علي كاظم: الرواية العراقية استوعبت أحداث الواقع

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الناقد الأكاديمي العراقي علي كاظم داوود الحاصل على جوائز عدة في مجال النقد أن الرواية العراقية شهدت بعد عام 2003 محاولات متعددة لكتابة رواية جديدة، نجحت بعض هذه المحاولات وفشلت أخرى. وقال كاظم، إن الرواية برزت بوصفها الفن الكتابي الأقدر على استيعاب وتمثيل التحولات الكبرى، فعملت أيضاً على استيعاب التحول العراقي بعد 2003، وعملت على قراءته واستعادته وتمثيله، ومن ثمّ قراءة وتحليل الأحداث السابقة أو التالية له، ونقد وتفكيك المجتمع وتشخيص ما طرأ عليه. وأضاف: لقد أخذ السرد الروائي يتمثل مضامين جديدة ومغايرة تبعاً لاختلاف الظروف وتبدلها، وانسحب التغيير إلى التجريب والبحث عن أنماط تعبير روائية جديدة، وقد تساوى ذلك مع طبيعة الرواية القابلة للتبدل وسلخ جلدها باستمرار، كونها تعبر عن شكل فني غير ناجز، متمرد على المحددات والتقعيدات. كل ذلك تبعاً لسُنّة تاريخية أدبية، حيث تؤثر التحولات الكبرى في الآداب، وتنتج على خلفيتها تيارات وأشكال ومذاهب أدبية، مثلما هو واضح في تاريخ الآداب العالمية. وتابع: إن الرواية العراقية بعد التغيير شهدت محاولات متعددة لكتابة رواية جديدة، نجحت بعض هذه المحاولات وفشلت أخرى. وقد انصرفت أغلب هذه المحاولات للتجريب على مستويين أساسيين، كان أولهما: مستوى الشكل واللغة والتقنيات، فيما كان ثانيهما: مستوى الرؤى والأفكار والموضوعات. حيث سعت إلى تمثل التحولات الكبيرة التي شهدتها الرواية العالمية، على نطاق واسع، وقد عملت نماذج كثيرة على مجاورتها أو تجاوزها أحياناً، وهو شيء يحسب للروائيين الدائبين في الارتقاء بالرواية العراقية إلى مصاف الروايات العالمية. كما عملت بحسب ما يؤكد كاظم على توظيف واستثمار مجموعة من الموضوعات التي كانت غائبة أو مغيّبة أو مسكوتاً عنها في المشهد الروائي العراقي، من قبيل موضوعات الهوية والتعددية الثقافية والأقليات والمشكلات الاجتماعية العميقة والواقع السياسي والتاريخ المغيّب أو المختلف فيه، وما إلى ذلك من موضوعات باتت مركزية فيها اليوم، بعد مرور أكثر من عقد على انطلاقها. وأوضح أنه من المعروف عن الرواية أنها تعيد، باستمرار، كتابة التاريخ تخييلياً، وتعمل على تمثيل وقائعه ومجرياته وأحداثه في فضائها المتخيّل، وهي لا تقوم بمهمة تسجيلية كما هو عمل المؤرخ والباحث في التاريخ، فالرواية ليست وثيقة تاريخية بالمعنى العلمي بل هي نص أدبي يقدم رؤية فنية منعكسة من الواقع. ومن أجل ذلك عملت الرواية العراقية بعد التغيير الذي حصل في عام 2003 بالفعل على تمثيل الواقع اليومي المعيش، وعبّرت عن نظرتها الإبداعية لأحداث هذا الواقع ومجرياته، بأساليب وطرق متباينة تهدف إلى تحليله سردياً، والكشف عن ملابساته وتعقيداته، والتأشير على مكامن الوجع والألم الإنساني، والموضوعات والقضايا الكبرى فيه.. وشدد على أن عجلة الرواية العراقية التي تقدمت اليوم كثيراً لن تتوقف، وستعمل مستقبلاً على تمثيل كل ما جرى ويجري في الواقع العراقي من أحداث مهمة أو حتى عابرة، فهذه الأحداث هي المنجم الذي تستخرج منه الرواية مادتها الأولية، لتعيد سبكها وصياغتها في قوالب وأشكال فنية جديدة.

مشاركة :