باتت السيارات الذاتية القيادة قادرة على القيام بكثير من المهمات التي كانت تتطلب مهارة بشرية، لكن مصنعيها لم يقرروا حتى الآن برمجة خيارها حين تواجه تلك المعضلة: هل تضحي بركابها ام بحياة المارة. وتخضع نماذج من السيارات الذاتية القيادة للتجارب منذ سنوات، خصوصاً سيارات طرحتها مجموعة «غوغل»، وتبين إثر هذه التجارب ان اعتماد السيارات التي تعمل من غير سائق يمكن ان يخفض حوادث السير بنسبة 90 في المئة، كما جاء في دراسة نشرتها مجلة «ساينس». وتوصل الباحثون الى وجود تأييد عام باستخدام السيارات الذاتية القيادة التي تتيح برمجتها حسن التصرف في حالات الخطر القصوى، بما يخفض عدد القتلى والجرحى، وذلك استناداً الى دراسات شملت 1928 شخصاً في الولايات المتحدة. ومن الامثلة على ذلك ان السيارات تختار ان تصدم جداراً او شجرة لتجنب ما هو أسوأ، او ان تضحي بحياة ركابها للحفاظ على حياة المارة. ووجد 76 في المئة من الاميركيين ان هذا الخيار هو الاكثر اخلاقاً، لكن في الوقت نفسه، اظهرت الاستطلاعات عدم وجود حماسة لدى الكثيرين منهم لشراء سيارات ذاتية القيادة تفضل ان تتجنب المارة مضحية بركابها. وإذا اصبحت السيارات الذاتية القيادة اكثر امناً فعلاً من السيارات العادية، فإن هذه المعضلة الاخلاقية يمكن ان تؤدي الى العكس، الى زيادة عدد ضحايا الحوادث، وهذا ما قد يؤجل استخدام هذه التقنيات. ويشدد عظيم شريف استاذ علم النفس في جامعة اوريغن وأحد المشرفين على الدراسة على ان «السيارات الحالية لا تفتقر الى العملانية فحسب، بل هي مكلفة وخارج متناول الكبار في السن والمعوقين وتجبرنا على تخصيص اماكن عامة شاسعة لركنها». ويقول: «في الولايات المتحدة وحدها، اسفرت حوادث السير العام الماضي عن سقوط 40 الف قتيل وأربعة ملايين و500 الف جريح».
مشاركة :