الهزيمة في نهائي كأس أمم أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا) كانت مريرة بالنسبة لوسائل الإعلام الأرجنتينية، لكنها تحولت إلى "علقم" بعد إعلان القائد ليونيل ميسي اعتزال اللعب الدولي. ونشرت صحيفة "اوليه"، على صدر صفحتها الرئيسية، صورة لميسي وهو متكئ على ركبتيه في أرض الملعب، ووجه مدفون في أرضية ملعب ميتلايف في نيوجيرسي، تحت عنوان "رجاء لا ترحل". وكتب الناقد الرياضي خوان بابلو فارسكي في صحيفة "لا ناسيون": "نأمل أن يكون اعتزال ميسي مجرد نوبة غضب طفولية. إنه لا يقفز فقط من الطائرة بل يثبت صحة الاتهامات التي لازمته طويلا بأنه جبان أو دجاجة". وركزت صفحات شبكات التواصل الاجتماعي على محاولة اقناع ميسي بالتراجع عن قرار الاعتزال الذي أعلنه في أعقاب الهزيمة أمام تشيلي. وكتبت صحيفة "لا ناسيون"، تعليقا على فشل منتخب الأرجنتين في إحراز أي لقب منذ عام 1993، "كابوس لا ينتهي، الجرح الأرجنتيني في النهائي أضاف فاصلا جديدا الليلة الماضية". من جانبها، نشرت صحيفة "باجينا 12" صورة لميسي وهو ينظر إلى الأرض، تحت عنوان "العار المصاحب لركلات الجزاء". وتوسل اسطورة كرة القدم الارجنتينية دييغو مارادونا إلى ليونيل ميسي عدم اعتزال اللعب دوليا. وقال مارادونا بطل العالم 1986 لصحيفة "لا ناسيون" المحلية: "يجب ان يبقى، لأن افضل ايامه لا تزال امامه، سيذهب الى روسيا بفورمة جيدة ويحرز لقب بطولة العالم". وألقى مارادونا (55 عاما)، الذي يميزه البعض عن ميسي، لإحرازه اللقب العالمي مرة واحدة في مسيرته، باللوم على الاتحاد المحلي المتسبب في غياب الألقاب منذ عام 1993. ورأى مارادونا ان الاتحاد المحلي لا يدعم ميسي، وتركه يتحمل عبء الخسارة: "الذي يدعو إلى اعتزال ليونيل يرمي الى عدم رؤية الكارثة التي حلت بالكرة الارجنتينية". وانضم رئيس البلاد ماوريسيو ماكري الى المنادين بعودة ميسي عن اعتزاله. وقال متحدث باسم الرئيس لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: "اتصل به وأبلغه مدى فخره بطريقة لعب المنتخب، وطالبه بعدم الاستماع الى الانتقادات". بدوره، قال ارنستو فيكيو، الذي كان اول مدرب لميسي في روزاريو: "هذا الشاب أشبع انتقادات وعومل بشكل سيئ. لا اريده ان يعتزل، لكن عندما اضع نفسي في مكانه من غير العادل أن يوصف بالمنقذ، لأن هناك 11 لاعبا على أرض الملعب". وأعرب خوسيه لويس براون، الفائز مع منتخب الأرجنتين بلقب كأس العالم 1986، عن عدم تقبله تصرف ميسي في تصريحات لمحطة "تي واي سي" التلفزيونية الأرجنتينية. وقال براون، الذي سجل الهدف الأول في شباك ألمانيا في نهائي مونديال 1986، "لا يمكنني أن أصدق أن ميسي لن يلعب مجددا مع المنتخب الوطني، إنه أعظم لاعب في الكرة الأرضية، ولا يمكنه أن يعتزل اللعب مع المنتخب الوطني". من جانبه، ساند المهاجم الأرجنتيني السابق ماريو كيمبس قرار ميسي، وانتقد المدرب خيراردو مارتينو للدفع بلاعبين ليسوا جاهزين تماما للمشاركة، مثل بلوكاس بيجليا وانخيل دي ماريا.وقال كيمبس، في تصريحات لمحطة "دلتا" الإذاعية، "ارحل ارحل، لأنك لا تستحق ما نفعله بك"، لكنه سرعان ما غير رأيه وقال: "لا تنسحب لانك إذا فعلت فستكون قد وقفت في صف كل الناس التي انتقدتك". وكتب فيدي رويز المشجع الأرجنتيني على "تويتر": "خسارة النهائي امر يحدث في عالم الرياضة. لكن خسارتك (ميسي) هي الأكثر إيلاما". (د ب أ)