«المواعيد الطبية» زادت أوجاع المرضى!

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالرزاق المحسن | على الرغم من جهود وزارة الصحة المبذولة في اكثر من قطاع، خصوصا مع تدشين عدد من المستشفيات والمراكز الصحية التخصصية بمواقع متفرّقة مؤخرا، وتوسعة أقسام اخرى، فإن ظاهرة طول المدة الزمنية لبعض المواعيد الطبية الممنوحة للمرضى لا تزال تشكّل هاجساً لدى أكثر من مراجع، لا سيما ممن يعانون امراضا مستعصية يصعب تأجيل اجراء فحوصها، او الانتظار لفترات طويلة، مما يفاقم سوء الحالة المرضية لاي مراجع. ومن الامراض التي يصعب على من يعاني منها الانتظار لايام حتى اجراء الفحوص او الأشعة، هي السرطان، فيتحدث اكثر من مريض وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تعطل بعض الاجهزة الخاصة بالفحوص في المراكز التابعة لمركز الكويت لمكافحة السرطان أحيانا، كمركز حسين مكي الجمعة للجراحات التخصصية والشيخة بدرية الاحمد، علاوة على طول المواعيد الممنوحة لاجراء الاشعة، للتأكد من خلو اي موقع بجسم المريض من السرطان، والتي تصل احيانا الى 35 يوماً، سواء قبل اجراء العملية او بعدها، وهو ما يزيد من معاناة المريض النفسية، وحتى الجسدية في حال انتشار الورم السرطاني. كما ان هناك تخصّصات تعاني وزارة الصحة من ندرة الاطباء والاختصاصيين فيها؛ كالعمود الفقري، وبالتالي ينتج عنه طول المواعيد الطبية للمرضى الذين يعانوا أوجاعاً بالعظام والعمود الفقري، وهو ما ينعكس سلبا على الحالة المرضية للمراجع الذي قد يضطر الى اللجوء الى عيادات ومراكز القطاع الخاص، رغم الظروف المعيشية الصعبة للبعض، وذلك لضمان عدم انتكاس الحالة الصحية، ومن ثم صعوبة الحركة او التنقل في حال عدم مباشرة العلاج بالتوقيت المناسب، لا سيما مع تزايد الحوادث المرورية المروّعة مؤخرا، والتي تسفر احيانا عن كسور وكدمات، اضافة الى حالات الوفيات. معاناة التأجيل ومن المتاعب التي تواجه بعض المرضى طول مواعيد أشعة الرنين المغناطيسي الممنوحة لهم في مستشفيات وزارة الصحة، حيث تصل طول المواعيد الممنوحة احيانا الى شهرين او ثلاثة، وهو ما يتطلب بقاء المريض على حالته المرضية لمدة تصل الى 90 يوماً تقريبا، لحين اجراء هذا النوع من الاشعة، بهدف التأكد من عدم وجود اي امراض او اورام يعاني منها، وهو حل غير منطقي لاي شخص يعاني امراضاً مستعصية، او حتى مزمنة غير معدية. كما انه وفي حال الغاء اي موعد للاشعة ولأي سبب، يُمنح المريض، في بعض المرافق الصحية، موعد آخر يصل الى فترة موازية للموعد السابق، كأن يكون هناك للمريض موعد محدد، وعندما يصل الى المستشفى يكون الجهاز خارج الخدمة او حتى المراجع تأخر عن الحضور في التوقيت المناسب، فإن هذا يكلفه الكثير من الوقت والجهد، وهذا الأمر يستدعي ايجاد حلول جذرية من قبل مسؤولي وزارة الصحة، لضمان حصول المريض على حقه في اجراء الاشعة بأقرب وقت من دخوله على الطبيب المتابع لوضعه الصحي. فتأخر اجراء الأشعة وطول المواعيد الطبية الممنوحة للمرضى قد يفاقمان من سوء الاوضاع الصحية لاي مراجع، خاصة مع تدخل «الواسطة» أحيانا لمنح مواعيد زمنية قريبة لمريض على حساب آخر قد تكون حالته الصحية أسوأ، فالقضاء على مثل هذه التدخّلات كفيل بإنهاء معاناة المرضى، في ظل تقليص المدة الممنوحة لهم لاجراء الاشعة، او حتى الدخول على الطبيب المتابع لحالته، او لأحد أجنحة المستشفى في حال استدعت الحاجة. حلول متاحة قد تكون زيادة الطواقم الطبية والهيئات التمريضية في مرافق وزارة الصحة أحد الحلول المهمة، للقضاء على طول المواعيد الممنوحة للمرضى، لا سيما مع زيادة عدد السكان مؤخرا، ووصوله الى 4.5 ملايين نسمة، بينهم 1.3 مليون مواطن ومواطنة. مَن المسؤول؟ أكثر المتأثّرين بطول المواعيد الطبية هم مرضى السرطان والكلى والجهاز العصبي والامراض النفسية والمسالك البولية، حيث يصعب عليهم المكوث لفترة طويلة لاجراء اي اشعة او حتى متابعة الحالة الصحية مع الطبيب، وهو ما يطرح اكثر من تساؤل حول المسؤول عن تفاقم الوضع الصحي لاي مريض للفترة ما بين لقائه للطبيب وإجرائه الأشعة المقررة؟ مرافق صحية من الأمور التي تبعث على التفاؤل بالوضع الصحي، قرب تدشين اكثر من مرفق تابع لوزارة الصحة؛ كمستشفيات جابر في جنوب السرة، والفروانية وتوسعة الأميري والصباح الجديد والامراض السارية والعدان، ومركز السرطان، وذلك على مراحل خلال عامين، وهو ما قد يساهم في تقليص المواعيد الطبية وسرعة تلقّي أي مريض للعلاج.

مشاركة :