هبطت أسهم الشرق الأوسط بشدة أمس بعد تصويت البريطانيين لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، لكن البورصات الخليجية قلصت خسائرها، بينما لحقت أضرار أشد بالبورصة المصرية بفعل المخاوف من مزيد من الانكماش في تدفقات الصناديق. وتتمثل المخاطر الرئيسية التي تتهدد دول الخليج من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تباطؤ النمو في أوروبا، وهو ما قد يدفع أسعار النفط للتراجع، وهوى خام برنت 4.9% إلى 48.42 دولارا للبرميل الجمعة الماضي. ضعف الجنيه قالت كبيرة الاقتصاديين ببنك أبوظبي التجاري مونيكا مالك إنها تتوقع أن تكون الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر تأثرا بضعف الجنيه الإسترليني واليورو بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، نظرا لتأثر قطاعي السياحة والعقارات الكبيرين فيها بتحركات أسعار الصرف. وأشارت إلى أن من المرجح أن يعرقل خروج بريطانيا أي رفع جديد في أسعار الفائدة الأميركية في الوقت الحاضر، إلا أن الأمر يتطلب من اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي مزيدا من تشديد السياسة النقدية لاحتواء عجز ميزانياتها والحفاظ على الثقة في السوق المالية. عقود الدولار لم تشهد عقود الدولار مقابل الريال لأجل عام التي تستخدم للتحوط من مخاطر هبوط قيمة العملة في المستقبل تغيرا يذكر، وبقيت في نطاق الأسابيع القليلة الماضية. وقال رئيس إدارة الأصول لدى المستثمر الوطني في أبوظبي سباستيان حنين إن من غير المستبعد تفاقم البيع في الأسهم الإماراتية والقطرية إذا دفع خروج بريطانيا الصناديق التي تحجم عن المخاطرة إلى خفض مخصصاتها للأسواق الناشئة بشكل عام، لكنه استبعد هبوطا كبيرا في الطلب على النفط. المؤشرات الخليجية سجلت دبي أضعف أداء بين البورصات الخليجية أمس، لأن اقتصادها هو الأكثر انكشافا على الاستثمار الأجنبي، وتراجع مؤشر سوق دبي 3.3% إلى 3258 نقطة، مسجلا أكبر هبوط يومي له منذ يناير، وارتفع حجم التداول لأكثر من مثليه عن الخميس. وانخفض المؤشر العام لسوق أبوظبي 1.9%، وكانت أسهم شركات الطاقة هي الأشد تضررا، وهوى سهم أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" التي لها استثمارات كبيرة في بريطانيا وأوروبا 7.6%. وأغلق المؤشر الرئيسي للسوق السعودية منخفضا 1.1% عند 6479 نقطة، مرتدا من أدنى مستوياته أثناء الجلسة 6257 نقطة. وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 1.5% وسهم البنك الأهلي التجاري 1.3%. لكن سهم العربية للأنابيب، الذي صعد بشكل كبير الأسبوع الماضي بعدما فازت الشركة بعقد من أرامكو السعودية، قفز بالحد الأقصى اليومي 10% للجلسة الرابعة على التوالي، وزاد سهم السعودية للكهرباء الذي ينظر إليه كسهم آمن نسبيا 1.6%. وشهدت البورصة المصرية هبوطا أكبر بكثير من الأسواق الخليجية، وأغلقت قرب أدنى مستوياتها للجلسة، وهوى سهم طلعت مصطفى للتطوير العقاري 7.6% وتراجع سهم جهينة للصناعات الغذائية التي تصدر منتجاتها إلى أوروبا، وقد تتضرر من ضعف العملة 4.3%.