عواصم - وكالات - ارتفع الجنيه الإسترليني أمس أمام الدولار، وذلك للمرة الأولى منذ أن تسبب الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في انخفاض قيمته. وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.81 في المئة، ليصل إلى 1.33 دولار، بعد أن كان وصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 1985 يوم الإثنين، حيث بلغ 1.31 دولار. في الوقت نفسه، قفز مؤشر «إف.تي.إس.إي 100» بنسبة 2.19 في المئة، ليصل إلى 6113 نقطة، فيما ارتفع مؤشر «داكس» الرئيسي للبورصة الالمانية بنسبة 2.13 في المئة، ليصل إلى 9465 نقطة. وقال توني كروس المحلل البريطاني في مؤسسة «تراستنت دايركت» «نعم شهدنا ثلاثة انخفاضات للتصنيفات الائتمانية مرات في المملكة المتحدة بين ليلة وضحاها، ولكن بالنظر إلى نصف الكوب الممتلئ، فإن ذلك يعني أيضا أن قدرا قليلا من حالة عدم اليقين بدأ في الانحسار». أما في اليابان، فقد تفاوتت أسعار الأسهم، حيث كانت اتجاهات السوق مازالت متأثرة بالخسائر الفادحة التي وقعت بين ليلة وضحاها في «وول ستريت» والأسهم الأوروبية بعد استفتاء خروج بريطانيا. وارتفع مؤشر «نيكاي 225» بنسبة 0.09 في المئة، ليغلق عند 15323.14 نقطة، فيما انخفض مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا بنسبة 0.09 في المئة، ليغلق عند 1224.62 نقطة. كما تحسنت بورصة لندن بشكل واضح مع ارتفاع المؤشر «فوتسي-100» لأسهم أكبر الشركات 125.58 نقطة، أو 2.1 في المئة، بالمقارنة مع سعر الإغلاق في الجلسة السابقة، ليصل إلى 6107.78 نقطة، وقد دعمه خصوصاً ارتفاع أسعار أسهم قطاعات المصارف وشركات الطيران والعقارات. وقال المحللان في مجموعة «اكسيندو ماركيتس»، مايك فان دولكن، واوغستان ايدن، إن السوق تبدو أكثر تفاؤلاً على أمل أن يعمل السياسيون على الحد من الانعكاسات الاقتصادية للاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو، فيما رأي جو راندل من مجموعة الوساطة «اي تي اكس كابيتال»، أن الأمر يشبه قفزة تقنية تقليدية. وسجل قطاع المصارف في لندن تحسناً، وخصوصاً «باركليز» (+7.27 في المئة إلى 136.45 بنسا) و«لويدز بانكينغ غروب» (+5.92 في المئة إلى 54.18 بنسا)، و«رويال بنك اوف اسكتلند» (+3.90 في المئة إلى 181.1 بنسا)، كما تحسن قطاع الطيران وخصوصا «انترناشيونال ايرلاينز غروب» (+6.14 في المئة إلى 365 بنسا)، و«ايزيجيت» (+4.02 في المئة إلى 1065 بنسا). أوزبورن وفي سياق متصل، قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن إن بريطانيا ستضطر لخفض الإنفاق وزيادة الضرائب، لمواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن الاستفتاء، لافتاً إلى أنه من غير الواقعي التمتع بكل مزايا عضوية «الأوروبي» دون دفع الثمن. وأكد أن الضرائب سترتفع والإنفاق سينخفض، مشدداً في الوقت ذاته على وجوب توفير الحكومة للأمان المالي لمواطنيها، يجب أن تبين لندن للبلد والعالم أن الحكومة يمكن أن تعتمد على مواردها. وتابع «سنمر بمرحلة تعديلات اقتصادية طويلة في المملكة المتحدة، وسنتكيف مع الحياة خارج الاتحاد الأوروبي، لن يكون الوضع الاقتصادي وردياً مثلما كان داخل الاتحاد، وأعتقد أن بوسعنا صياغة خطة واضحة». تخفيض التصنيف يأتي ذلك فيما خفضت وكالتا التصنيف الائتماني «ستاندرد آند بورز» و«فيتش» درجة الدين البريطاني بعد الاستفتاء. وقالت «ستاندرند آند بورز» في بيان إن درجة الدين البريطاني خفضت من «AAA» وهي الأفضل، إلى «AA» أي درجتين. وأشارت الوكالة إلى «عدم اليقين» الذي نجم عن الاستفتاء، موضحة أنها تتوقع أجواء سياسية لا تسمح بالتكهن بتطوراتها وأقل استقرارا وأقر فاعلية في الأشهر المقبلة، كما أن الدرجة الجديدة مرفقة بتوقعات سلبية، أي أنه يمكن تخفيضها من جديد. وذكرت الوكالة أن قرارها يستند أيضاً إلى مخاطر تدهور إمكانيات الدخول إلى السوق المالية للمملكة المتحدة، وكذلك المشاكل الدستورية التي ستطرح، بينما تفكر اسكتلندا بتنظيم استفتاء جديد على استقلالها. بدورها، خفضت وكالة «فيتش» أيضا درجة بريطانيا، متوقعة تباطؤا كبيرا في نمو البلاد، حيث خفضتها من «AA+» الى «AA» مع آفاق سلبية، ما يعني انها يمكن ان تخفض من جديد في الأشهر المقبلة. وقالت الوكالة إنها تعتبر أن عدم اليقين الذي يلي نتيجة الاستفتاء سيؤدي إلى تباطؤ كبير للنمو في الأمد القصير، كما أشارت إلى إمكانية اجراء الاستفتاء على استقلال اسكتلندا. وكانت «موديز» خفضت توقعاتها للدين البريطاني إلى «سلبي» منذ الجمعة، مشيرة إلى احتمال خفض جديد أيضا. السياحة الأميركية وفي الشأن نفسه، شهد عدد من مواقع السياحة على الإنترنت قفزة في استفسارات الأميركيين عن السفر إلى المملكة المتحدة منذ أن صوتت على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وقد يحفز التراجع الناجم عن ذلك في قيمة الجنيه الإسترليني السياحة الأميركية في بريطانيا، فيما وجد أحد المواقع أن عدداً أكبر من البريطانيين يسأل كذلك عن الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة. وتقول شركات السياحة وسلاسل الفنادق وشركات الطيران أن من المبكر معرفة ما إذا كان التصويت أثر على الحجوزات، بينما تنبأ المحللون الماليون في مجموعة «بكنغهام» البحثية بأن التصويت لصالح الخروج سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد البريطاني، ومبيعات شركات الطيران، لكن بعض شركات السياحة الأميركية تنصح السياح بالحجز في رحلات بريطانية الآن ويتوقعون رؤية زيادة في الحجوزات بمرور الوقت. وقالت مؤسسة «كاياك» التابعة لشركة «برايسلاين غروب» إنها في 24 يونيو، وهو اليوم التالي على تصويت البريطانيين على الخروج من «الأوروبي» شهدت زيادة بنسبة 54 في المئة بعمليات البحث الأميركية التي تستكشف أسعار السفر إلى المملكة المتحدة، مقارنة بأيام الجمعة الأخرى خلال يونيو، كما أن البحث عن رحلات جوية من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة زاد أيضا بنسبة 46 في المئة. أما موقع البحث «ترافلزو» فقد شهد زيادة بنسبة 35.3 في المئة بالبحث عن رحلات سياحية من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة في الفترة بين 24 و27 يونيو، ووجد موقع «ستيودنت يونيفرس» وهو موقع إلكتروني لحجز رحلات رائج بين الشبان أن عمليات البحث عن رحلات طيران من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة تضاعفت مقارنة بعام سابق، ولم يظهر الموقع تغيرا في عمليات البحث في بريطانيا عن رحلات إلى الولايات المتحدة.
مشاركة :