عوامل سياسية واقتصادية تفرض التقارب التركي الروسي

  • 6/28/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عقب أشهر من الخصومة بين تركيا وروسيا، يستعد البلدان لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد أن توترت عقب إسقاط الجيش التركي طائرة روسية حربية اخترقت أجواءه السيادية. ويرى مراقبون أنه توجد لدى أنقرة أسباب سياسية وأمنية ودبلوماسية واقتصادية عديدة لاهتمامها بالتطبيع مع روسيا. وأضاف المراقبون أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يعلم جيدا أن خطوة التقارب مع موسكو سابقة لأوانها، مستدركين أنه اضطر إلى الإقدام عليها الآن بسبب المتغيرات الإقليمية المتلاحقة التي ألقت بظلالها على تركيا، خصوصا ما يجري في سورية، مما يتطلب نوعا جديدا من الإستراتيجيات غير الثابتة، تبعا لإيقاعات المعارك الدائرة فيها. تداعيات الخلاف سببت الأزمة الراهنة مشكلة لدى الجانبين، وبالنسبة إلى تركيا يشكل التضييق على قدرتها على المناورة الإستراتيجية إحدى المشكلات المهمة، إضافة إلى أن الطائرات العسكرية التركية غير قادرة على إثبات وجودها في الشمال السوري الخاضع لسيطرة الروس. كما أن روسيا تقدم الدعم العسكري والسياسي بشكل صريح إلى حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي، إضافة إلى الموافقة الروسية على فتح مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو. من جانبها تحاول روسيا تشكيل أولوياتها وفقا لمصالحها الإقليمية الخاصة، مع الأخذ بالحسبان احتمال إبعاد تركيا عن الغرب. مصالح مشتركة أشار المراقبون إلى مصالح سياسية واقتصادية واجتماعية تجمع روسيا وتركيا، مؤكدين أن ذلك أكبر مؤشر على عدم إمكانية استمرار الطرفين في التباعد. وقال الكاتب الصحفي في صحيفة "ملييت" التركية، سامي كوهين، "هناك بعض الإشارات الإيجابية بهذا الخصوص؛ إذ تعد الرسالة التي أرسلها الرئيس إردوغان إلى نظيره الروسي فلادمير بوتين بمناسبة العيد الوطني الروسي الأسبوع الماضي، مؤشرا على دعوته إلى رفع العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه. ولم يستبعد كوهين وجود عقبات أمام التطبيع، مستشهدا بإصرار القادة الروس على شروط موسكو، ومنها اعتذار تركيا رسميا عن إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015، ودفع أنقرة تعويضا إلى موسكو بسبب ذلك. تسع خطوات يرى محللون أن أنقرة تقوم حاليا بخطوات فعلية نحو إعادة العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التصريح الأخير لرئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الذي قال "سنعمل على تقليص عدد أعدائنا، وزيادة عدد أصدقائنا في المنطقة والعالم"، لافتين إلى أن هذه الخطوات تتمثل في العمل على تقييم الأضرار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية في الجانب التركي حتى مطلع يوليو المقبل، والعمل على إزالتها من خلال إقامة علاقات مع نظيراتها من المؤسسات الروسية، ومشاركة أنقرة بمسؤولين رفيعي المستوى، كنواب الوزراء والمستشارين، في كل الأنشطة والاجتماعات التي ستقام في روسيا خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وأن تعمل أنقرة على رفع مستوى العلاقات بين البلدين لتعود إلى ما كانت عليه قبل إسقاط الطائرة، وذلك إلى تاريخ 15 من أغسطس المقبل كحد أقصى. تفعيل قنوات التواصل من الخطوات التسع أيضا، إنشاء قنوات للتواصل بين وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في البلدين، والعمل على المزيد من الجهود الدبلوماسية بين البلدين وبخاصة على مستوى وسائل الإعلام، كالحديث عن فتح قنوات جديدة للحوار بشأن الطيار الذي اخترق المجال الجوي التركي، وكذلك دور تركيا في الوقوف إلى جانب الشعب الروسي في استقبال العائلات الروسية، وأيضا شرح الجهود التركية الروسية المشتركة لتنمية روسيا إثر سقوط الاتحاد السوفييتي. كما سيقوم قطاع السينما التركي بدعم الفعاليات والأنشطة في روسيا، وتنسيق أنقرة مع موسكو بخصوص العلاقات الخارجية بين روسيا والشرق الأوسط ولا سيما سورية، وتشكيل "فريق عمل" متخصص من قبل أنقرة يقوم بمتابعة تطور العلاقات بين البلدين، إضافة إلى قيام عدد من المؤسسات التركية كاتحاد الغرف التجارية والبورصة وجمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك والمستقلين وجمعية وكالات السياحة التركية بالعمل على إبداء اهتمام أكبر بالعلاقات مع نظيراتها من المؤسسات الروسية، والتواصل المباشر بين الطرفين.

مشاركة :