توزع نشاط مسؤولين في «حزب الله» أمس، بين المشاركة في تشييع مقاتلين من الحزب سقطوا في سورية وبين إحياء ذكرى آخرين سقطوا في المكان نفسه. وكان الحزب أعلن ليل أول من امس، عن استرداد «المقاومة الإسلامية» جثث ثلاثة من عناصرها «سقطوا في المواجهات الأخيرة في خلصة في ريف حلب الجنوبي وهم: رمزي مغنية (ملقب بـ «ثائر»، من مواليد بلدة طيردبا الجنوبية)، ومحمد إبراهيم حمزة (ملقب بـ «جلال»، من بلدة الشرقية الجنوبية)، ووائل عبد القادر يوسف (ملقب بـ «ابو علي ثائر»، من بلدة البازورية الجنوبية)، وكان تحدث عنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير على أنه كان في عداد المفقودين وتم الكشف عن مصيره أول من أمس. ورأى وزير التنمية الإدارية محمد فنيش «أنّ هناك من لا يريد أن يقتنع بالمنطق، لأن كل أزماتنا مع الفريق الآخر هو أنّه لا يملك حرية قراره وأن من يرتهن ولا يملك حرية قراره لا يمكن أن يتأثر بالحوار». وسأل في إحياء ذكرى أسبوع هادي رمضان (ترمس) وعلي محمد صالح في حسينية بلدة يحمر الشقيف (النبطية): «ما معنى أن يُرفَضَ مَنْ يمثّل الشريحة الكبيرة من خلال القواعد المعتمدة وبحسب النظام السياسي لرئاسة الجمهورية»، معتبراً «أن مشكلة الشغور الرئاسي سببها من يصر على تجاهل الشراكة الصحيحة والتمثيل الصحيح». ودعا فنيش في الوقت ذاته إلى «عدم تعطيل المؤسسات الأخرى والمطلوب زيادة إنتاجية الحكومة حالياً»، مرحباً بالتوجه الجديد لرئيس الحكومة بعقد أكثر من جلسة أسبوعية للتصدي لما يعاني منه المواطنون. وجدد دعوة الحزب الى «إقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية في دائرة واحدة أو موسعة وفق وحدة المعايير وعدالة التمثيل، ومن يرفض ذلك هو مَن يتحمّل مسؤولية استمرار الأزمة السياسية». واعتبر رئـــيس كتلة «الوفاء للمــقاومة» النيابية محمد رعد «أن الوضع الداخلي المتردي لن يدوم طويلاً». وقال خلال تأبين أقامه «حزب الله» في بلدة دير الزهراني لأحمد علي بدران (ساجد) وحسن شريف الروماني (ذو الفقار): «صحيح أننا لا نريد قلب الطاولة على أحد في هذه المرحلة في الداخل لأن البلد لا يتحمل، ولكن نستطيع أن نحقق خطوات إصلاحية بشكل واقعي ممـــكن علـــى رغم الظروف القاسية التي تحيط بنا، والذي يشجـــعنا على ذلك أن لدينا حلفاء نستطيع أن نشد على أيديــهم ونتعاون معهم لتحقيق هذه الخطوات». ورأى أن «كل الذين تآمروا على منطقتنا بدأوا يتساقطون، وأكبر مثل على ذلك انفصال بريطانيا عن أوروبا، ما يؤشر إلى بدء تفتت الاتحاد الأوروبي وتشجيع دول أخرى على الانفصال، ونحرص على تماسك شعبنا لأن وحدته وتماسك صفوفه تمنحه القوة لأجل خدمة قضيته». وأكد عضو الكتلة المذكورة حسن فضل الله «أن هذه الدماء التي ندفعها اليوم هي من أجلنا جميعاً، ومن أجل أن يبقى لنا وطن اسمه لبنان، لأنه من دون هذه المواجهة مع هؤلاء التكفيريين ينتهي لبنان». وقال في حفل تأبيني لعباس حسين مرتضى في بلدة عيتا الجبل الجنوبية، إن» لبنان الدولة الوحيدة التي تجاور سورية وتعيش بأمان واستقرار نسبيين، لأن فيه مقاومة تدفع تضحيات وتقدم شهداء ليبقى لهذا البلد الآمن والمستقر بالتكامل والتعاون مع الجيش الوطني اللبناني الذي يواجه على الحدود خصوصاً في المناطق البقاعية». وشدد على «أن الاستقرار الأمني يحتاج إلى أمان سياسي واجتماعي، وهذا لا تستطيع المقاومة أن توفره وحدها، لأن معادلة التغيير في الداخل، تحتاج إلى آليات مختلفة كالدستورية والقانونية، والخرق الوحيد الذي يمكن أن نقوم به إقرار قانون انتخاب عادل وفاعل ولديه وحدة معايير، ويوفر التمثيل العادل للناس، والمجلس النيابي يشكل لنا حكومة وينتخب رئيس الجمهورية ويشكل السلطة، فنحن نحتاج إلى مظلة حماية سياسية لبلدنا من خلال قانون انتخاب عادل، وإلى مظلة حماية اجتماعية». وحمل على أن «بعض القوى السياسية متمسكة بالقانون القديم، وتعمل على تقطيع الوقت لتجري الانتخابات على أساسه، ما يولد الأزمة مرة أخرى». وتحدث عن «قضايا معيشية ملحة والحكومة هي المسؤولة وتستطيع أن تحلها، وكل الكلام عن أنها عاجزة وفاشلة وغير قادرة كلام غير صحيح، وعلى القوى السياسية أن تتنازل وتتفاهم وتتلطف بالناس. نحن نقدم دماء وخيرة الشباب من أجل بلدنا، ونقول للبعض تواضعوا وتنازلوا بعضكم لبعض قليلاً، واخرجوا من السمسرات والصفقات والفساد المخزي في لبنان». وأشار رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين في تأبين إبراهيم محمد عبد الحميد شهاب، وإبراهيم نايف شهاب وأحمد حسين شهاب في حسينية بلدة برعشيت الجنوبية، إلى أن «التآمر على المقاومة «كبير جداً وبما أننا في معركة ستكون نتائجها أشد وأقصى على هؤلاء، فإنهم يشحذون كل أحقادهم، ويصرفون كل أموالهم، ويأتون بكل سلاحهم وعناصر الحقد لديهم، ليزجوها في هذه المعركة من أجل أن نضعف أو نهين أو نتراجع، إلا أننا في المقابل، نجد مع التجربة أن بيئة المقاومة ومجتمعها لا تزيده هذه الحملات إلا إصرارا وقوة وعزماً». واعتبر أن «معركتنا مع التكفيريين، وسنصل فيها إلى انتصارات كبيرة جداً ستحمي ليس لبنان فقط، بل ستحمي سورية والعراق واليمن».
مشاركة :