل حول نتيجة الاستفتاء قبل ظهورها، وأنهى الأسبوع على مكاسب بنسبة 1.95% رغم أنه فقد يوم الجمعة أكثر من 3%. وكانت خسائر مؤشر نيكي لافتة متجاوزة 4.15% لينهي الأسبوع عند 14952 نقطة. أما بقية المؤشرات الرئيسية فكانت خسائرها بين 1% و1.5%. تحول سريع في توجه المستثمرين وسط مكاسب للذهب أحدثت نتيجة الاستفتاء تحولاً سريعاً في توجه المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة، وارتفع الطلب على السندات السيادية وسط رهانات على تأجيل رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى أجل غير مسمى. وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية فئة السنوات العشر 14 نقطة في يوم واحد ليصل إلى 1.46%، بينما تراجع العائد على نظيرتها الألمانية إلى مستوى قياسي عند 0.17%. وكان نصيب الذهب من المكاسب وفيراً في ظل الطلب على الملاذات الآمنة، حيث سجل سعر الأونصة أعلى مستوى له منذ مارس 2014 عندما بلغ يوم الجمعة 1314 دولاراً، أي بمكاسب بنسبة 4.7%، متراجعاً من تحليق سابق في نفس اليوم أوصله إلى 1358 دولاراً. وسادت حالة من الخوف حول مستقبل الطلب على الطاقة في ظل المستجدات الأوروبية، ما دفع أسعار النفط هبوطاً وأفقد برميل برنت 4.8% مستقراً عن 48.49 دولار بعد أن تجاوز 51 دولاراً بداية الأسبوع. وسجل الدولار مكاسب لافتة مقابل عدد من العملات الرئيسية خاصة الجنيه الإسترليني، بينما سجل الين الياباني مكاسب قوية باعتباره أحد الملاذات الآمنة التي لجأ إليها المستثمرون، ليرتفع إلى أقل من مئة ين للدولار لأول مرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. أما اليورو فقد تراجع إلى حدود 113.75 ين فاقداً 5.9% من قيمته.

مشاركة :