غياب المرضى عن المواعيد الطبية.. إهمال ونقص وعي!

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ينتظر القطاع الصحي العديد من الإجراءات والتنظيمات الهادفة إلى تحسين أداء أجهزته من خلال سن وضبط عدد من الأنظمة والتشريعات الكفيلة لحل وكشف جوانب القصور وتصحيح الأخطاء، ومن ذلك ما يتعلق بتأخر المواعيد وطول أمدها والتي تعُد من أهم المعوقات التي تواجه المرضى. ومما زاد من حجم المشكلة هي كثرة غياب المرضى عن مواعيدهم، حيث تشتكي المستشفيات والمراكز الصحية من تغيب المرضى عن مواعيدهم المحددة مسبقاً دون إبلاغ إدارة المواعيد ليتم على ضوئه إعطاء فرصة لمرضى آخرين لكي يحلوا محلهم، وحتى لا يتسبب في حرمان مرضى اخرين. وأكد المُشاركون في تحقيق الرياض على أن غياب المريض عن موعده المحدد مسبقاً دون ابلاغ إدارة المواعيد بالمستشفى قد يتسبب في حرمان مريض آخر قد يكون في حاجة أشد لهذا الموعد كما أنه إضاعة لوقت الطبيب الذي يمكن أن يستفيد منه في نشاط آخر، موضحين أن خطورة إهمال موعد طبي تكلف ميزانية النظام الطبي مبالغ كبيرة جداً، كما أنه يعُتبر هدراً للموارد البشرية والاقتصادية، مشددين على وجوب ربط المرضى بتطبيق أو نظام تقني دقيق يسهل عملية تواصله مع إدارة المواعيد والادارات الطبية المعنية بحالة المريض إما لتأجيل الموعد أو إلغائه أو حل المشاكل التي تسبب غياب المريض، وكذلك إيجاد نظام آلي للتذكير عبر الرسائل النصية أو الايميل أو الاتصال الهاتفي، إلى جانب استخدام نظام لمحاسبة المتغيبين كإرسال رسائل تشعرهم بتغيبهم وأثر ذلك على المرضى الآخرين. خلل النظام الإداري في البداية قال د. فهد الخضيري - عالم أبحاث طبية-، ان موضوع مواعيد المرضى بين المستشفى والمريض تعُتبر من الموضوعات المهمة جداً، لافتاً إلى أنه لكي نعلم أهميته فإن غياب المريض عن موعد عيادة يتسبب في حرمان مريض اخر من موعد لزيارة طبيب أو إجراء طبي، مبيناً أن هذا يلحقه أثم عظيم لمن تأخر عن موعده دون ابلاغ المستشفى ليضعوا بدلاً منه مريضا اخر، مشيراً إلى أن ذلك يتسبب في حرمان مريض اخر محتاج للموعد وقد تتفاقم حالة مريض ما وهو ينتظر موعدا بينما مريض اخر تخلّف عن الموعد دون ابلاغ المستشفى ليضع مكانه مريضا اخر، مؤكداً أن هذا الخلل يشترك فيه المريض المتهاون بقيمة الموعد، وكذلك النظام الاداري لإدارة الحالات وإدارة المواعيد  للمستشفى الذي قد لا يضع الية سلسة وسهلة للإلغاء وتأجيل المواعيد (عبر الاجابة على الهاتف أو رسائل جوال أو تطبيق طبي خاص لإدارة المواعيد). وأشاد د. الخضيري بتجربة إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي التي خصصت تطبيقا للأجهزة الذكية يتواصل فيه المريض مع إدارة المواعيد أو الادارات المعنية بالمريض خلال التطبيقات ورسائل الجوال أو الموقع الالكتروني للمستشفى أو الاتصال المباشر عبر مركز الاتصال الراقي المتطور call center ، مضيفاً أن هناك مستشفيات أخرى طّبقت ذلك، ولكن لا تزال المشكلة كبيرة في مستشفيات أخرى. هدر مالي وأضاف أنه ولكي ندرك خطورة ذلك فإن إهمال موعد طبي  يكلف ميزانية النظام الطبي مبالغ كبيرة جداً يصل في بعض المستشفيات في المتوسط إلى الف ريال كتكلفة اجمالية للموعد الواحد اذا اخذنا بالحسبان راتب الطبيب والممرضة والموظفين المساندين للخدمات الطبية وأجهزة ومختبرات، مبيناً أن هذه التكلفة تزداد اذا كان الغياب عن موعد تقني فني يتعلق بجهاز أو تقنية أو أشعة وتتزايد بشكل أكثر اذا كان الغياب عن تنويم أو عملية جراحية مجدولة، فتكون الخسائر من الغياب لتنويم أو عملية جراحية فتسبب خسارة متوسطها أكثر من خمسين الف ريال للنظام الصحي للمريض الواحد لموعد واحد. ربط تقني وشدد د. الخضيري على أنه ومن استطلاع بسيط لأكثر من مئتي مريض كانت النسبة العالية منهم تتعذر بصعوبة التواصل مع إدارة المواعيد وعدم وجود موظف يستقبل الاتصال ليعيد برمجة الموعد وبعض إدارات المستشفيات لا تولي مركز الاتصال والتواصل أي أهمية فيتصل المريض لتأجيل الموعد فلا يجد من يرد عليه ولا يجد تطبيقا تقنيا يحقق ذلك، مؤكداً أننا الان في عصر التقنية الالكترونية؛ لذا يجب ربط المرضى بتطبيق أو نظام تقني دقيق يسهل عملية تواصله مع إدارة المواعيد والادارات الطبية المعنية بحالة المريض إما لتأجيل الموعد أو إلغائه أو حل المشاكل التي تسبب غياب المريض وحرمان مريض آخر من موعده بسبب إهمال الغائب أو اهمال إدارة المواعيد. ظاهرة عالمية من جهته أوضح  د. عبدالقادر الجهني- ‏مختص في طب الأطفال والتعليم الطبي ومهتم بالتثقيف الصحي، على أن مشكلة غياب المرضى ظاهرة عالمية وتحدث في كثير من المراكز الطبية حول العالم ونحن جزء من هذا الواقع وقد تختلف النسب من مكان لآخر، مؤكداً أن غياب المريض دون إعلام قسم المواعيد يعُتبر هدراً للموارد البشرية والاقتصادية وإضاعة لفرصة مريض اخر قد يكون في حاجة أشد لهذا الموعد وإضاعة لوقت الطبيب الذي يمكن أن يستفيد منه في نشاط آخر خصوصاً اذا كان موقع العيادة بعيداً عن مكان التنويم أو المكاتب. أسباب غياب المرضى وقال د. الجهني ان هناك دراسات عديدة منشورة في مجلات علمية تحدثت عن الأسباب ومنها أنه قد ينسى المريض موعده اذا كان بعد ٤ أو ٦ أشهر ومنها عدم اقتناع المريض بخطة العلاج ومنها شعور المريض بعدم أهمية الموعد إما لأنه تحسن أو أنه لم يستفد ومنها عدم وجود المواصلات وأيضاً طول فترات الانتظار في العيادة.   رفع الوعي الصحي وحول الحلول الممكنة لمعالجة ذلك الغياب قال د. الجهني ان الدراسات أشارت إلى عدة حلول منها: إيجاد نظام آلي للتذكير عبر الرسائل النصية أو الإيميل أو الاتصال الهاتفي، إلى جانب زيادة حضور المرضى اذا كان التذكير عبر الاتصال الهاتفي أكثر من الرسائل ولكنه يحتاج الى عدد وجهد أكبر من موظفي المواعيد، وكذلك التواصل مع المرضى الذين يتغيبون أكثر من موعد لمعرفة السبب. مشددا على أن من الحلول أيضاً استخدام نظام لمحاسبة المتغيبين مثل إرسال رسائل تشعرهم بتغيبهم وأثر ذلك على المرضى الآخرين وفي المستشفيات الخاصة، إضافة إلى فرض غرامة تغيب على الفاتورة وأيضاً مكافأة للملتزمين بتخفيض معين، إلى جانب التواصل مع المرضى وشرح أهمية الموعد لصحة المريض وأهمية العيادة للمرضى الآخرين، وكذلك تسهيل إجراءات تغيير الموعد والرد على اتصالات المتصلين أو اتاحة ذلك الكترونياً، ورفع الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع لمعرفة أهمية هذه المواعيد. كثير من المستشفيات تعاني من ظاهرة تغيب المراجعين عن مواعيدهم تغيب المراجع عن موعده دون إشعار المستشفى يحرم مراجعين آخرين من فرصة العلاج د. فهد الخضيري د. عبدالقادر الجهني

مشاركة :