في تصريح خاص لثقافة اليوم وبعد اختتام المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة قال المدير العام لمنظمة الإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري إنه تم اختتام الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي عقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محققاً ولله الحمد النتائج المرجوة منه، حيث تم اعتماد القرارات الخاصة بالتقارير والمشروعات المعروضة على رؤساء الوفود الذين يمثلون الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ومن هذه التقارير والوثائق الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية، وكذلك الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات التي وضعتها الإيسيسكو بعد أن تم اعتمادها من قبل المؤتمر العام للإيسيسكو وأيضاً من قبل المؤتمر التنسيقي للوزراء المشاركين بدول منظمة التعاون الإسلامي، وتم كذلك دراسة التقارير التي قدمها المدير العام عن جهود الايسيسكو بين الدورتين السابعة والثامنة فيما يخص تطبيق الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي والبرامج المختصة في هذا المجال وكذلك إستراتيجية العمل الثقافي من خارج العالم الإسلامي والجهود التي بذلتها الإيسيسكو بالتعاون مع المؤسسات والمراكز الثقافية الإسلامية في أوروبا وأمريكا اللاتينية والكاريبي وجنوب شرق آسيا والباسيفيك، بالإضافة إلى البرامج التي نفذتها المنظمة في إطار الإستراتيجيات المتعلقة بالإعلام والاتصال، وكذلك الخطوط العريضة لوثيقة الحقوق الثقافية من وجهة نظر إسلامية التي تم النظر فيها وتم تأجيلها لاتخاذ قرار بشأنها إلى الدورة التاسعة في سلطنة عمان. وحول أسباب تأجيلها ذكر التويجري في حديثه لثقافة اليوم بأنها تتكون من عناصر وخطوط عريضة قابلة للزيادة والتطوير، فما عُرض على المؤتمر هو مجرد تصور أولي ومن حق الدول الأعضاء أن تبدي مقترحاتها وآراءها على الخطوط العريضة لكي تكتمل وتصبح في شكل يمكننا من أن نصوغ منها في نهاية الأمر وثيقة متكاملة حول الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي فالتأجيل ليس رفضا لها؛ وإنما هو إتاحة الفرصة للدول للمزيد من الدراسة ومزيد من الإضافات حتى نتمكن في خلال السنه القادمة من عرضها على المؤتمر في دورته التاسعة التي سيعتمدها بإذن الله وستصبح جاهزة لتقديمها إلى الدول الأعضاء والمؤسسات الثقافية للاستفادة من مضامينها ومرتكزاتها في تنمية المجتمع حقوقياً لأن الحقوق الثقافية هي جزء مهم من حقوق الإنسان. كما ويرى التويجري أثناء تصريحه ل"الرياض" أن المثقف هو عنصر بناء فكري ومعرفي للمجتمع وبالتالي بناء حضاري؛ لأن الثقافة هي الوعاء الذي على معطياته وإبداعاته تبنى الحضارة من جميع جوانبها المختلفة لذلك فإن دور المثقف دور مهم جداً في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية خصوصاً لنا نحن المسلمين وما نتمتع به من خصوصية ثقافية، حيث إننا نملك رصيداً حضارياً مهماً وتراثاً ثقافياً ضخماً ورثناه عبر العصور المتطاولة الذي أبدع فيها علماء العالم الإسلامي على اختلاف انتمائهم ومواقعهم وساهموا في بناء الحضارة الإنسانية بإبداعاتهم وعلمهم وفكرهم المنوع، فالنظرة الموضوعية للدور الذي يحمله المثقف في العالم الاسلامي يجب أن تؤكد وظيفته ليس كمنتج للثقافة فقط وإنما كمحلل لما يجري في مجتمعه ومراقب للتطورات والمتغيرات التي تحدث فيه ليواكب هذا الانتقال في حالة المجتمع من طور إلى طور، ومن مستوى إلى آخر فهو يساهم مساهمة فعالة في تنمية المجتمع بالثقافة التي يحملها وبالأفكار والإبداعات التي يقدمها لمجتمعه. كما يؤكد التويجري بأن الايسيسكو اهتمت كثيرا بدور المثقف في المجتمعات الإسلامية سواء كان رجلا أو امرأة؛ لأنه ليس هناك فوارق بين الجنسين في مجال طلب العلم والإبداع فيه والتمكن من مقومات الثقافة البانية التي تساهم في تنمية المجتمع وضعنا الإستراتيجيات وخطط العمل ونفذنا العديد من البرامج والأنشطة التي تدعم المبدعين من المثقفين ومن الفنانين ومن الأدباء والمفكرين في مجالات المعرفه المختلفة، كما وضعنا الجوائز التشجيعية، بالإضافة إلى تخصيص المنح الدراسية للشباب المبدع والمثقف الذي يستحق مواصلة دراساته في المحالات التي يختارها ليساهم في بناء مجتمعة وتطوره، فدور المثقف في حصيلة الأمر ونهايته هو دور بناء ودور تحليل للواقع ودور نقدي لأي انحرافات قد تحدث فيه لإعادة الأمور إلى نصابها ولتصحيح مايجب تصحيحه لكي يستمر سير المجتمع نحو الأهداف السامية التي يضعها لنفسه، ومما لا شك فيه أن للمثقف في هذه السيرورة الحضارية المرتكز الأساس والوظيفة الأهم. وعن الجهود البحثية المبذولة للمنظمة فيشير التويجري أن الجانب البحثي قد حقق نتائج تدعم عمل المنظمة وتساهم في تطوير العمل الإسلامي المشترك الذي تنهض به في إطار اختصاصاتها؛ لذلك فإن هذه الحصيلة الكبيرة من القرارات والنتائج الإيجابية لهذا المؤتمر تؤكد أنه كان ناجح بكل المقاييس وأنه حقق الاهداف المرجوة منه وهذا بفضل الله وبفضل دعم حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وبمباشرة ومتابعة من قبل أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان رئيس اللجنة العليا لمناسبة المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013، ومتابعة من وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي يتولى رئاسة هذه الدورة في الإيسيسكو كما نتوجه بالشكر إلى كل الذين قاموا بمساعدتنا في الوصول إلى هذه النتائج من العاملين في وزارة الثقافة والإعلام والسكرتارية وفرق الترجمة والإعلاميين الذين واكبوا هذا الحدث المهم في هذه المدينة الطيبة.
مشاركة :